آل خلف ، آل بدران ، آل حرب (حدَّادين فلسطين) / رام الله
تحدثت في حلقة سابقة عن الوزير سمعان داود بلاط ، وذكرت أنه ينتمي إلى عائلة البلاط المسيحية في رام الله التي تعود جذورها مع العديد من عائلات رام الله العربية المسيحية إلى عشيرة الحدَّادين في الأردن التي تعود جذورها إلى العرب الغساسنة الذين قدموا من اليمن إلى بلاد الشام بعد انهيار سد مأرب وهربا من محاولة الملك ذو نواس لإجبارهم على ترك المسيحية والدخول في الدين اليهودي (قصة أصحاب الأخدود في القرآن الكريم) ، وأشرت إلى الرواية التي تقول إن شيخ الحدَّادين في جنوب الأردن راشد حدَّادين (أو صبرة في رواية أخرى) ارتحل من الكرك إلى فلسطين إثر نزاع مع شيخ بني عمر (العمرو) ذياب إبن قيصوم ، وأشير في هذه الحلقة إلى رواية أخرى أوردها كتاب (الشوبك ... الأرض والإنسان) لمؤلفه الباحث محمد إسماعيل الرواشدة ، وهي رواية تنفي أن تكون هجرة الشيخ راشد الحدَّادين (أو صبرة) قد إنطلقت من الكرك إلى فلسطين ، بل كانت إنطلاقتها من الشوبك ، ويذكر الرواشدة أن عشيرة الحدَّادين من أقدم العشائر ذات الأصل الغساني التي سكنت الشوبك وأنها لا تزال حتى يومنا هذا منتشرة في أنحاء الأردن وفلسطين واليمن ، ويذكر أن كلمة حدَّادين جاءت من تحديد الأرض ، وربما كان هناك ارتباط بين إسم الحدادين وإسم مدينة الحديدة في اليمن موطن العرب الغساسنة الذين ينحدر منهم الكثير من العشائر العربية المسيحية في بلاد الشام ومنهم عشيرة الحدَّادين في الأردن وفلسطين .
ويذكر الباحث الرواشدة في كتابه أن الرواية الشعبية المتناقلة في الشوبك تقول إنهم هاجروا من الشوبك إلى فلسطين واستقرُّوا في رام الله ومن ثمَّ عاد بعضهم إلى الكرك ، وكان سبب هجرتهم عدم رضوخهم لأحد شيوخ القبائل لتزويج أحد أبنائه من إحدى بناتهم ، ويذكر الباحث الرواشدة أن أحد المعمرين الذي كان ضابطاً في الجيش عام 1948م (النقيب المتقاعد محمد علي الغنميين) روى له في لقاء معه في منزله في قرية نجل في 27 / 3 / 2000 م أنه التقى في مدينة رام الله مع اثنين من رجال الدين المسيحيين ، وعند سؤالهم له من أي بلد أنت ؟ ، قال لهم إني من الشوبك ، فصافحوه وقبَّـلوه وقالوا له نحن أقرباؤك من عشيرة الحدَّادين وقد هاجرنا من الشوبك قبل مائتين وخمسين عاماً ، وأخبرهم الضابط بطريقة هجرتهم من الشوبك إلى رام الله ووافقوا على روايته وخلاصتها أن عشيرة الحدادين كانت تسكن منطقة الشوبك في قرية المقارعية ، وذات يوم تصادف وجود عدد من البدو ضيوفاً على عشيرة الحدادين ، وفي المساء وقبل تقديم العشاء لأولئك البدو جاء إلى صاحب البيت الذي عنده البدو من يُـبشـِّـره بولادة بنت له ، فقال له أحد البدو (الحدِّية) فرد الرجل من عشيرة الحدادين مازحاً (أبشر) ، ويبدو أن البدوي أخذها على محمل الجد ، فبعد عدة سنين بعد أن كبرت البنت عاد البدو لعشيرة الحدادين من أجل زواجها من أحد أبنائهم ، فرفض الحدَّادين ذلك وحاول البدو مضايقتهم وحدث نزاع وقتل عدد من البدو ، فاستشار شيخ الحدَّادين بعض جيرانهم المسلمين وهم حسن وحسين وعائلاتهم (روايات ذكرت أنهم عشيرة الطنشات أو عشيرة البنوية) ، واتفق رأي الحدَّادين وجيرانهم الذين اشتركوا معهم في النزاع ، وهم حسن وحسين على الرحيل إلى فلسطين ، حيث سكن الحدادين مدينة البيرة وسكن حسن وحسين مدينة رام الله ، وقام الحدادين ببناء كنيسة في البيرة ، وقام المسلمون ببناء جامع في رام الله ، وأثناء عملية البناء تبادل الطرفان مناطق السكن حيث سكن الحدَّادين رام الله وسكن حسن وحسين ومن معهم البيرة ، فبقيت الكنيسة غير مكتملة البناء حتى يومنا هذا ، أما الجامع فقام باتمام بنائه احد وزراء الأردن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في عام 1955م ، وإلى عشيرة الحدَّادين لا تزال تنسب بعض الأراضي في الشوبك مثل منطقة الحدادة أو خربة الحدادين .(إنتهت رواية الباحث الرواشدة) .
ويعزِّز كتاب (التاريخ الغسـَّـاني العريق لبلدة عين عريك) لمؤلفه الباحث إبراهيم سلامة خوري الرواية التي تقول إن جدَّ أهل رام الله (يقصد عائلاتها المسيحية) هو راشد الحدَّاد شيخ عشيرة الحدَّادين الغسَّـانية الذي قدم من الشوبك إلى فلسطين إثر خصام مع إحدى عشائر الشوبك ، ويعزِّز الكتاب الرواية التي تقول إن إسم الحدَّادين جاء من مدينة الحديدة اليمنية التي قدموا منها إلى لبنان ثم إلى جنوب الأردن ، إلى الكرك في رواية أو إلى الشوبك في رواية أخرى ، ويرجـِّح الكتاب أن قدوم الحدَّادين إلى رام الله كان قبل أواخر القرن الثامن عشر كما تذكر بعض الروايات ، ولكنه خلافا للرواية التي تذكر أن الحدَّادين هم الذين عمروا خربة رام الله بعد أن اشتروا أراضيها يشير إلى وجود عائلات مسيحية في رام الله قبل قدوم الحدَّادين مستشهدا بإحصاء أجري في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني (1552 ــ 1565 م) ذكرعدد سكان رام الله آنذاك كان 355 مسيحيا و45 مسلما .
وبالإضافة إلى الوزير سمعان داود البلاط الحدَّادين ، فقد شغل المنصب الوزاري عدد من أبناء العائلات العربية المسيحية في رام الله الذين يعودون بجذورهم إلى عشيرة الحدَّادين من العرب الغساسنة من الأزد من كنده من كهلان من سبأ عبد شمس من يشجب من يعرب من قحطان جَدِّ العرب القحطانية من العرب العاربه .
وسأتحدَّث في هذه الحلقة عن عدد من وزراء العائلات من الفرع الفلسطيني من عشيرة الحدَّادين وهم حنا خلف وجليل بدران وجليل حرب ، وسأتحدَّث في حلقة قادمة بإذن الله عن الوزير نديم الزرو وعائلة آل الزرو .
يذكر كتاب (كشف النقاب عن الجدود والأنساب في مدينة رام الله) لمؤلفه الباحث عزيز شاهين أن عائلة آل حرب التي ينتمي إليها الوزير جليل حرب الذي شغل منصب وزير الإقتصاد الوطني في حكومة الرئيس بهجت التلهوني المشكـَّـلة في 28 / 6 / 1961 م هي إحدى فروع حامولة آل يوسف التي تشكـَّـلت من أعقاب حرب إبن (إسم مجهول) إبن يوسف إبن حدَّاد إبن راشد الحدَّادين ، ويتحدث كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمـَّاري عن عائلة مسيحية تحمل إسم آل حرب تسكن في حارة الفرحية في بيت لحم ، ولكنه لم يتطرَّق إلى وجود أو عدم وجود صلة قرابة لهم مع آل حرب من حدَّادين فلسطين .
ويتحدَّث الكتاب عن عائلة آل بدران وشيب (عائلة واحدة أخذت إسمها من جدِّها المؤسس بدران) التي ينتمي إليها الوزير الدكتور جليل بدران واسمه الكامل (جليل إبن منور العبد إبن إبن عيسى إبن سالم إبن بدران إبن غانم الموسى إبن موسى إبن زعرور أبن يوسف إبن حدَّاد إبن راشد الحدَّادين) الذي شغل منصبي وزير التجارة ووزير الإنشاء والتعمير في حكومة الرئيس هزَّاع المجالي التي كانت أقصر الحكومات الأردنية عمرا حيث تشكـَّـلت في 15 / 12 / 1955 م واستقالت بعد خمسة أيام في 20 / 12 / 1955م بعد انلاع المظاهرات ضدها إحتجاجا على محاولتها إدخال الأردن في حلف بغداد الذي كانت ترعاه بريطانيا ، ويذكر الكتاب أن عائلة آل بدران العربية المسيحية في رام الله تعود بجذورها إلى حامولة آل يوسف التي تشكـَّـلت من أعقاب حرب إبن (إسم مجهول) إبن يوسف إبن حدَّاد إبن راشد الحدَّادين ، ويذكر كتاب (من هو ..؟ رجالات من فلسطين) الذي قام بنشره أحمد خليل العقاد صاحب ومدير مكتب الصحافة والنشر في يافا المحتلة أن الدكتور جليل بدران واسمه الكامل (جليل إبن منور العبد إبن إبن عيسى إبن سالم إبن بدران إبن غانم الموسى إبن موسى إبن زعرور أبن يوسف إبن حدَّاد إبن راشد الحدَّادين) ولد في رام الله في عام 1913م ودرس في مدارسها ، ثمَّ انتقل إلى بيروت ليدرس في الجامعة الأمريكية ويتخرَّج منها طبيبا وجرَّاحا للفم والأسنان في عام 1936 م .
ولكن رواية أخرى تقول إن الوزير جليل بدران ليس طبيب الأسنان جليل بدران الذي كان رئيسا لبلدية رام الله ، بل هو المهندس جليل إجحا بدران الذي كان كبير المهندسين في أمانة العاصمة قبل إشغاله المنصب الوزاري لمدة خمسة أيام في حكومة لبرئيس هزَّاع المجالي ، ويقول كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمـَّاري إن آل أجحا / جحا من عشائر فلسطين المسيحية ، وتقيم في بيت لحم ، وهي فرع من عشيرة القواقسة ، وينبغي الإشارة إلى أن كتاب (كشف النقاب عن الجدود والأنساب في مدينة رام الله) لمؤلفه الباحث عزيز شاهين يشير إلى أن عائلة آل القواس في رام الله تنحدر من أعقاب راشد الحدَّادين .
ويورد كتاب (القيادات والمؤسَّسات السياسية في فلسطين 1917-1948م) لمؤلفته الباحثة بيان نويهض الحوت إسم عيسى سابا إجحا / جحا كممثل لبيت لحم وبيت ساحور في اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي العربي الثاني المنعقد في 2 / 12 / 1931 م ، ويذكر أنه كان أحد الموقعين على النداء الذي وجهه رجالات فلسطين من جميع الطائف المسيحية إلى العالم المسيحي في عام 1936 م لإنقاذ المقدَّسات المسيحية في فلسطين من الخطر الصهيوني الذي يتهددها ، كما يذكر أن يوسف جحا (طبيب إدارة صحة القدس) كان أحد الموقعين على المذكرة التي رفعها كبار الموظفين العرب في فلسطين إلى المندوب السامي البريطاني في القدس في عام 1936 م إحتجاجا على سياسة بريطانيا المعادية لعرب فلسطين لحساب الصهاينة .
ويتحدَّث الكتاب عن عائلة آل خلف التي ينتمي إليها الوزير حنا خلف الذي شغل المنصب الوزاري ثلاث مرات ، الأولى وزيرا للعدلية (العدل) في حكومة الرئيس وصفي التل المشكـَّـلة في 28 / 1/ 1962 م ، والثانية وزيرا للعدلية في حكومة الرئيس وصفي التل المشكـَّـلة 2 /12 / 1962 م ، والثالثة وزيرا للعدلية ووزيرا للإنشاء والتعمير في حكومة الرئيس سمير الرفاعي المشكـَّـلة في 27 / 3 / 1963 ن ، ويذكر الكتاب أن عائلة آل خلف هي فرع من حامولة آل الشقرة التي تشكـَّـلت من أعقاب شقير إبن راشد الحدَّادين ، ويلاحظ أن إسم حنا كثير الإنتشار في العائلة ، ولم أتمكن من معرفة أيهم هو الوزير حنا خلف ، وسأكون شاكرا لمن يزوِّدني بإسمه الكامل ، وتجدر الإشارة إلى أن أحد رجالات آل خلف السيد كريم خلف كان رئيسا لبلدية رام الله .
ويتحدَّث كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمـَّاري عن عائلة مسيحية أردنية تحمل إسم آل خلف أصلهم من من اليمن من العرب الغساسنة ، وهم فرع من آل بدوع المتفرِّع عن عشيرة الحدَّادين ولم يشر إلى مكان سكنهم في الأردن ، ويتحدَّث عن عائلة مسيحية فلسطينية تحمل إسم آل خلف قدموا من حوران إلى لبنان ثمَّ إلى فلسطين ، وهم فرع من الحمامرة من بني معلوف من العرب الغساسنة ، إستوطنوا مدينة الناصرة وأخذوا إسمهم من جدِّهم الأول خلف ، ومن عصبتهم آل الدويري ومويس وصليبا والنجار والسلمان وخليق والصبـَّاغ والطبلج ، ولكن عمـَّاري لم يتطرق إلى وجود أو عدم وجود صلة قرابة بين هاتين العائلتين وبين آل خلف رام الله .
ويورد كتاب (القيادات والمؤسَّسات السياسية في فلسطين 1917-1948م) لمؤلفته الباحثة بيان نويهض الحوت إسم حنا خليل خلف مع ممثلي رام الله والبيرة في مؤتمر الجان القومية الذي انعقد في القدس في 7 / 5 / 1936 م ، ويذكر أنه كان من بين ممثلي فلسطين في المؤتمر العربي القومي المنعقد في بلودان في عام 1937 لنصرة القضية الفلسطينية ، ويذكر كتاب (الحركة الوطنية الفلسطينية 1935-1939م - يوميات أكرم زعيتر (أن حنا خلف كان من الموقعين على النداء الذي وجهته الحركة الوطنية الفلسطينية إلى الأمة العربية في 1/5/1936 م لطلب نصرتها لشعب فلسطين في مواجهة ما وصفه النداء بأنه : (الخطر الذي يتهدد وجود الشعب العربي الفلسطيني على أرضه العربية بسبب قيام المستعمرين الإنجليز المتسلطين على فلسطين بكل الوسائل لإقتلاع الشعب العربي الفلسطيني من وطنهم فلسطين لتمليكه لليهود) ، ويذكر الكتاب أن حنا خلف كان أحد ممثلي رام الله في مؤتمر اللجان القومية الذي عقد في القدس في 7/5/1936م لتدارس مجريات الإضراب العام الذي قام به عرب فلسطين إحتجاجا على دعم المستعمرين الإنجليز للعصابات اليهودية وعلى الإجراءات العدائية التي ينفذها الإنجليز ضد عرب فلسطين ، كما يذكر أن حنا خلف كان من بين معتقلي الحركة الوطنية الفلسطينية الذين زجَّ بهم الإنجليز في معتقل صرفند في محاولة لإجهاض الإضراب ، وكان من الموقعين على البيان الذي أصدره المعتقلون في 24/7/1936 م إحتجاجا على التهديدات التي أطلقها المندوب السامي البريطاني في القدس ضد عرب فلسطين إذا لم يفكوا إضرابهم ، ودعا المعتقلون في بيانهم الشعب العربي الفلسطيني إلى مواصلة الإضراب رغم تهديدات المستعمرين الإنجليز ، وأكدوا أن تحرير فلسطين من الإستعمار البريطاني ومن عصابات اليهود التي يدعمها الإنجليز يحتاج إلى الصبر والتضحية ، ثمَّ الصبر والتضحية ، ثمَّ الصبر والتضحية ، كما جاء في البيان .
ملاحظـــة :
سأكون شاكرا لمن يتلطف بتزويدي على بريدي الإلكتروني Ziad_1937@yahoo.com
بصور شخصية أو صور عامة (صالحة للنشر) للوزراء السادة نديم الزرو ، حنا خلف ، جليل بدران ، جليل حرب ، وذلك ليتم نشرها مع الحلقات الخاصة بالوزراء من العائلات العربية المسيحية في رام الله التي تعود بجذورها إلى عشيرة الحدَّادين في جنوب الأردن في الجزء الثالث من كتابي (التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية) الذي سيصدر في وقت لاحق بإذن الله ليكون بالإضافة إلى الجزأين اللذين صدرا مرجعا للمهتمين بجذور العشائر والعائلات الأردنية والفلسطينية التي شارك أبناؤها أو بناتها في الحكومات الأردنية منذ تأسيس الإمارة وحتى اليوم .
************
إضـــافـــة
حول آل حنانيا / القدس
تحدثت في حلقة سابقة عن الوزير السيد أنسطاس حنانـيا الذي كان من بين أكثر الوزراء إشغالا للمنصب الوزاري حيث شارك في إحدى عشرة حكومة كانت أولاها حكومة الرئيس سعيد المفتي المشكـَّـلة في (12/4/1950م) وزيرا للبرق و البريد وهي أوَّلُ حكومة تشكـَّـلت بعد توحيد الضفتين ، وآخرها حكومة الرئيس هزَّاع المجالي المشكـَّـلة في (6/5/1959م) وزيرا للعدلية ووزيرا للمواصلات .
وقد أوردت ما ذكرته بعض المراجع عن وجود أكثر من عائلة تحمل إسم آل حنانيا تتوزَّع على عكا والقدس وبير زيت ويافا وبيت لحم ، ونقلت عن كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أن آل حنانـيا القدس هي من نفس أصول عائلة حنانـيا اليافاوية ، وأن عميدهم جورجي حبيب حنانـيا من مواليد يافا عام 1857م ، و قد انتقل إلى القدس وكان أحد رجالات الحركة الوطنية العربية الفلسطينية حيث أسَّـس مطبعة في القدس في عام 1892م ، وأصدر جريدة القدس في عام 1908م ، ونقلت عن فريدريك . ج . بيك مؤلف كتاب (تاريخ شرقي الاردن و قبائلها) أن عائلة آل حنانـيا المقدسية هي فرع من عشيرة الدبابنة التي تعود جذورها إلى قرية دبين القريبة من عجلون .
وأضيف إلى ما تقدم ما ذكره كتاب (كشف النقاب عن الجدود والأنساب في مدينة رام الله) لمؤلفه الباحث عزيز شاهين عن وجود عائلة تحمل إسم آل حنانيا (الغنام) في مدينة رام الله ، ويذكر أن جدَّها المؤسّس هو حنانيا إبن يوسف إبن غنام إبن (إسم مجهول) إبن إبراهيم إبن راشد الحدَّادين ، ويورد الكتاب إسم عائلة آل حنانيا (الغنام) في سياق حديثه عن فروع حامولة آل إبراهيم التي تشكـَّـلت من أعقاب إبراهيم إبن راشد الحدَّادين ، وتورد شجرة للعائلة أوردها الكتاب أسمين لرجلين هما حنانيا وداود إبني موسى إبن يعقوب إبن إبراهيم إبن حنانيا إبن يوسف إبن غنام إبن (إسم مجهول) إبن إبراهيم إبن راشد الحدَّادين ، وينبغي أن أشير إلى أن إسمي حنانيا وداود يطرحان إحتمالية أن يكون للوزير أنسطاس حنانيا (والد الفريق المتقاعد الدكتور داود حنانيا) علاقة بهذه العائلة ، فإن صحـَّت هذه الإحتمالية التي تحتاج إلى دليل لا أملكه فمن المرجـَّـح أن تكون عائلة آل حنانيا التي ينتمي إليها الوزير أنسطاس حنانيا إحدى العائلات العربية المسيحية التي تعود بجذورها إلى عشيرة الحدَّادين ، وسأكون شاكرا لمن يستطيع تزويدي بمعلومات موثقة ، لتأكيد ، أو لنفي هذه الإحتمالية .
****************
تصويب
حول عائلة الوزير حسن الكاتب
تحدثت في الحلقة السابقة المنشورة في عدد (المدينة) الصادر في 9/2/2009م عن الوزير السابق حسن مكـَّـاوي الذي ورد إسمه في التشكيل الوزاري تحت إسم حسن الكاتب ، ونقلت عن كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أن عائلتين فلسطينيتين تحملان إسم آل مكـَّـاوي إحداهما تسكن في قلقيلية والثانية في تل السبع ، ولكنه لم يتطرَّق إلى جذورهما ولا إلى وجود أو عدم وجود صلة قرابة بينهما ، وأشرت إلى أن المراجع المتوفرة لدي لم تسعفني في معرفة إن كان الوزير حسن الكاتب ينتمي لأحدى هاتين العائلتين ، ويبدو أنه لا ينتمي لأي من العائلتين وإنما لعائلة حجازية ، فقد تلقيت ، شاكرا ، إتصالا هاتفيا من السكرتير الإعلامي السابق لسمو الأمير الحسن بن طلال الأستاذ سلامة نجل الوزير السابق الأستاذ الحاج فؤاد عبد الهادي وذكر لي أن الوزير حسن الكاتب قدم من الحجاز مع الأمير / الملك المؤسِّس عبد الله بن الحسين ، ولكنه إستقرَّ في القدس وخدم في الشرطة الفلسطينية في زمن الإنتداب البريطاني ، وبعد توحيد الضفتين إلتحق بالعمل في الحكومة الأردنية وشغل وظائف مهمة إلى أن تولى المنصب الوزاري لم تسعفني.
****************
شروح الصور
صورة رقم 1 :
الوزير حنا خلف (حدَّادين) إلى يمين الوزير / قاضي القضاة الشيخ إبراهيم القطـَّـان في صورة يظهر فيها الوزراء محمد إسماعيل العطيات وحنا ناصر والدكتور صبحي أمين عمرو وبشارة غصيب والدكتور قاسم الريماوي (الرئيس لاحقا) وعدد من رجالات تلك المرحلة .
صورة رقم 2 :
الوزير أنسطاس حنانيا معانقا الشريف ناصر بن جميل ويظهر في الصورة نجله الفريق الدكتور داود حنانيا مصافحا الملك الراحل الحسين بن طلال .
صورة رقم 3 :
الوزير أنسطاس حنانيا في أقصى يسار الصورة التي تجمع وزراء حكومة الرئيس إبراهيم هاشم التي واجهت أزمة عام 1957 م بين أحزاب المعارضة والنظام ، ويظهر إلى يمين حنانيا الوزراء خلوصي الخيري وعاكف الفايز والرئيس سمير الرفاعي والرئيس إبراهيم هاشم وسليمان طوقان وفلاح المدادحة .
صورة رقم 4 :
الوزير سمعان داود بلاط (حدَّادين) إلى يمين الملك الراحل الحسين بن طلال ، ويظهر في الصورة الرئيس بهجت التلهوني والوزيران عاكف الفايز وأنسطاس حنانيا .
صورة رقم 5 :
الوزير حسن الكاتب في أقصى يسار الصورة (الصف الخلفي) في صورة للعديد من رجالات الدولة بمعية الملك الراحل الحسين بن طلال الذي يظهر إلى يساره الرئيس سمير الرفاعي وإلى يمينه الوزير الحاج فؤاد عبد الهادي .