آل عودة من عشيرة المشارقة التي تضم عائلات مسلمة ومسيحية
حنا عودة قضى عمره أعزباً.. حارب المحسوبية ومات عفيفاً نظيف اليد
* تمتد جذورعشيرة المشارقة إلى ابن إلياس أو بن إياس من قبيلة الغساسنة من الأزد , وكانوا يعتنقون الديانة المسيحية ,
قدموا إلى بلاد الشام بعد انهيار سد مأرب .وتضم عشيرة المشارقة في جفنا » جفنة « / رام الله : آل عودة وآل عبده وآل
صنوبر وآل جودة وآل النفل وآل ألخوري, وهناك عشائر مسلمة ومسيحية تحمل إسم المشارقة وعودة .
آل عوده / المشارقة ( جفنة / رام الله )
حنَّا عوده
شغلَ الدكتور حنَّا سليم الياس عوده منصبَ وزير المالية في حكومة الرئيس أحمد عبيدات المشكَّلة في 10/1/1984م , ثمَّ
في حكومة الرئيس زيد الرفاعي المشكَّلة في 4/4/1985م , وكان قبل إشغاله للمنصب الوزاري قد شغلَ لسنواتٍ عدة
منصب رئيس مجلس الإعمار الذي تحوَّل في سنواتٍ لاحقةٍ ليصبح وزارة التخطيط .
ويشير كتاب » معجم العشائر الفلسطينية « لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرّاب إلى وجود عائلتين مسيحيتين في
فلسطين تحملان إسم آل عوده أحداهما في بلدة جفنة وذكر من رجالاتها الكاتب الدكتور عودة بطرس عودة , والأخرى في
بلدة الناصرة وذكر من رجالاتها ابراهيم ميخائيل عودة الذي كان من رجال التربية في فلسطين قبل نكبة عام 1948 م ,
ولم يتطرَّق شرَّاب إلى وجود أو عدم وجود علاقة قرابة بين عشيرتي عودة في جفنة والناصرة .
كما أورد شرَّاب أسماء (38) عشيرة وعائلة تحمل إسم عودة ( لم يصنِّفها بين مسلمة ومسيحية , والأرجح أن غالبيتها
مسلمة ) وتتوزَّع على إذنبِّه والمرصيص وقلنسوة وغزَّة وجبع وسيرين ورمُّون زلويته وعيلوط وعانين وترشيحا وكفركنَّا
وبيت لقيا وبيت لحم وكفر ثلث وعبلين وطرعان وقصرو وحوسان وحواره / نابلس وعرب الهيب وسخنين وجلجولية
وقلقيلية ونابلس وجنين وكفل وطمُّون وبديا والقدس وطولكرم وبيت ساحور والدهيشة ودورا وسلفيت وسكاكا .
ويورد شرَّاب إسمي عشيرتين تحملان إسم المشارقة في طبريا ودورا , ولكنه لم يتطرق إلى عشيرة المشارقة المسيحية في
جفنة التي ينتمي إليها آل عودة .
ويورد كتاب »قاموس العشائر في الأردن وفلسطين« لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري أسماء (4) عشائر وعائلات مسيحية
تحمل إسم آل عوده في فلسطين لم يكن من بينها عشيرة آل عودة / المشارقة في جفنة , وهي:
- آل عودة ( عوده سلامه ) , من عشائر فلسطين المسيحية ويسكنون في بيت جالا , ويقال إنهم من بقايا الفرنجة الذين
قدموا مع الحروب الصليبية .
- آل عوده , من عشائر فلسطين المسيحية ويسكنون في بيت لحم , وقد ارتحلوا من طباليه الواقعة إلى الشمال والشمال
الغربي من دير مار إلياس على طريق القدس - بيت لحم إلى بيت لحم في أواسط القرن السابع عشر الميلادي .
- آل عوده , من عشائر فلسطين المسيحية ويسكنون في طيبة رام الله , وينحدرون من عشيرة حنَّا من عشيرة الكونه
المسيحية بفلسطين .
- آل عودة , عشائر الأردن المسيحية , يعودون بنسبهم إلى العرب الغساسنة , وأصلهم من اليمن , وهم فرع من عشيرة
بدر من عشائر الحدَّادين .
وأورد عمَّاري أسماء ( 14 ) عشيرة وعائلة تحمل إسم عودة الأرجح أنها مسلمة تتوزَّع على بيت جالا وبيت فجَّار
وحوارة / نابلس وطولكرم والعبيدية وزكريا / الخليل وبير زيت وصيدا / طولكرم وباقة الشرقية / طولكرم وترقوميا /
الخليل وذنَّابة / طولكرم والعيزرية ويالو .
كما أورد عمَّاري إسمي عشيرتين تحملان إسم المشارقة هما :
- المشارقة في قرية المجد / الخليل .
- المشارقة في دورا الخليل ويقال إن أصلهم من منطقة الكرك والغور , والأرجح أنهما مسلمتان , ولم يورد إسم عشيرة
المشارقة في جفنة .
ويورد كتاب » موسوعة قبائل العرب« لمؤلفه الباحث عبد الحليم الوائلي أسماء (5) عشائر وعائلات تحمل إسم المشارقة
لم يكن من بينها إسم عشيرة المشارقة في جفنة , وهي :
- المشارقة , من عشائر شمال فلسطين , أصلهم من بني صخر .
- المشارقة : بطن من موسى , من جهينة , من قضاعة , من العرب القحطانية في السعودية , ومنهم المشاهرة والعلاونة
والصفارية .
- المشارقة , من قبائل مصر , تنتسب إلى عرب الحجاز وتقيم في بني سويف والمنيا .
- المشارقة , بطن من الطلحات , من هذيل , من العرب العدنانية , ويسكنون وادي خماس غربي الطائف بالسعودية .
ويورد المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه »بلادنا فلسطين« إسم عشيرة تحمل إسم
عودة في حوارة / نابلس أصلهم من الحجاز , ويورد في الجزء السادس من القسم الثاني من كتابه إسم عشيرة بدوية تحمل
إسم المشارقة في قضاء طبريا قدموا من كفرسبت.
ويذكر الدبَّاغ في الجزء الثامن من القسم الثاني من كتابه أن بلدة جِفنة أو جَفنة ( بكسر الجيم أو فتحها ) في قضاء رام الله
عُرفت بجودة عنبها , وأن إسمها جاء من كلمة جفنة وتعني الكرمة أي العنب , ولا يستبعد الدبَّاغ أن يكون إسم جفنة جاء
نسبة إلى بني جفنة وهم بطن من مزيقياء من غسَّان من الأزد القحطانية الذين كان منهم أول ملوك الشام من بني جفنة ,
ويذكر أنها أقيمت على أنقاض قرية » العْفني « التي تعني بالكنعانية المتعفن.
ويشير الدبَّاغ إلى أن جميع سكان جفنة في عام 1912 م كانوا حسب دليل وضعه الرحَّالة بدكر من المسيحيين , ولكنه لم
يذكر إسم عشائرهم , ويذكر كتاب » القضية الوطنية الأرثوذكسية في الأردن وفلسطين 1911 1948 م « لمؤلفيه
الدكتور جورج طريف الداوود والدكتور زهير غنايم أن عدد السكان المسيحيين من أتباع الطائفة الأرثوذكسية في جفنة في
عام 1922م حسب إحصاء رسمي بلغ 300 نسمة , وارتفع إلى 350 نسمة في عام 1930 م . وفي عام 1945م كان
عددهم 330 مسلما و280 مسيحيا , وفي عام 1961 أصبح عددهم 535 مسيحيا و223 مسلما.
ويذكر القلقشندي أن جفنة تعني القصعة , وأن مدينة جفنة هي مدينة عربية كنعانية في ديار القدس .
وقد تلطف السيد سالم عودة شقيق الوزير حنا عوده فزوَّدني بالمعلومات التالية:
ينتسب الوزيرالدكتور حنا سليم الياس عودة إلى حامولة المشارقة (كنية عن القادمين من الشرق) والتي أقامت في بلدة
جفنا قضاء رام الله وتضم الحامولة العائلات التالية : آل عودة وآل عبده وآل صنوبر وآل جودة وآل النفل وآل ألخوري.
ويذكر السيد سليم عوده أن الوزيرالدكتور حنا سليم الياس عودة ولد بتاريخ 29/9/1932 م في قرية جفنا من عائلة
مسيحية كانت تسمى ولا زالت عائلة إلياس عودة وهي فخد من حامولة المشارقة.
ويرجع أصل حمولة المشارقة إلى ابن إلياس أو بن إياس من قبيلة الغساسنة التي تنتسب إلى قبيلة الأزد , وكانوا يعتنقون
الديانة المسيحية , وعقب انهيار سد مأرب في أواخر الألف الأول قبل الميلاد هاجرت مجموعات كبيرة من الغساسنة إلى
بلاد الشام حيث الكلأ والمرعى , وأقاموا دولة لهم بسطت نفوذها على مناطق واسعة في بلاد الشام , ومن المعروف أن
آخر ملوك الغساسنة كان الملك جبلة بن ألأيهم , وقد توزَّعت هذه المجموعات الغسَّانية في جنوبي سورية في بصرى
وفي المدن الفلسطينية كفرمالك وجفنا ( جفنة ) والطيبة وعابود ودير غسانة ثم قرية الدوايمة في جبل الخليل حيث
يحتفظون باسم المشارقة , وبقي من سكن في كفر مالك وجفنا ( جفنة ) والطيبة وعابود على ديانتهم المسيحية , أما من
سكن دير غسانة والدوايمة في الخليل فقد اعتنقوا الدين الإسلامي.
وقد أنشد شاعر الغساسنة الشاعر حسان بن ثابت في أهل جفنا الأبيات التالية:
بيضُ الوجوه كريمة أحسابهم
شُمُّ الأنوف من الطراز الأولي
وتقع جفنا قرب بيرزيت وهي قرية صغيرة كانت مدينة مهمة خلال العصر الروماني- البيزنطي وكانت تعرف باسم غوفنا
جوسيفوس وكانت عاصمة إقليمية في القرن الميلادي الأول , واسم جفنا ربما يرجع إلى بلدة »العْفني« أيام الكنعانيين,
حيث كانت تقوم على ذلك المكان, وذكرها يوسيفوس » Josephus « في الفترة الرومانية باسم » Gophna «. وفي
الفترة الصليبية ذكرت جفنا في وثيقة صليبية في العام 1182 م , وذلك من خلال توقيع لشاهد على تلك الوثيقة يدعى
ريموند Raymond De Jafenia , وتوجد أيضا في الخريطة الفسيفسائية الموجودة في مأدبا باسم Gophna باللغة
اليونانية. ويوجد في القرية الكثير من المعالم الأثرية والدينية , منها الكنائس والأديرة التي يعود بعضها إلى الفترة
البيزنطية , علاوة على وجود القلعة الصليبية, كما تضم العديد من القبور البيزنطية والمغر والكهوف التي تعود إلى حقب
تاريخية مختلفة. ويورد كتاب » قاموس العشائر في الأردن وفلسطين « لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري إسم عشيرة مسيحية
تحمل إسم إلياس في بيت جالا ينسبون إلى آل البجالي , ولكنه لم يتطرق إلى وجود أو عدم وجود علاقة قرابة بينها وبين
عائلة إلياس عودة في جفنة التي ينتمي إليها الوزير حنا عوده.
وبعد إنهاء تعليمه الثانوي بامتياز سافر حنا عودة إلى لبنان وحصل على الدبلوم في الإحصاء ثم أنتقل إلى هولندا وبقي
فيها حتى حصوله على الدكتوراه في الاقتصاد Econometrics عام 1963 م بامتياز أيضا بشهادة الأب ألفرد عطية
كاهن بلدة جفنا ( جفنة ) لأن اللغة التي كتبت بها شهادته كانت اللاتينية ثم استقرَّ في الأردن منذ عام 1963 م حتى وفاته
المفاجئة بسبب ذبحة قلبية سببها ضعف عضلة القلب بعد استكمال استعداده لإستقبال المهنئين بعيد الميلاد المجيد.
وللوزيرحنا عودة ثلاثة أخوة هم أنطون (متوفى) وسالم وجريس , ويوجد الكثير من عائلة عودة في عمَّان ومنهم الكاتب
والمفكر الدكتور عودة بطرس عودة.
ويذكر السيد سليم عودة أن شقيقه الوزير حنا عاش أعزبا طول حياته بسبب انشغاله في العمل العام حيث كان يعمل حوالي
18 ساعة يوميا , وكان مؤمنا عفيفا أمينا عصاميا, ومات نظيف اليد , وكان همه الأول هو المحافظة على المال العام كما
كان ضد المحسوبية لأنها تفسد المجتمع ويذكره جميع زملائه وأصدقائه بأمانته ونظافة يديه , وخلال عمله في المجلس
القومي للتخطيط التي عمل على تحويله إلى وزارة حملت إسم وزارة التخطيط أرسل الألوف من شباب الوطن ببعثات
علمية إلى جميع الدول لكي يرتقي بالمستوى العلمي للأردن ومعظمهم تبوأ مناصب كبيرة .
من بريدي الالكتروني
عشيرة الهنداوي تعود في جذورها الى عشيرة الهنادي في مصر
شكر ... و ... تقدير
- أتوجه بصادق الشكر والتقدير للباحث عدنان يونس مذهب أفم أجقة على تلطفه بإهدائي كتابه القيِّم »كوكبة من شهداء
الشراكسة والشيشان والداغستان من أرض القفقاس إلى أرض فلسطين والجولان« , الذي يقدِّم نبذة موجزة عن تاريخ
الشركس في الأردن منذ قدومهم في عام 1878 م وحتى تأسيس الدولة الأردنية في عام 1920 م , ويوثِّق بالكلمة
وبالصورة للعديد من شهداء الشركس والشيشان والداغستان دفاعا عن الأردن وفلسطين والجولان .
- كما أتوجه بصادق شكري وتقديري للدكتور عاطف محمد سعيد الشيَّاب لتلطفه بإهدائي كتاب »أرابيلا .. مدينة الثقافة
عبر العصور« الذي قام بإعداده وتحريره ضمن نشاطات المهرجان الثقافي الأول لفعاليات »إربد , عاصمة الثقافة
الأردنية 2007 م«.
تصويب
حول أصول أمير الشعراء أحمد شوقي
ذكرت في حلقة سابقة نقلا عن كتاب »دليل أهلنا« الذي أصدرته الجمعية الشركسية / فرع صويلح أن أمير الشعراء
أحمد شوقي ولد لأب شركسي وأم من أصول يونانية بحي الحنفي بالقاهرة في 16 من أكتوبر 1870 وتوفي في 14 من
أكتوبر 1932م .
وقد تلقيت أكثر من اتصال يصوِّب هذه المعلومة ويشيرإلى أنه من أصول كردية , وكان من بين هذه التصويبات رسالة
من الأستاذ فؤاد »محمد أمين« البخاري يقول فيها :
الأخ الأستاذ الفاضل زياد أبو غنيمة حفظه الله,
تحية طيبة
أرجو أن أشير إلى التوثيق الذي نشرتموه في صحيفة المدينة بتاريخ 21/7/2008 عن تاريخ الشراكسة حيث ذكرتم
بعض الأدباء والشعراء العرب والذين هم من أصول شركسية كما ورد في التوثيق ومن ضمنهم أمير الشعراء أحمد شوقي.
ولدى اطلاعي على ما نشرته مجلة »كل شيء والعالم« الشهرية في عددها الصادر بتاريخ 22/10/1932 عن حياة أحمد
شوقي بمناسبة وفاته الذي صادف في 14/10/1932 حيث روت المجلة على لسان أحمد شوقي أنه سمع المرحوم والده
يردُّ أصل أسرته إلى الأكراد , وأن والده ( جد أحمد شوقي ) قدم إلى مصر في عز شبابه وكان من المبدعين في الكتابة
باللغتين العربية والتركية , أما جد أحمد شوقي من جهة والدته فقد كان اسمه أحمد بك حليم وكان يُعرف »بالنجدتلي« نسبة
إلى قرية نجدة في الأناضول في تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية .
ويتبيَّن هنا أن أمير الشعراء أحمد شوقي من أصول كردية تركية , وقد أكدت هذه المعلومة كثير من الكتب التي تحدَّثت
عن أحمد شوقي ومنها الموسوعة العربية الميسَّرة.
} مع تقديم وافر احترامي وتقديري
أخوكم فؤاد »محمد أمين« البخاري.
حول جذور الهنداوي والخصاونة
الاستاذ زياد أبو غنيمة , تحيه وبعد .
أرجو التكرم بتوضيح العلاقة العشائرية من ناحية الدم والشجرة بين الخصاونه والهندواي , فقد كتبت على ما يبدو أن
الخصاونه والهندواي عشيرة واحدة , وهذا ليس صحيحا , هناك علاقات نسب بين الخصاونه والهنداوي وهذا لايسوِّغ
خلط العشائر .
ملاحظات :
تتفقُ معظمُ المراجع التي بحثت في العشائر الأردنية أنَّ جذورَ عشيرة الخصاونه في منطقة إربد وخاصة في النعيمه
وايدون تعود إلى محمد أبي الفيض من نسلِ جعفر الصادق الذي يعود نسبُه إلى الحسين بن علي رضي الله عنه , وقد جاء
الخصاونه من الحجاز وسكنوا أولا في الكرك ثمَّ في قرية دير غسان بفلسطين , ثمَّ عاد بعضُهم ليستقرَّ في قرية كثربا
القريبة من الكرك, وصار الناسُ يدعونهم بالغساونةِ نسبة لبلدة دير غسان التي جاءوا منها , ومع مرور الوقت حُرِّفت كلمة
الغساونة إلى الخصاونة , وعلى أثر خلافاتٍ بين الخصاونه وبعض العشائر المتحالفة معهم من جهةٍ وبين بعض عشائر
الكرك ارتحل الخصاونه إلى منطقة عجلون واستقرُّوا في قرية عين الشعرة ( ما بين عبِّين وصخره ) , ثمَّ رحلوا عنها إلى
الحصن , واستطاع الخصاونه بعد فترةٍ من انتزاع زعامة منطقة بني عبيد , ولكنَّ حاكمَ منطقة عجلون أحمد الظاهر نجل
حاكم عكا الشيخ ظاهر العمر الزيداني الذي كان يسيطر على بعض مناطق عجلون خشي من خطرِ زعامة الخصاونه على
ناحية بني عبيد فقبضَ على شيخِهم موسى الحمد وقتله , وعندما قضى عبد الله الجزَّار على أحمد الظاهر وأخرجَهُ من
منطقة عجلون استعاد الخصاونه زعامتهم من جديدٍ في ناحية بني عبيد , ولكن لم يطل الأمرُ حتى صدر من السلطانِ
العثماني مرسومٌ (فرمان ) مؤرخٌ في29 ربيع الآخر من عام 1286ه 1869م يقضي بإخراج الخصاونه من الحصن ,
فانتقلوا إلى النعيمة وايدون , ويقالُ إنَّ الفرمان العثماني باخراج الخصاونه من الحصن صدر بناءً على مطالبَ تقدَّمت بها
بعض عشائرُ المنطقة , وتشير ترجمةِ الفرمان العثماني باللغة الإنجليزية كما أوردها الباحث الدكتور رؤوف سعد أبو
جابر في كتابه المطبوع بالإنجليزية Pioneer over Jordan إلى أنَّ عملية الترحيل في تلك الفترة من الحصن
شملت السادة عبد الرحمن حلُّوش وعبد الله الخليل وعبد العزيز الناصر وشقيقه عبد الله الناصر.
ويشير كتاب »قاموس العشائر في الأردن وفلسطين« إلى وجود فرع لعشيرة الخصاونة في بلدة بيت جبرين بمنطقة
الخليل بفلسطين, ويشير إلى وجود قرابة بين عشائر الخصاونة وعشيرة آل العزَّة الذين ينتشرون في عدة مناطق في
فلسطين في بيت جبرين والرملة والخليل ويافا وعجور وقلقيلية.
وأما عن جذور عشيرة آل الهنداوي فيذكر كتاب »الصفوة جوهرة الأنساب الأردن« لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ
حسين البطاينة أن عشيرة الهنداوي من عشائر بني عبيد العريقة , وتعود بجذورها إلى عشيرة الهنادي في مصر التي تعود
بجذورها إلى قبيلة بني سليم بن منصور من ذرية هند بن سلام بن لبيد من بني سليم بن منصور بن قيس بن عيلان بن
مُضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام , وكانوا أحلاف قبيلة عتيبة من هوازن في
الجزيرة العربية .
ويذكر البطاينة أن قسما من عشيرة الهنادي المصرية قدمت إلى الأردن مع جيش إبراهيم باشا إبن حاكم مصر محمد علي
باشا الكبير لبسط سيطرة الدولة العثمانية ( 1832 م) , وكان أحد شيوخ الهنادي من قادة الجيش , وقد إستقرَّ في النعيمة
ومن أعقابه تشكَّلت عشيرة الهنداوي .
ويذكر البطاينة أن لعشيرة الهنداوي المقيمة في ناحية بني عبيد أقارب في مصر منهم :
- الطحاوي في الشرقية والإسماعيلية والمنوفية والفيُّوم وأسيوط .
-السلاطنة في الإسماعيلية .
- الهنادي في صعيد مصر , ولهم أقارب يحملون نفس الإسم في رفح بفلسطين .
- العلوانة في الشرقية .
- الطريفات في الفيوم .
ويبدو أنه جريا على عادة العشائرفي مواجهة النزاعات التي كانت سائدة في مراحل سابقة بين العشائر فقد تآلفت بعض
عشائرمنطقة بني عبيد في شمال الأردن في تجمُّع واحد غلب عليه في العديد من المراجع إسم الخصاونة , وتندرجُ تحت
مظلة تجمُّع عشائر الخصاونه عشائرالخصاونة والهنداوي والحمود والموسى والعيسى والناصر وبركات وحلُّوش
والنواصير( الناصر ) وربما غيرها .
ويورد الباحث أحمد صدقي شقيرات في بحثه المنشور في مجلة »افكار« التي تصدرها وزارة الثقافة في الأردن (
عدد187 شهر أيار 2004 م ) إسم الشيخ عبد العزيز بن موسى بن موسى الحمد الخصاونة كشيخ لناحية بني عبيد خلال
الفترة 1255 1285 ه / 1839 1868 م نقلا عن وثيقة عثمانية .
وتجدر الإشارة إلى أن كتاب »عشائر شمالي الأردن« لمؤلفه الدكتور محمود محسن المهيدات وضع صورتي الشيخين
قاسم وسالم الهنداوي في الجزء الذي تحدَّث فيه عن عشيرة الخصاونة (ص101) , مما يعزِّز ما ذهبت إليه العديد من
المراجع في الربط بين الخصاونة والهنداوي , كما يعزِّز هذا الربط المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء الثالث من
كتابه »بلادنا فلسطين« حيث أشار إلى أن الإسم الكامل للشيخ سالم باشا الهنداوي هو سالم بن هنداوي بن محمد الخصاونه
الحسيني , ويصفه بأنه كان من رجالات الرعيل الأول في الأردن وفي طليعة العروبيين الأحرار , وتوفي في
9/7/1951م .
وقد شارك العديد من شخصيات عشائر تجمُّع الخصاونة (ناحية بني عبيد/ إربد) في الحكومات الأردنية وهم السادة محمد
الحمود, سالم الهنداوي , قاسم الهنداوي, ذوقان الهنداوي, علي الهنداوي, أحمد ذوقان الهنداوي, هاني الخصاونة, فايز
الخصاونة, صالح الخصاونة, عون الخصاونة, ضيف الله الحمود, راضي العبد الله الأسعد الموسى, حمد الفرحان, محمد
مهدي الفرحان, أمل حمد الفرحان.