طوقان واليورانيوم وإضاءة الأردن 80 عاما
لدى مطالعة تصريحات الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية حول كميات اليورانيوم المتوفرة في الأردن وما قاله عن منطقة سواقة فقط أن بإمكانها إضاءة الأردن 80 عاما ، وكشفه أن المصنع بدأ يعمل لإنتاج الكعكة الصفراء وعن أن الأردن سيكون مصدرا عالميا لهذه المادة التي بدئ باستخراجها من اليورانيوم الأردني على أمل استخلاص مئآت الأطنان لاحقا .. نقول : كل ذلك جاء في وقته وزمنه ، ولكن المشكلة هي في الترميز والإتكاء على معلومات مطاطة ومبهمة وعصية على فهم العامة الذين هم المعنيون ، كما يُعتقد بمثل هذا التصريح .
يعرف الأردنيون أن لديهم كميات تجارية من اليورانيوم موزعة في وسط وشرق البلاد حتى أن هذا العنصر الثمين يظهر عبر الخرائط الفضائية من على سطح الأرض لوفرته وانتشاره ، ونفهم المراحل التي صاحبت إنشاء المفاعل النووي وما تخلل ذلك من تعقيدات ورفض نيابي أحيانا وشعبي أحيانا اخرى لمثل هكذا مشروع ، وكذلك الأمر بالنسبة لمصنع الكعكة الصفراء ، إذ ظل الأمر طي التعتيم إلى أن كشف طوقان قبل ايام بأن المصنع المذكور بدأ بالعمل ، وهذه بشرى للأردنيين الذي لفحتهم مؤخرا موجات ارتفاعات مختلف الأسعار وكان آخرها المشتقات النفطية .
الكل يعرف ذلك ، وكل ما قاله طوقان جميل ويستمع إليه ويفتح أبواب الأمل في استثمار الثروات الوطنية " عقبال الذهب وغيره " ولكن تصريحات من هذا القبيل بحاجة إلى تسهيل وتبسيط و" سهل ممتنع " ليفهم الناس ماذا يعني أن سعر الكيلو 60 دولارا ، سعر ماذا بالضبط وكيف تحسب القيمة وكم يستخرج من كل طن يورانيوم من هذه الكعكة وما إلى ذلك من أسئلة لم يفهم الأغلبية منها شيئا .
الأردنيون يريدون مؤتمرا صحفيا لطوقان والهيئة ويريدون شرحا مفصلا لما يجري وليس مجرد تصريحات ، سواء في مسألة البدء بإخضاع اليوانيوم لعمليات التصنيع الكيماوية كما يقول طوقان أو في حجم الثروة الوطنية من هذا اليورانوم الذي يقول أن الكيلو غرام الواحد منه يعدل 55 برميل نفط ، فإن كان الأمر كذلك فلماذا الحديث بالترميز ..
افرشوا موضوع اليورانيوم على بلاطة وقولوا للناس كل شيء وأي شيء يخص هذه المادة ومشتقاتها ، لكي يظل هناك أمل في أن الأمر قد يتغير ، فأنتم لا تتحدثون في مؤتمر علمي ، بل في بلد يعاني شعبه الأمرين ويريد حقائق واضحة وعلمية وأرقاما وتواريخ تحدد له متى سيكون الفرج بعد كل هذا الضيق والضنك وأكل الهوا .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد