هل أتى الرفاعي بـ " رأس كليب " ؟
لعل ما قاله دولة سمير الرفاعي ، النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان بخصوص واجب الحكومة والمسؤولين كشف وشرح القضايا المطروحة ، لعل هذا ما خلص إليه من لقاء جلالة الملك بمكتب الأعيان الدائم الذي يضم رئيس المجلس ونائبي الرئيس ومساعديه ، وذلك بعد لقاء الملك برؤساء اللجان النيابية في وقت سابق .
ما قاله الرفاعي إذن ، هو ما طلبه الملك الذي أكد على أن تتوحد رسائل الدولة للأردنيين وأن تكون شفافة وواضحة ، تجنبا لإثارة الشائعات .
بالفعل ، فإن اللغط يكثر والشائعات تتوالى في حال ظلت الحكومة تستخدم أسلوب " القطارة " في شرح القضايا الساخنة بكل تفاصيلها وخفاياها ، بل إن الملك تطرق إلى أن سبب الشائعات التي تخرج بين الفينة والأخرى هو غياب مسألة " الشرح والتوضيح " للرأي العام بشأن القضايا المثارة .
دائما يتقدم الملك على الجميع في مسألة الشفافية والوضوح ، وإذا كانت الحكومة لديها ما تخفيه وتستمر في التردد حتى حينما تعطي الناس أنصاف المعلومات ، فإنها تكون - هي ولا أحد سواها - سبب أي سوء فهم في الشوارع والبيوت والصالونات .
لم يقف طلب الملك عند ذلك ، بل تناول ايضا واجب تفسير أي قرار تتخذه الحكومة وما هي الاحتمالات والمكاسب والخسائر حياله .
وأيضا ، فإن ما قاله الرفاعي بشأن الإعلام يبدو متقدما جدا ، لطالما حلم به الجميع ، إذ أكد على حقهم في الحصول على المعلومة بل وواجب التنسيق الحكومي مع الإعلام الرسمي والخاص بخصوص أي ايضاحات يسأل عنها الشعب .
إن ما قاله الرفاعي يعتبر أمرا بديهيا ولكن الكتمان والإبهام والتردد هو الذي دفع الملك لتصحيح المسار ليعلم الأردنيون أين هم ذاهبون ، وما هي تبعات اي قرار يتم اتخاذه وما هي أضراره أو منافعه إن وجدت .
لقد أتى الرفاعي ببديهيات كان يفترض أن يتم السير بها ، بل إن الرفاعي نفسه ، يعلم بانه لم يأت هو الآخر بـ " رأس كليب " .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد