الدكتورة سناء قموة

من المنتظر أن نشاهد هذا الاسبوع تداعيات كبيرة للتصريحات التي اطلقتها الدكتورة سناء قموة ، مديرة المختبرات السابقة في المؤسسة العامة للغذاء والدواء عن فساد أنواع من الأغذية ،وتأكيدها بأنها لا تستطيع القول أن الغذاء الذي يتناوله الأردنيون غذاء آمن .
وللتذكير ، فقد كانت قموة أحدثت ضجة كبيرة لا زالت أصداؤها تتصاعد ومن المتوقع زيادة صخبها خلال مناقشة لجنة الصحة النيابية لتصريحاتها بوجودها شخصيا وبوجود مدير عام المؤسسة ووزير الصحة .
من أبرز تصريحات قموة الخطيرة أنها كانت تجد صعوبة في اقناع بعض المسؤولين بأهمية الوصول إلى الغذاء الآمن وأن الرقابة ناقصة .
وكشفت أنهم في المختبرات أجروا دراسات على الأسماك والحليب والبقوليات والأرز والمكسرات فكانت النتائج خطيرة :
فعن منتجات الألبان قالت : إنه يتم تحضيرها من مستحضرات لا تستطيع القول إنها " حليب " حيث تختلف نسبة البروتين فيها عن الحليب الطبيعي ، وهي ليست سوى مخلفات مصانع بلدان أخرى ، وأنه يتم إضافة زيوت مهدرجة تنتهي بإصابة متناوليها بالسرطانات وأن الكثير من مكونات هذا الشيء المزعوم أنه " حليب " هي مكونات نباتية فيها أحماض دهنية مؤكسدة ، ويتم السماح باستيرادها رسميا ، مع أنه يوجد حليب طبيعي في الأردن وبكميات كافية مستغربة ومتسائلة : "لماذا لا يستخدمونه " ؟؟
وبخصوص الأسماك ، قالت : إن الفحوصات التي تجري على ألأسماك لا تشمل المركبات والادوية البيطرية الموجودة فيها وهي كما تقول مواد تؤدي لسرطانات ، مضيفة : إن هناك انواعا من المواد المختلفة تدخل في تغذية الأسماك خاصة في المزارع في فيتنام بحيث يتم اضافة المخلفات العضوية إلى غذاء الاسماء ونصحت بالابتعاد عن تناول سمك الفيليه الفيتنامي أو الصيني وبتناول الأسماك الطازجة قدر الاستطاعة .
أما عن القمح والأرز ، فحدث ولا حرج ، إذ أكدت بأنهم أخذوا 3 عينات من صوامع القمح بتواريخ مختلفة فعثروا على 11 مركبا عضويا فسفوريا ، وأن أحد هذه الفحوصات كشف عن زيادة بمقدار 33 ضعفا عن الحد المسموح به صحيا ، مشددة على أنه يجب فحص المبيدات الحشرية هذه وحصرها كاشفة عن مصيبة أخرى وهي أنه يتم رش المبيدات داخل الصوامع نفسها .
وبخصوص الأرز ، قالت : بأن كافة أنواع الأرز الموجودة بالاسواق يوجد فيها مركبات عضوية فسفورية بما يصل إلى 22 ضعف الحد المسموح به ، ناصحة المواطنين بنقع الأرز قبل الطبخ بمدة لا تقل عن نصف ساعة .
وبخصوص المكسرات والبقوليات كشفت بأنهم وجدوا فيها مركبات فطرية وسموما تتسبب بسرطان الرئة .
ومن المعلومات التي كشفتها الدكتورة قموة وتعتبر غاية في الخطورة إضافة إلى ما سبق ، هو أن سرطانات المستقيم لدى الرجال والقولون وسرطان الثدي لدى النساء سببها الغذاء .
وشددت على أن 85 % من الغذاء في الأردن يتم استيراده من الخارج ومعيدة التاكيد أن أغلبية الأمراض في المجتمع الأردني سببها الملوثات الكيماوية وغيرها الموجودة في الغذاء .
ومن جانب آخر ، تقول مؤسسة الغذاء : إن المعلومات التي أدلت بها قموة مبالغ فيها ، وفق قولها .
وتذكرنا تصريحات قموة بالتصريحات التي سبق واطلقها وزير الصحة الأسبق المرحوم الدكتور عبد الرحيم ملحس ، الذي قال في تسعينيات القرن الماضي وهو على رأس الوزارة : بأن الغذاء والدواء فاسدان ، ما اثار عليه عش الدبابير وفي النهاية أودى به الحيتان خارج الوزارة بدعوى أنه شوه سمعة الغذاء والدواء الأردني ، لتأتي الدكتورة قموة بعد 30 عاما وتعيد التأكيد بأنه لم يتغير شيء في هذه السنوات كما يبدو ، وبأن الغذاء فاسد ولا يصلح للإستهلاك البشري ما يستدعي هذه المرة وقفة حقيقية من قبل الجميع وأن لا يسمح للمتنفذين أو هواميرالغذاء في البلد بطمر هذا الملف أو الإضرار بصاحبته الشجاعة التي قالت ما قالته تبرئة لضميرها وفق ما يرى أغلب الأردنيين .
وأيا كان الأمر ، وبغض النظر عما قالته الدكتورة وما قالته المؤسسة ، فإن فصل الخطاب سيكون لدى لجنة الصحة النيابية بعد اجتماعاتها المرتقبة .
حمى الله الأردن .

د.فطين البداد