التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية /وزراء العشائر الشركسية - عشيرة البزادوغ
بطرس الاكبر يخيّر مسلمي القفقاس بين ترك دينهم او الطرد من بلادهم
* كانت بلاد القفقاس مطمعا لكثير من الدول الإستعمارية , مما جرَّ على شعوبها ويلات الحروب وكوارث الغزوات, ففي
عام 1722 م أنذر قيصر روسيا بطرس الكبير مسلمي القفقاس : إمَّا أن تتركوا الإسلام , أو الطرد من القفقاس, وكانت
الفارسة الشركسية » لاشن « قاتلت أشجع فرسان التتار وألقته صريعا بين قدمي إمبراطوره » كيتاي خان «.
وزراء العشائر الشركسية
تحدثت في الحلقات السابقة عن وزراء عشائر آل حكمت والقبرطاي والقومق / القمق , وأستكمل في هذه الحلقة الحديث
عن الوزير المهندس منير حسني صوبر والوزيرة علياء حاتوغ بوران من عشيرة البزادوغ .
البزادوغ
منير صوبر
شغلَ المهندسُ منير حسني صوبر منصبَ وزير التموين في حكومة الرئيس عبد الكريم الكباريتي المشكَّلة في
4/2/1996م . علياء
حاتوغ بوران
شغلت الدكتورة علياء بوران منصبي وزير السياحة ووزير البيئة في حكومة الرئيس فيصل الفايز المشكَّلة في
25/10/2003م, وشغلت منصب وزيرة السياحة والآثار في حكومة الرئيس الدكتور عدنان بدران المشكَّلة في 7 / 4
/2005 م .
أطماع الإمبراطوريات
القديمة في القفقاس
الموقع الإستراتيجي المتميِّز جغرافيا وثروات طبيعية ,جعل بلاد القفقاس مطمعا لكثير من الدول الإستعمارية مما جرَّ
على الشعوب القفقاسية ويلات الحروب وكوارث الغزوات, فقد كانت السيطرة على القفقاس تعني في الواقع التحكُّم
بالممرات البحرية والنهرية للقارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا, وقد غزت بلاد القفقاس جميع الإمبراطوريات التي
ظهرت في الشرق على مر العصور من الآشوريين والكلدانيين والمصريين القدماء والمغول, ووقعت تحت نفوذ بيزنطة
في القرن الثالث الميلادي بعد انتشار الدين المسيحي, وفي القرن الرابع الميلادي استولت الصين على جنوبي القفقاس,
كما أن إمبراطوريتي الفرس والرومان تزاحمتا على احتلال القفقاس بهدف الوصول إلى أرمينيا, وعندما انتهى حكم
المغول في القفقاس, بدأ الصراع بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية للاستيلاء على القفقاس, وفي القرن الخامس عشر
الميلادي , تم إخضاع معظم شعوب القفقاس, ومن بينهم الشركس, لنفوذ الدولة العثمانية, ثمَّ دخلت روسيا القيصرية في
الصراع, وأخذت في تطبيق الخُطَّة التي وضعها القيصر بطرس الأكبر للإستيلاء على القفقاس, وأخذت روسيا تتوغل
في المنطقة , فأطبقت على دولة القبرطاي التي كانت قد استقلت عام 1739 ميلادي, وادَّعت روسيا القيصرية, أنها
المسؤولة عن حماية جورجيا المسيحية والشعوب القفقاسية التي كانت تدين بالمسيحية, إلى ان أتمت روسيا القيصرية
السيطرة على بلاد القفقاس عام 1777 ميلادي, وذلك بعد حورب طويلة دامت أكثر من 100 عام .
الشراكسة .. قرون طويلة
في مواجهة الغزاة
ويتحدث كتاب »دليل أهلنا« الذي أصدرته الجمعية الخيرية الشركسية في الأردن (فرع صويلح) عن الحروب التي
خاضها الشراكسة (مع إخوانهم الشعوب القفقاسية الأخرى من شيشان وداغستان وغيرهم) , فيذكر أنه على الرغم من أن
الشراكسة (وبقية الشعوب القفقاسية) كانوا ميَّالين بطبيعتهم للسلم ويرغبون في مواصلة تطوير حياتهم , إلا أنه لم يمرَّ
عليهم قرن واحد خلال الفترة من أوائل القرن السادس قبل الميلاد إلى القرن التاسع عشر الميلادي إلا واضطرُّوا لاستخدام
السلاح دفاعا عن أوطانهم وحرِّيتهم بما مكَّنهم من الحفاظ على استقلالهم طوال خمسة وعشرين قرنا , ومن هذه الحروب:
الحرب ضد الأسكيث
دمَّر الأسكيث مناطق واسعة من آسيا الصغرى والقفقاس وحكموا روما مدة قرن كامل وقد تم طردهم من القفقاس من قبل
الشراكسة .
الحرب ضد القوط
عندما غزا القوط القفقاس تصدَّى لهم (باقسان) إبن أمير القبرطاي (داو) الذي استشهد في المعركة مع إخوته السبعة, فقامت
أختهم الوحيدة بدفنهم, وأقامت تمثالا ضخما لأخيها باقسان لا يزال قائما حتى الآن .
الحرب ضد الأوار
غزا الأوار القفقاس بقيادة الخان بايفان الذي أنذر الشراكسة بوجوب الخضوع له فأجابه (لاورستان) أمير القبرطاي: »
سنقاتلكم حتى لا يبقى شركسي واحد قادر على حمل السلاح«, وقتل لاورستان في المعركة, ولكن أمير الشابسوغ (ينالقوه)
الذي هبَّ لنجدة القبرطاي هزم الأوار.
الحرب ضد الرومان
أرسل يوليوس قيصر إنذارا بوجوب خضوع الشراكسة, ولكن الهجمات التي قام بها عليهم فشلت كلها .
الحرب ضد التتار والقبجاق
جاء التتار من الجنوب والأتراك من الشمال ولكن بفضل تعاون القبرطاي وشراكسة الكوبان استطاعوا هزيمة الجيشين في
مزدوك (الغابة الصمَّاء) .
الحرب ضد التتار
عاد التتار من الشمال فاحتلوا معظم روسيا وحرقوا موسكو وقضوا على دولة الخزر وأقاموا مكانها دولة الجيش الذهبي,
وقضى عليهم تحالف الروس والشراكسة في عهد إيفان الرهيب الذي تزوَّج الأميرة (ماريا) ابنة أمير القبرطاي (
تيمورقوه).
حملة أمير تتار القرم
كيتاي خان
عرض كيتاي خان على القبرطاي المبارزة بدلا من الحرب وفي حال تغلب الشراكسة سيقوم التتار بالانسحاب, وبعد
إنتهاء المبارزة فرَّ كيتاي خان بجيشه مذعورا حين علم أن من صرع بطله وألقاه قتيلا بين قدميه بضربة واحدة لم تكن
سوى امرأة شركسية من عامة الشعب تدعى (لاشن).
معركة قنجال ضد التتار
القرم والترك
حشد (قبلان غيري) خان القرم 80 ألف مقاتل وعسكروا في سفح جبل قنجال وقاموا بإنذار الشراكسة للإستسلام, ولكن
الشراكسة أرسلوا قبيل الفجر مئات الدوَّاب التي تحمل الهشيم المشتعل إلى معسكر التتار ثم أطلقوا عليهم حجارة ضخمة
من المرتفعات المحيطة بالمعسكر مما أثار الذعر والإضطراب في صفوفهم وبالتالي سهل على الشراكسة هزيمتهم فقتل من
قتل وفرَّ الباقون إلى الجبال, وقد وقعت هذه المعركة عام 1708 م .
الحرب الروسية القفقاسية
في عام 1722 م قاد بطرس الأكبر حملة برِّية وبحرية واحتل مدينة باكو , وكانت هذه الحملة هي بداية الحرب الروسية
القفقاسية التي استمرَّت قرنا وربع القرن حتى 1864 م هلك فيها 5,1 مليون جندي روسي والملايين من القفقاسيين
الشماليين المسلمين المدافعين عن حريتهم وأوطانهم , وقد بدأ الروس حربهم ضد مسلمي شمالي القفقاس بتجميع القوزاق
المشرَّدين في أنحاء روسيا وتوطينهم على ضفاف أنهار الكوبان والتيرك وسونجا, كما بدأ الروس أيضا ببناء الحصون
والقلاع على شواطئ البحر الأسود فكان الشراكسة يغيرون على هذه الحصون ويدمِّرونها ويبيدون القوات المتواجدة فيها
وينسحبون إلى الجبال, فيعود الروس إلى إعادة بنائها وتزويدها بالمدافع وبقوات أكبر, كما كان الشراكسة يغيرون على
قلاع القوزاق ومستوطناتهم ثم ينسحبون إلى الجبال .
وفي عام 1873 م تمكَّن الروس من احتلال شبه جزيرة القرم وأخذت الخُطط الروسية تركِّز على أحد هدفين, إما تنصير
الشراكسة حسب المذهب الأرثوذكسي, أو طردهم من أراضيهم, واجه الشراكسة كل ويلات الحروب عندما هاجمهم
الروس والقوازق بوحشية وحرقوا القرى بما فيها من المساجد والبيوت وزرائب الماشية والمزارع ومخازن الحبوب,
ولكن الشراكسة تمكنوا من طرد الروس من معظم المناطق بعد أن أوقعوهم في كمائن بين الوديان, وأرسلت الدولة
العثمانية بطال باشا ليقود الحرب في القفقاس و ليصبح حاكما عليها, ولكنه انضمَّ إلى الروس بعد أن سلب 800 كيس من
الذهب, ورغم ذلك تابع الشراكسة مقاومتهم للروس والقوزاق الذين رفعوا شعار »يجب قتل كل قفقاسي لا يترك دين
الإسلام«, وكانت هذه الحرب بالإضافة إلى طابعها الديني صراعا بين الحرية والعبودية, وقد ضرب كارل ماركس
فيلسوف الحركة الشيوعية »الأممي الأول« المثل بعشق الشراكسة للحرية قائلا : »يا شعوب العالم, أيتها الإنسانية,
تعلموا من الشراكسة معنى الحرية, وانظروا ماذا يستطيع شعب يطلب الحرية أن يعمل, وشاهدوا البطولات التي قدَّمها
هذا الشعب مع قلة قدراته من أجل الحفاظ على حريته, فعليكم ان تأخذوا العبر منهم« .
واستمرَّت الحرب لمدة ربع قرن تعرَّض فيها المسلمون القفقاس لأبشع الأساليب البربرية والهمجية حتى 5/12/1864 ,
ولكن رغم القتال البطولي الذي خاضه القفقاسيون المسلمون دفاعا عن دينهم وحريتهم فقد اضطرُّوا للهجرة من وطنهم .
وحشية الروس وفظائعهم
ضد شعوب القفقاس المسلمة
وعن الفظائع التي أنزلها الروس والقوازق بشعوب القفقاس المسلمة يقول الجنرال زيسيرمان والأمير برياتنسكي وهما من
قادة الروس في تقريرهما المحفوظ في الأرشيف الحكومي الروسي :
لقد تعرَّض الشراكسة أثناء اقتلاعهم من الوديان وسفوح الجبال إلى كل أهوال الإبادة الحربية وأنواع العنف والحرمان,
والجوع والعري والأمراض المختلفة بما فيها الأمراض السارية كالتيفوس والطاعون والكوليرا والتيفوئيد والسل وغيرها .
ويقول دروزدوف في كتابه الصادر عام 1887 م بعنوان » الصراع الأخير مع الجبليين ( المسلمين ) في غرب
القفقاس« :
»كنت في شباط 1864 م ضمن وحدة روسية تطرد الأبزاخ, وواجهتنا في طريقنا مناظر مرعبة, جثث أطفال ونساء
وشيوخ ملقاة في كل مكان وقد أكلتها جزئيا الكلاب, وشاهدنا المهجَّرين الضعاف الأجسام يئنُّون من الجوع والمرض,
وبالكاد يحرِّكون أقدامهم للأمام , ويتساقطون من الوهن, وتبدأ الكلاب بالتهامهم وهم بعد أحياء, أما الأصحَّاء منهم فلم يكن
لديهم الوقت للتفكير بالذين يموتون, لأننا كنا نسوقهم بأسرع ما يمكن إلى شاطئ البحر«.
ويذكر الجنرال فاداييف في إحدى رسائله: »لن نستطيع أن نقبل بقاء أي شركسي في ساحل البحر الأسود حتى لو خضعوا
لنا, لقد تطلب الأمر منا ثلاث سنوات من الضرب المستمر للأبزاخ حتى يصلوا إلى الشاطئ «.
وفي الأرشيف الحربي يذكر الجنرال داخوفسكي :
في أول آذار من عام 1846 م وفي الأيام الثلاثة الأولى من تحرُّكنا في أراضي الشابسوغ قمنا بإحراق كل شيء بين
التلال الساحلية والشاطئ بحيث لم يبق شيءٌ واقفا, وفي صباح 19 آذار 1846 م دخلت قواتنا أراضي الوبيخ في منطقة
فاردانا الأكثر ازدحاما بالسكان, وتمَّ إحراق كل القرى .
وجاء في كتاب »جبليُّو القفقاس« للمؤرخ أبراموف الصادرفي عام 1972 م :
»كان كامل الشاطئ الشمالي الشرقي للبحر الأسود مليئا بالجثث , والناس في طور النزع الأخير, وكان باقي الناس في
حالة من الوهن الشديد لا يستطيعون حتى دفن موتاهم, وكان الموظفون الروس الذين يشرفون على طرد القفقاسيين
المسلمين يطلبون تحميل أكبرعدد منهم مدَّعين أن الدفع سيكون بعد التحميل على أساس العدد, وكانت السفن تقف بعيدة
عن الشاطئ وينقل إليها الناس بالقوارب, وبعد امتلاء السفن, كان الموظفون الروس يعمدون إلى خرق السفن من الأسفل
فتغرق بمن فيها من المهجَّرين والبحارة وأصحاب السفن , أما المال المخصص لأجرة السفينة فيبقى في جيوب الموظفين
«.
وبالإضافة إلى الذين تمَّ تهجيرهم قسرا عبر البحر الأسود , فقد تمَّ طرد أعداد أخرى عبر الممرات الجبلية في القفقاس ,
ومات الكثيرون منهم في الطريق قبل الوصول إلى الأراضي التركية , وحسب وثائق الأرشيف الروسي والأرشيف
العثماني فقد تم تهجير 4,1 مليون من المسلمين القفقاس ما بين 1859 م إلى 1879 م وصل منهم إلى الأراضي التركية
1,1 مليون, وفي نفس العام أغرقت نتيجة حريق متعمد سفينتان قرب شواطئ قبرص, وكانتا تحملان مهجَّرين إلى
قبرص وبيروت , وفُقد في الطريق إلى تركيا ما يزيد عن 300 ألف شركسي وبينما ظنَّ الناجون أنهم وصلوا إلى بر
السلامة, إكتشفوا أن الروس قد ألقوا بهم على شواطئ مهجورة بدون طعام ولا شراب أو خيام تؤويهم, ففتك بهم الجوع
والبرد والمرض وبدأوا يتساقطون بالعشرات , فاضطرُّوا إلى مهاجمة القرى القريبة منهم والإستيلاء على مواشيهم ليأكلوا
من لحومها, وهاجموا مخازن الحبوب المليئة بالفئران فانتشر بينهم الطاعون .
أما البحر الأسود فسيبقى على مر العصور شديد السواد بالنسبة للشراكسة فقد ابتلعت مياهه عشرات الألوف منهم ومات
على شواطئه مئات الألوف, وبقي الشراكسة المقيمين على شواطئ البحر الأسود الجنوبية في تركيا لا يأكلون السمك
لفترات طويلة خشية أن يكون من بين الأسماك من تغذى على أجساد أهلهم وأحبائهم عند التهجير المشؤوم, وقد فاقم من
مأساة شعوب القفقاس المسلمة تخاذل إخوانهم المسلمين عن نجدتهم .
وعندما قامت الثورة البلشفية ضد حكم القياصرة وجد من تبقى من الشراكسة في القفقاس الفرصة للإنتقام من القياصرة
الذين ساموهم سوء العذاب, فشكَّلوا فرقا من الفرسان قاتلت مع قوات الثورة الاشتراكية مع إخوانهم المسلمين في شرق
وغرب بحر قزوين ضد القوات القيصرية حتى تم إسقاط الحكم القيصري, وكان من أشهرقادة هؤلاء الفرسان قالمق بيطال
مؤسِّس جمهورية قبرطاي - بلقر ذات الحكم الذاتي الذي قال عنه مكسيم غوركي الكاتب الروسي المشهور »من مميزات
هذا العصر ظهور أناس في مثل شجاعة وحكمة زعيم القبرطاي قالمق بيطال«.
الحرب ضد النازيين
عندما وصل النازيون إلى القفقاس هبَّ القفقاسيون المسلمون في الشمال والجنوب للدفاع عن أوطانهم, فدمَّروا القسم الأكبر
من القوات النازية التي عجزت أوروبا كلها عن تدميرها .
الحرب ضد المستعمرين الإنجليز
في بدايات عام 1918 م شارك المتطوعون الشركس إلى جانب العثمانيين تحت إسم (المجاهدون) في الحرب ضد
الإنجليز في حرب السويس بقيادة ميرزا باشا (والد الوزير عبَّاس ميرزا) , وبعد معارك حامية الوطيس, تقدَّم الجيش
الإنجليزي, بأعداد هائلة نحو فلسطين فاضطرَّ الجيش العثماني مع المتطوعين الشركس إلى الانسحاب إلى الأردن,
والتصدِّي لقوات الجنرال اللنبي المتوجهة إلى الأردن في الغور والسلط وعمَّان, وقد قتل الكثيرون من الشركس أثناء
احتلال الإنجليز لعمَّان بعد أن دخلوها من جميع الجهات, وبعد احتلال عمان جوبه الإنجليز بمقاومة عاتية في وادي السير
التي حاصرها المحتلون وقاومهم الشركس فيها ساعات طويلة, وسقط خلال القتال الكثير من الإنجليز والشركس, وبعد
سقوط وادي السير, اعتقل زعماؤها من الشركس وسيقوا إلى أريحا.
الحرب ضد المستعمرين الفرنسيين
وأثناء تقدم الجيش الفرنسي عام 1920 م لاحتلال سوريا بعد قيام الدولة العربية في دمشق بزعامة الملك فيصل بن
الحسين, بادر فيلق المهاجرين الشركس بقيادة ميرزا باشا إلى المشاركة في نجدة القوات العربية ضد المحتلين الفرنسيين ,
على أثر ورود برقية من الملك الراحل فيصل بن الحسين إلى ميرزا باشا , ويذكر سعيد باشا المفتي (رئيس الحكومة
لاحقا), الذي كان مع الحملة بصحبة ميرزا باشا, أنهم وصلوا إلى محطة المزيريب للاشتراك في المعركة إلى جانب
القوات العربية في ميسلون ضد الفرنسيين إلا أن مسؤولا في سوريا أبلغهم بأن الشام قد سقطت وأن الفرنسيين دخلوا
عاصمة الأمويين , ولهذا لا فائدة من مواصلة السير, فعاد الشركس أدراجهم إلى عمان .
رواية : الداودية عشيرة عربية قرشية تعود في نسبها إلى الحسين بن علي بن أبي طالب
تعقيب .. وتصويب حول عشيرة الداودية / الطفيلة
تلقيت شاكرا ومقدِّرا الرسالة التالية من القاضي الأستاذ محمود الداودية معقبا ومصوبا ما ورد عن أصول عشيرة الداودية
الكريمة في الحلقة 49 المنشورة في س المدينة س الزاهرة في 5 / 9 / 2006 م , وهذا نص الرسالة كاملا :
الأخ الأستاذ زياد أبوغنيمة المحترم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته وبعد
حيث أنني من الحريصين والمواظبين على مطالعة صحيفة » المدينة « وباستمرار وبعناية وخاصة صفحة »تاريخ
المدينة« وما يخص التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية فإنني أشكركم على اهتمامكم بهذا الموضوع , وقد
قرأت وبعناية وتدبر ما نشرتموه في الحلقة 49 عن تمثيل عشيرة الداودية في الحكومة وتطرقتم إلى نسب العشيرة , لذلك
فإني ومن أجل الحقيقة فقط أرجو أن تسمحوا لي بتصويب ما جاء في تلك الحلقة عن نسب عشيرة الداودية راجياً نشر هذا
التصويب للحقيقة حيث أن ما ورد في الحلقة المذكورة بخصوص إرجاع نسب الداودية إلى الفيوم في مصر ليس صحيحاً
على الإطلاق وأن المصادر التي تم الاستناد عليها استندت إلى معلومات شفوية سطحية وشعبية أُخذت شفاهة عن لسان من
لا يملك المعلومة وليس لدية مرجعية معتبره وقد أخذ بها بعض الذين اهتموا في البحث عن العشائر دون تمحيص أو
رجوع إلى مراجع معتبرة , أما الصواب فإني أوضحه مستنداً في ذلك إلى مراجع معتبرة ومواقع إنترنت محترمة لهيئات
وجهات محترمة تشير إلى أن عشيرة الداودية عشيرة عربية قرشية تعود في نسبها إلى الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنهما حيث أنهم من أحفاد القاسم بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن الثاني بن
الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وقد تنقلت هذه العشيرة وفقاً للمعطيات والظروف السياسية بين
الحجاز والعراق والأردن وسوريا ومصر والمغرب.
أما حقيقة قدومهم إلى الأردن واستيطانهم فيها فقد قدموا من العراق إلى مصر أثناء حكم الدولة الفاطمية تبعاً للظروف
السياسية في تلك الفترة , وبعد انتهاء حكم الفاطميين رحل القسم الأكبر منهم إلى فلسطين مع بقاء البعض منهم في مصر
وهم الموجودون لغاية الآن في الفيوم , أما من هاجر إلى فلسطين فقد استوطنوا تحديداً في غزة وأريحا وبيت دجن ولا
زالت هذه العائلات تتواجد في هذه المناطق لغاية الآن , ويقال إن الدجاني هم داودية واطلق عليهم اسم الدجاني نسبة إلى
المكان سبيت دجنس , أما جدُّ الداودية الطفايلة فهو رجل واحد اسمه صالح استوطن في الطفيلة ومن سلالته تشكَّلت عشيرة
الداودية الموجودة في الطفيلة , وعشيرة الداودية متواجده بكثرة في العراق في محافظات نينوى وكركوك وذي قار وبابل
وديالي , كما تتواجد عشيرة الداودية في المغرب وسوريه ولبنان ومصر والحجاز.
وللإطمئنان على صحة ودقة المعلومات التي أوردتها يمكن الرجوع إلى:-
1- كتاب القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق لمؤلفه يونس الشيخ السامرائي ص.7
2- كتاب الفهرس في عمود نسب الأدارسه للعياشي ط1 ص19+ص.57
3- كتاب عروبة العلماء المنسوبين ( أي للنسب الشريف ) في بلاد الروم والجزيرة للدكتور ناجي معروف ج3 ص.99
4- مواقع الإنترنت المعتبرة والمحترمة ومنها موقع الأزهر الشريف والمواقع المختصة بنسب آل البيت.
أما بخصوص الحلقات الأخرى التي تحدثت عن عشائر الطفيلة الأخرى فقد قرأتها برويَّة وسأقوم بتزويدك بملاحظاتي
عليها بإذن الله وبيان جوانب الصواب فيما نُشر وما جَانَبَ الصواب .
واقبلوا وافر احترامي
عمان في 26/6/2008م
} القاضي محمود الداودية
ملاحظات ... هامة
1 ) أعيد التأكيد أن هذه الدراسة لن تستثني بإذن الله عز وجل أيّة عشيرة أو عائلة , أردنية أو فلسطينية , شارك أحد من
أبنائها أو بناتها في حكومة أردنية .
2 ) وأرجو أن أؤكد أن نشر حلقة عن عشيرة أو عائلة قبل عشيرة أوعائلة أخرى يعتمد على توفر المعلومات الكافية عن
العشيرة أو العائلة , ولا يعني أبدا تفضيل عشيرة أو عائلة على غيرها من العشائر والعائلات .
3) أتمنى على العشائر والعائلات التي صدرت كتب تتحدث عن أصولها تزويدي بأسماء هذه الكتب , وأسماء مؤلفيها ,
وأماكن بيعها .
4) أكرر التأكيد على إلتزامي في هذه الدراسة بعدم الإعتماد على الروايات الشفوية , مع إحترامي الصادق للجميع , لأنني
إذا أخذت معلومة من شخص فسيعتب وربما يغضب العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم الأولى من غيرهم بإعطاء
المعلومة , ولذلك فإنني أعتمد على الروايات الواردة في كتب مطبوعة تحمل أسماء مؤلفيها , مع التأكيد على أن نشري
لأية رواية لا يعني تسليمي بدقَّتها أو بصحتها , لأن كل كلام البشر بإستثناء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
وإخوانه الأنبياء غير معصوم عن الخطأ أو النقصان أو النسيان , وأكرر الترحيب بأية تعقيبات , أو تصويبات , أو
إضافات , تلتزم بالموضوعية .