مشاجرة النواب
اضطر رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي لرفع جلسة الاربعاء نصف ساعة ، ومن ثم رفع الجلسة نفسها ولاحقا ترحيلها لجلستين صباحية ومسائية في اليوم التالي " الخميس " ليعود مرة أخرى ويلغي جلسة الخميس ويقرر عقد الجلسة يوم الأحد .
ذلك ما جرى لأسخن جلسة في تاريخ المجلس في المدى المنظور ، كان مقررا لها أن تناقش التعديلات الدستورية ضمن حزمة الإصلاحات السياسية التي يشهدها الأردن .
ما وقع يوم الأربعاء من عراك بالأيدي بين النواب وشتائم من تحت الزنار وفق ما تسرب عبر فيديوهات متداولة ، هو شاخصة تحذيرية على مفترق طرق يسعى البلد لعبوره وسط تعدد المسارات والإشارات ، وفي جو مشحون بالضغوط على الجميع .
بداية الجلسة توعد النائب العرموطي بكشف أسماء وزراء قال إنهم يضغطون على النواب ، وما لبث أن تلا رئيس اللجنة القانونية رأي اللجنة بالمواد المطروحة للتعديل فيقع المحظور عندما خاطب أحد النواب بقوله " اقعد " ليبدأ المجلس بالإشتعال ، وخلال نقاش إحدى المفردات : " اردنيات " جرى شد وجذب بين رئيس المجلس وبين أحد النواب ، وخلال المناقشات وقعت مشادة بين الرئيس وبين نائب وصلت لأن يخاطبه الدغمي بقوله " إخرس " بعد أن كان النائب خاطبه بقوله : " والله ما بتعرف إشي " وبعدها طرده من القبة : " امشي اطلع برة " ، ومن ثم وقعت الواقعة حينما بدأ التشاحن بين النواب أنفسهم ليتحول المجلس إلى حلبة ملاكمة بين عضو كتلة الأصلاح حسن الرياطي وعدد من النواب ، فيتم في وقت لاحق تسجيل شكاوى لدى لجنة السلوك من قبل كل النواب الذين وقعوا في العراك بمن فيهم الرياطي الذي اتهمهم بالاعتداء ، كما ورأيناه محمولا على اكتاف أنصاره في العقبة .
يا قوم :
هذه المشاجرة ، وكما يقول البعض ، ليست هي العلامة الفارقة لهذا المجلس التاسع عشر .. أي أنها لا تتعلق بضربات خماسية وسدادية على وجوه نواب وعلى رقابهم وظهورهم وإغلاق افواههم وجذبهم وطردهم ورفض اعتذارهم ورفع جلستهم ومن ثم تأجيلها لأيام ، بل إن العلامة الفارقة في هذا المجلس هي ما سيتمخض عنه من تصويت بتعديل على الدستور .
حمى الله الاردن
د.فطين البداد