ماذا قال الاستطلاع الأخير عن حكومة الخصاونة
استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية الصادر قبل ايام بمناسبة مضي 100 يوم على تشكيل حكومة الخصاونة وضع الحقيقة ناصعة أمام الجمهور وصاحب القرار ، سواء فيما يتعلق بالحكومة او النواب او الوضع الصحي او المالي والاقتصادي إلخ .
فقد جاءت النتائج وفق ما يعرفه رجل الشارع العادي ، ولكن المميز في التقرير أنه لم يدفن الحقيقة أو يحاب أي طرف، وبكل شفافية تسجل النتيجة وتعلن للحكومة ورئيسها ومن وراءها .
وفق الاستطلاع ، فإن اغلبية الاردنيين يعتقدون بان الأوضاع بشكل عام تسير في الاتجاه السلبي ، حيث قال ذلك 57 % من المستطلعة آراؤهم من مختلف العينات .
وفي ما يتعلق بالخصاونة وخكومته ، فقد أظهرت النتيجة تراجعهم في استطلاع المئة يوم الأولى عن نتيجة استطلاع التشكيل الحكومي " الاستطلاع السابق " 53 % والحالي 47% ولكن الخصاونة ، برغم هذه الخسارة ربح أكثر من حكومة الرزاز في الحصيلة "الكلية" .
وبخصوص النواب فإن 47 % يعتقدون بأن أداءهم سيكون كأداء المجالس السابقة فبرغم ما قيل عن الانتخابات والمطالبات بتعديل قانونها فإن المجلس تحسنت صورته قليلا عن بداية تشكيلته ما دفع مراقبين لمنحه فرصة ، وهو ما لم يكن بداية اعلان اسماء الفائزين عقب الانتخابات حيث كانت نسبة الثقة بأعضاء المجلس أقل مما هي عليه الآن .
ويستطيع الرئيس الخصاونة وطاقم الصحة في الحكومة تنفس الصعداء بعد أن صبت الآراء - في اغلبيتها - لصالحهم ،إذ اعتبر 56% أن الأداء الصحي في مكافحة فايروس كورونا سجل نجاحا باهرا للحكومة ورئيسها .
ولكن في المقابل ، فإن هناك انتكاسة معاكسة تتعلق بالتعليم وأداء الاقتصاد ، وقد عبر عن ذلك الشباب من فئة الاعمار 18 - 34 الذين قالوا إنهم اقل ثقة بالحكومة وأيضا بأدائها .
ومما يجدر التوقف عنده أيضا أن اهتمام الاردنيين بالسياسة جاء ضعيفا حيث أن 66 % من المستطلعين لم يتابعوا البيان الوزاري للحكومة الذي نالت بموجبه الثقة ، بينما انشغل الغالبية العظمى بالبطالة والوضع الاقتصادي والفقر التي عدها المستطلعة آراؤهم بأنها من أهم مشاكل الاردن الآن : إذ قال 65% إن الوضع الاقتصادي هذا العام سيكون اسوأ من الذي سبقه ، ومثال على ذلك الموازنة التي قال فقط 11 % منهم إنها ستكون قادرة على مواجبهة التحديات للعام 2021 .
باختصار : الاستطلاع أعاد وضع النقاط على الحروف، وما تبقى هو أن تقرأ الحكومة والنواب والاعيان هذه النتائج ويعملوا بمقتضاها .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد