بشرى وزارة المياه
بينما يستعد الأردنيون لتلقي البشرى في ما أعلنت عنه الحكومة من خطط اقتصادية وقوانين استثمار جديدة وغيرها ، فوجئوا بتصريح ساقته وزارة المياه أخطرت فيه الناس بان الصيف القادم سيكون صعبا من حيث التزود بالمياه .
المشكلة القديمة الجديدة ، أن الشكاوى التي تتذمر منها الوزارة هي ذاتها منذ عقود : فبينما يتم التركيز على الجفاف وتغير المناخ وما قيل عن نضوب السدود وقلة الأمطار إلخ ، نرى نفس الوزارة تقر بأن من أكبر المشاكل التي يواجهها قطاع المياه هو " الفاقد المائي " وباعترافها فإن هذا الفاقد يصل إلى حوالي 50 % من المياه التي يتم ضخها للمواطنين .
بمعنى آخر ، فإن "البشرى " التي ساقتها الوزارة عن شح في المياه في الصيف ، سببها هو هذا الفاقد المائي وليس المناخ فقط وما يحزنون .
فإذا كانت الوزارة تعرف الداء ، وهو اهتراء الشبكة التي " تهرب " نصف الكميات التي تضخ ، وإذا كانت هذه المسألة هي سبب الضائقة منذ عقود فأين كانت وزارة المياه منذ سنوات ، ولماذا لم تقم بإجراء صيانات وتحديثات على الشبكة .
ثم : اين خطة التحديث ، السؤال هنا عن الخطة ، وإذا كان الأمر يتعلق بالإمكانيات فاين الاموال التي تحدثت عنها الحكومات المتعاقبة والمتعلقة بقطاع المياه والصيانة والتجديد ، ثم : منذ متى تم استلام أول منحة لتحديث الشبكة ولماذا لم يتم تحديثها .
قلنا : إذا كان الأمر يتعلق بالمبالغ التي يتطلبها التحديث فلماذا لم تباشر الوزارة بعملية صيانة مجزأة على سنوات ، إذ ليس المطلوب إلغاء الشبكة بل تحديثها ، فهل بدأت الوزارة بالخطوة الأولى بدل ان تبشر الأردنيين بـ " العطش " وبالصيف القائظ !. .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد