جدري القرود
ما أن كدنا ننتهي من مصيبة كورونا حتى جاء جدري القرود ، بما يحمل اسمه من رعب للصحيح والسليم والقوي والضعيف .
ولأن حالات الوفاة بمصابي هذا المرض لا تتعدى 10 % فإن الأمر ليس مفزعا مثل كورونا ببداياتها ، ولكنه لا زال مقلقا لكون هذا المرض يستمر من اسبوعين إلى خمسة اسابيع قبل ان يتماثل المريض للشفاء بواسطة الأدوية المضادة وابرزها اللقاح .
اللافت أيضا ، أن أول حالة ظهرت في افريقيا كانت لدى بائعي الحيوانات من غير الأنعام ، وهو ما يؤكد الشبهات حول أغلبية مصادر الأمراض والفايروسات القاتلة وغير القاتلة ، فقد ظهر الفايروس في الكونجو أول الأمر في السبعينيات من القرن المنصرم ، وظهر لاحقا في العديد من البلدان من بينها الولايات المتحدة حيث قيل بأن الذين اصيبوا به خالطوا الحيوانات البرية وما ألى ذلك .
يتم التعرف على هذا المرض من خلال فحص الحمض النووي ، ويبدأ بالحمى ، وآلام في الرأس ومن ثم يصيب المرء تورم في الغدد وطفح جلدي إلخ ، ولكن الأخطر أن هذا المرض معد وسريع الانتقال .
وزارة الصحة في الأردن عقدت السبت اجتماعا طارئا لمناقشة وتحديد آلية التعاطي ومراقبة هذا المرض رغم أنه لم تسجل اي حالة حتى الآن ، ولكن الفايروس قد يدخل الأردن بأي سبب ، ولكون الكيان الصهيوني سجل أول حالة ، وكذلك يعقد المركز الوطني للأوبئة اجتماعا هذا اليوم الأحد لنفس الغرض الذي اصيب به حتى الآن 80 شخصا في 12 دولة حول العالم .
الناس ترغب بآليات عملية بالتنسيق مع مختلف الأجهزة ، في المعابر والحدود وفي مراكز الفحص وفي كل مكان ، إذ لا يكفي اجتماعات تناقش المرض وتقترح أو تضع حلولا على الورق ، بل المطلوب أن تتخذ كل الوسائل الإحترازية الميدانية لعدم دخوله البلد أصلا ، وهذا أولى وأنجع من أن تدب الوزارة والحكومة الصوت في حال انتشر المرض لا قدر الله ، وحينها لا ينفع الندم كما لا ينفع العليق عند الغارة .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد