تحصيلات الضريبة في العام 2021
البيانات الاخيرة التي كشفت عنها دائرة الضريبة أكدت من جديد اعتماد الموازنات على عمليات التمويل المباشرة وعلى رأسها الضرائب، بينما لم نجد أي ذكر لمصادر اخرى ساهمت في رفد الموازنة بأية أموال ما عدا المساعدات المؤكدة.
العام الماضي 2021 تم تحصيل ضريبة بقيمة 5.213 مليار دينار بالمقارنة مع 4.637 مليارا في العام 2020 بزيادة تصل الى 576 مليونا ، اي بنسبة 12 % عن عام 2020 .. ولا يغيب عن المراقب أن هذه الزيادة جاءت بسبب تفعيل قانون الضريبة وإدراج فئات جديدة لم تكن مشمولة في القانون السابق .
وإذا اخذنا في الاعتبار أن اكثرية المبالغ المحصلة جاءت من ضريبة المبيعات وبلغت 4.037) مليار دينار ، وأن المبالغ الأخرى جاءت من ضريبة الدخل للعام نفسه 2021 بمبلغ (1.176) مليار دينار ، أي بزيادة حوالي 73 مليونا عن عام 2020 ، فإن لهذا الأمر تفسيرا :
لما كانت ضريبة المبيعات حازت على نصيب الأسد من التحصيلات فهذا يعني أن كل شيء تم سحبه من جيوب الناس بالقانون الجديد، حيث يضطر التاجر لرفع السعر من اجل تعويض الضريبة التي تفرض عليه ، ويذهب المواطن ضحية بين سندان الحكومة ومطرقة التجار .
المواطن الأردني ، الصابر ألمصابر المرابط على أفواه وبطون أبنائه وعائلته هو البطل الحقيقي في هذا الفخر الذي أعلنته إدارة الضريبة في تصريحاتها الأخيرة ، فلننظر الى الميدان لنعرف أن المواطن الأردني بكل مواقعه هو الفارس الحقيقي في مضمار الموازنات الحكومية والتحصيلات الضريبية ، ومن اجل ذلك فإنه كان على الحكومة ودائرة الضريبة التابعة لها تقديم الشكر لهذا الفارس المغوار بدل الأفتخار بالـ 5.213 مليار وببطولات وهمية هي في النهاية " تحصيل حاصل ".
حمى الله الأردن .
د. فطين البداد