الشابسوغ اول فوج من الشراكسة حط الرحال في عمان
تحدثت في الحلقة السابقة عن وزيري آل حكمت السيدين عمر حكمت ونجله ينال , وعن وزراء عشيرة حبجوقة من قبيلة القبرطاي الرئيس سعيد المفتي وابني عمه السيدين عزالدين وزهير المفتي , واستكمل في هذه الحلقة الحديث عن بقية الوزراء من عشائر قبيلة القبرطاي.
آل توقه
عبَّاس محمد ميرزا توقه
شغل السيِّد عبَّاس محمد ميرزا توقه منصبَ وزير الداخلية في حكومة الرئيس سمير الرفاعي المشكَّلة في 4/2/1947م , وهي أوَّلُ حكومةٍ تشكَّلت بعد انتقال الأردن من عهد الإمارة إلى عهد المملكة , وشغل نفسَ المنصبِ في حكومةِ الرئيس سمير الرفاعي المشكَّلة في 4/12/1950م , وعاد ليشغل نفسَ المنصبِ للمرَّةِ الثالثةِ في حكومة الرئيس هزاع المجالي الأولى المشكَّلة في 15/12/1955م , والتي اضطررت للاستقالة بعد خمسة أيام من تشكيلها في 20/12/1955م بسبب تبنِّيها لدخول الأردنِ في حلف بغداد الاستعماري الذي جُوبه بمعارضةٍ شعبيةٍ وحزبيةٍ عارمةٍ .
وتلقيت من الدكتور حسين عمر توقه رسالة تشير إلى أنَّ الوزيرَ عبَّاس باشا ميرزا من مواليد القفقاس وقد وصل مع والده وأهله إلى عمَّان وهو في السنة الثانية من عمره , حيث استوطنوا قرية الرصيفة , وقد توفي والده محمد ميرزا توقه وهو طفلٌ صغيرٌ وتزوَّجت والدته من السيد عزيز زكريا لوكاشه من وجهاء جرش في ذلك الحين , ودرس السيِّد عبَّاس دراسته الابتدائية في مدرسة جرش الابتدائية وبعدها سافر إلى دمشق والتحق بمدرسةِ عنبر الإعدادية , ثمَّ انتقل إلى كليَّةِ صلاح الدين في القدس , وبعدها التحق بجامعة دمشق / كلية الحقوق , وعمل في الشام في عهد الملك فيصل الأوَّل , وانتقل بعدها إلى الأردن ليعمل في وزارة الداخلية في عهد الإمارة ومن ثمَّ في عهد المملكة , أمَّا إسم ميرزا فهو إسمُ جّدِّه وليس إسمَ عائلته , فعائلته هي عائلة توقه التي قدمت من قباردينيا في القفقاس في القرن التاسع عشر واستوطنت في الأردن منذ أكثر من مائة عام .
آل دخقان
عمر عبد الله دخقان
شغل المهندسُ عمر عبد الله دخقان (وتُلفظ بالشركسية دوخقان ) منصبَ وزير الزراعة في حكومة الرئيس وصفي التل المشكَّلة في 28/10/1970م , ثمَّ شغل نفسَ المنصبِ في حكومة الرئيس أحمد اللوزي المشكَّلة في 29/11/1971م.
أحمد مجيد دخقان
وشغل المهندسُ أحمد مجيد دخقان منصبَ وزير الزراعة في حكومة الرئيس زيد الرفاعي المشكَّلة في 4/4/1985م , ثمَّ أصبح وزيرا للنقل في تعديل جرى على الحكومة في 4/10/1986م, ثمَّ أصبح وزيرا للمياه والري في تعديل آخر جرى على حكومة الرئيس زيد الرفاعي في 10/1/1988م .
طاش / قوشاسة
عبد القادر طاش
شغلَ السيِّدُ عبد القادر طاش منصبَ وزير المالية في حكومة الرئيس عبد المنعم الرفاعي المشكَّلة في 27/6/1970م .
آل توق
محي الدين توق
شغلَ الدكتور محي الدين توق منصبَ وزير التنمية الإدارية في حكومة الشريف زيد بن شاكر ( الأمير فيما بعد ) المشكَّلة في 8/1/1995م , وشغل منصب وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء في تعديل جرى في 22 / 11 / 2006 م على حكومة الرئيس الدكتور معروف البخيت التي خلت عند تشكيلها في 27 / 11 / 2005 م من وزير شركسي أو شيشاني .
آل مامسر
محمد خير مامسر
شغلَ الدكتور محمد خير مامسر منصبَ وزير التنمية الاجتماعية في حكومة الدكتور عبد السلام المجالي المشكَّلة في 19/3/1997م , ثمَّ شغلَ نفسَ المنصبِ في حكومةِ الدكتور فايز الطراونه المشكَّلة في 20/8/1998م , ثمَّ شغل منصبَ وزير الشباب والرياضة في حكومةِ الصيدلاني عبد الرؤوف الروابده المشكَّلة في 4/3/1999م.
آل شقم
سعيد شقم
شغلَ السيِّدُ سعيد شقم منصب وزير الشباب والرياضة في حكومة المهندس علي أبو الراغب المشكَّلة في 19/6/2000م .
آل باك / الأسكر
شاهر باك
شغلَ السيِّدُ شاهر باك منصبَ وزير الدولة للشؤون الخارجية في حكومة المهندس علي أبو الراغب المشكَّلة في 14/1/2002م .
آل رضا
محمد علي رضا
شارك السيِّدُ محمد علي رضا في حكومة الشريف حسين بن ناصر المشكَّلة في 9/7/1963م وزيرا للمواصلات .
آل أيوب
سامي أيوب
شغل السيِّدُ سامي أيوب منصبَ وزير الزراعة في حكومة الرئيس بهجت التلهوني المشكَّلة في 7/10/1967م , ثمَّ شغل نفسَ المنصبِ في حكومة الرئيس عبد المنعم الرفاعي المشكَّلة في 24/3/1969م , ثمَّ في حكومة الرئيس بهجت التلهوني المشكَّلة في 13/8/1969م , ثمَّ في حكومة الرئيس بهجت التلهوني المشكَّلة في 19/4/1970م , ثمَّ في حكومة الرئيس أحمد طوقان المشكَّلة في 26/8/1970م , ثمَّ شغل منصبَ وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة الرئيس زيد الرفاعي المشكَّلة في 23/11/1974م .
آل يرفاس
عوني يرفاس
شغل السيد عوني يرفاس منصب وزير الداخلية في حكومة الرئيس الدكتور عدنان بدران المشكَّلة في 7 /4 / 2005 م .
آل باكير
نانسي باكير
شغلت السيدة نانسي باكير منصب وزيرة الثقافة في حكومة الرئيس المهندس نادر الذهبي المشكَّلة في 25 /11 /2007 م.
جذور العشائر الشركسية
يصنِّف فريدريك . ج .بيك مؤلف كتاب »تاريخ شرقي الأردن وقبائلها« القبائل الشركسية التي قدمت إلى الأردن على النحو التالي :
القبرطاي : ويقال إن إسم هذه القبيلة مأخوذ من إسم الرجل الذي أوجدها وتزعَّمها وهو » قبار دقوه « أي ابن قبارد , وينقسم القبرطاي إلى ثلاث طبقات.
أ - الطبقة الأولى أو طبقة الأمراء , ولا يوجد أحد من هذه الطبقة في شرقي الأردن.
ب - الطبقة الثانية أو قبرطاي ورق , ويوجد منهم في شرقي الأردن العائلات التالية : 1 بابوج ( جيم مصرية ) , 2 فقوه ومعناها لبن البقر , ويقطنون في عمان , 3 غوتات , ويقطنون في عمان , 4 آلة سكير , ويقطنون في عمان , 5 جانبك , ويقطنون في ناعور , 6 حفجوقة (حبجوقة ), ويقطنون في عمان ويُعرفون فيها بعائلة المفتي .
ج - الطبقة الثالثة , ويوجد من هذه الطبقة في شرقي الأردن العائلات الآتية : 1 برت , ويقطنون في عمان , 2 تسبنه , ويقطنون في عمان , 3 برس , ويقطنون في جرش , 4 زخوه , ويقطنون في جرش .
د- الشابسوغ : وكان موطنهم في قفقاسيا على ساحل البحر الأسود في المقاطعة المعروفة بنوابسه , ويوجد منهم في عمان العائلات الآتية : 1 خورما , 2 حته , 3 حابشت , 4 نمد جقوه (الجيم المصرية ).
مه خوش , وكان موطن هذه القبيلة ضفاف نهر لابا , ويوجد منها في شرقي الأردن عائلة واحدة فقط تدعى مفدز ومعناها رامي النار .
بظادوغ ( بزادوغ ) , وكان موطن البظادوغ الأصلي ضفاف نهر شمه كواشه بقفقاسيا , ويوجد منهم أسرة واحدة في شرقي الأردن تقطن في قرية ناعور يقال لها حتوغ (حاتوغ ) . بسلينى , وكان موطنهم الأصلي مقاطعة بريش بقفقاسيا , ويوجد منهم عائلة واحدة فقط في عمان يقال لها شدجى. روبيه , وكان موطنهم الأصلي سواحل البحر الأسود , جنوبي نوابسه , ويوجد منهم عائلة واحدة فقط في المجدل تدعى شمه بل , ومعناها ذو الرأس الأحمر.
*أبازه ( أباظه ) , وكان موطنهم الأصلي ضفاف نهر ينجج ( الجيم المصرية) , ويوجد منهم عائلة واحدة في جرش يقال لها حربش اندمجت في عائلات القبرطاي .
يذكر المؤرِّخ أحمد وصفي زكريا في كتابه »عشائر الشام « أن الشركس شعب آري , وأصلهم من بلاد القفقاس أو القوقاز التي يحدها البحر الأسود في الغرب , وبحر الخزر في الشرق , وروسية في الشمال , وتركية وإيران في الجنوب , وقد دعى مؤرخو العرب هذه البلاد (القبق أو القبج ) على ما وردت في شعر البحتري وفي معجم البلدان لياقوت وتاريخ الطبري وابن الأثير .
وبلاد القفقاس قسمان , شمالي وجنوبي , يفصل بينهما سلسلة جبال عظيمة الارتفاع والتضرُّس بطول 1200 كيلومتر , تمتد من الشرق الجنوبي إلى الغرب الشمالي , وفي سلسلة الجبال المذكورة قمم تناطح بعضها كقمة (البروز) التي تعلو 5647 مترا وتكللها الثلوج , وتتخلل سلسلة الجبال القوقازية الأودية والوهاد , والمضايق والمعابر , والحراج الكثيفة , وفي شمال هذه السلسلة وجنوبها ووسطها هضاب واسعة , وسهول ومرابع شاسعة , وأنهار وينابيع دافقة , من أشهرها في الشمال نهرا قوبان وتَرَك وروافدهما , والسهول هناك خصبة للغاية , كما ان الجبال والسفوح ملائ بالحراج والأعشابالتي تجوبها قطعان الماشية , وفي هذه البلاد معادن ومناجم , ناهيك عن آبار النفط التي تنتج ملايين الأطنان , وتزدهر في حقولها زراعة الحبوب ودوار الشمس والتبغ والقطن والأشجار المثمرة المختلفة والعنب , وتزدهر تربية دود الحرير , والنحل , وصيد الأسماك , وفيها حمامات معدنية , لمختلف العلل , يقصدها الناس للإستشفاء من كل الأقطار , وهذه المزايا جعلت بلاد القفقاس ( سويسرة الشرق ) بحق , لأنها من أبدع بقاع الأرض هواءا , رغم بردها وثلجها في الشتاء , وحرِّها في الصيف , ومن أغزرها ماء , وقدعاشت فيها أقوام ونشأت فيها إمارات منذ أقدم عصور التاريخ , وكانت حلقة الاتصال بين قارتي آسية وأوروبا , وكانت هدفا للجيوش الطامعة , ولكنها ظلت سدا منيعا في وجه هؤلاء .
وسكان القفقاس أقوام مختلفون , عددهم اثنا عشر مليونا , وهم إما أصليون كالداغستان والشركس والشيشان والقوصحة والكرج والأرمن والتتار والنوغاي والترك والاوست والقالموق والقرشاي والقوموق , وإما طارئون كالروس والعجم والألمان واليهود , , وهذه الأجناس والشعوب المختلفة تتكلم بنحو سبعين لغة , ويذكر أن نحو نصف سكان القفقاس مسلمون , وهم الترك والتتار والداغستانيون والشركس والشيشان وعشر أمة الكرج وثلثا أمة القوصحة , أما البقية وخاصة الكرج والأرمن فهم نصارى , وهناك قليل من اليهود .
ويذكر كتاب »العشائر الأردنية والفلسطينية ووشائج القربى بينها« لمؤلفه الباحث أحمد أبو خوصة أن موطن الشراكسة الأصلي في جبال القفقاس وأنهم كانوا على عداء مع الروس , ولم تهدأ الغارات بين الطرفين إلى أن فتح الأتراك القسطنطينية عام 1453م ونشروا الدين الإسلامي الحنيف , فأخذ الدين الإسلامي ينتشر بسرعة بين الشركس , وسرعان ما انضم الشركس إلى المسلمين الأتراك فجنَّ جنون الروس فشدَّدوا هجماتهم على المسلمين الأتراك ومن معهم من الشركس , وكان يتزعم الشركس آنذاك » الشيخ منصور « الذي وقع أسيرا في ايدي الروس عام 1791م بعد ان تغلبوا على المسلمين , وبقوة السلاح ضمُّوا بلاد القفقاس إلى روسيا إلا أن الشركس لم يقبلوا بهذا الضم , واستمرت مقاومتهم للروس واستماتوا في الدفاع عن أوطانهم وعن دينهم الإسلامي الحنيف , ولكن الكثرة غلبت الشجاعة كما يقول المثل العربي , فهاجر الشركس إلى الأراضي التركية ثم أرغمهم الروس على الهجرة مرة ثانية عام 1877 م , فهاجروا من تركيا واتجهوا إلى بلاد الشام س فلسطين والأردن وسورية س ونزلوا ميناء عكا الفلسطيني ثم توجهوا إلى مدينة نابلس ومكثوا فيها عاما ثم ارتحلوا إلى شرقي الأردن , وفي عام 1880م تواصلت الهجرة الشركسية إلى هذه البلاد حتى عام 1909 حيث وصلت آخر مجموعة من الشركس إلى الأردن وهم من س القبرطاي س ثم توقفت الهجرة .
ويذكر أبو خوصة أن الفوج الأول من هجرة الشركس إلى الأردن كان أغلبهم من الشابسوغ الذين حطُّوا رحالهم في عمان , ثم تبعتهم القبرطاي والأبزاغ والبزادوغ , ثمَّ لحقت بهم عائلات الإباظة والبسلنية والأبخ , وبقي قسم من الشابسوغ في شمال فلسطين ويعرفون باسم س الحاخو س ويقطنون في قرية كفركما والريحانية / قضاء الناصرة , وبقي قسم آخر من الأبزاغ في قضاء حيفا ويقال لهم تسيي ويعرفون عند العرب باسم شركس ,وتحت وطأة ظروف الاحتلال الصهيوني البغيض بعد نكبة فلسطين في عام 1948م أرغمت أكثر من عشرين أسرة شركسية على الهجرة من فلسطين إلى قرية مرج السلطان شرقي مدينة دمشق .
} تتمة الحديث عن وزراء الشركسوجذور عشائرهم في الحلقة القادمة بإذن الله.
إضافة حول وزراء عشيرة النعيمي
الوزير الشيخ عبد الحميد النميري النعيمي
تحدثت في الحلقة 138 المنشورة في أسبوعية »المدينة« الزاهرة في 6 / 6 / 2008 م عن وزير عشيرة النعيمي الدكتور تيسير النعيمي وعن جذور عشيرة النعيمي / قبيلة النعيم , وقد فاتني أن أذكر أن الشيخ عبدالحميد النميري النعيمي أحد قادة الثورة العربية الكبرى كان أحد وزراء حكومة عجلون العربية التي تشكَّلت برئاسة القائم مقام »أمير اللواء« علي خلقي باشا الشرايري قبيل تأسيس الإمارة الأردنية وأتخذت من إربد مركزا لها وكان من وزرائها محمود الحمود , وصالح المصطفى التل , وحسن أبو غنيمة , ومحمود أبو راس الروسان , وعبدالحميد النعيمي , وقد أشار إلى مشاركة الشيخ عبدالحميد النميري النعيمي في تلك الحكومة الوزير والنائب السابق أستاذنا الكبير المحامي ضيف الله الحمود في جريدة الصحفي التي كان يصدرها ويتولى رئاسة تحريرها في مقال له بمناسبة مرور 75 عاما على قيام الدولة الأردنية في العدد 636 الصادربتاريخ 17/2/1996 م .وقد تلطف السيد نور أمجد النعيمي بتزويدي بمقتطفات عن حياة الشيخ عبدالحميد النميري النعيمي كان عدد من الباحثين والصحفيين قد نشروها في الصحافة الأردنية :
تحت عنوان » ذاكرة الوطن « كتب الأستاذ نايف المعاني في يومية » الدستور « الزاهرة الصادرة بتاريخ 5/1/2004 م :
إنها دعوة صادقة عبر هذه المقالة لنقوم بالواجب تجاه رجل مناضل تشهد له الجولان السورية وضفة نهر اليرموك الشمالية بتفاصيل صولاته وجولاته وهو يكافح المستعمر الفرنسي على الارض السورية , إنه المناضل المرحوم الشيخ عبدالحميد النعيمي الذي ولد رحمه الله في قرية (اسبته) الجولان/ سوريا عام 1894 , ونشأ وترعرع في البيئة البدوية اذ كان والده شيخ عشيرة بني نمير من أكبر عشائر الجولان وهي ضمن عشائر النعيم في منطقة بلاد الشام , وقد تلقى تعليمه في مدرسة التجهيز بدمشق أشهر المدارس آنذاك وحين أراد الأتراك اختيار الخيرة من ابناء القبائل والحمايل في منطقة بلاد الشام لإلحاقهم بالكلية الحربية كان الشيخ النعيمي واحدا من هؤلاءالذين إلتحقوا بالكلية الحربية (1016 - 1918م) , وكان من رفاقه فيها الأمراء والزعماء أمثال الأمير محمود الفاعور والسيد أحمد مريود وعلي باشا خلقي الشرايري. كان الشيخ النعيمي ضابطا مخلصا أفنى سني حياته من أجل تحريرالأمة من ظلم حكومة حزب الإتحاد والترقِّي التي كانت متسلطة على الدولة العثمانية في أواخر عهدها والتي قام حاكمها على بلاد الشام جمال باشا السفاح بتعليق الاحرار على أعواد المشانق في ساحات دمشق , وعندما أعلنت الحكومة العربية في دمشق ونودي بالمغفور له الملك فيصل رحمه الله ملكا عليها التحق الشيخ عبدالحميد النعيمي وزملاؤه بالجيش الفيصلي العربي في مدينة درعا السورية ليكون احد المشرفين على اعادة التنظيم والتشكيل بعد انسحاب الجيش التركي من سوريا عام 1918 , وفي شهر تموز عام 1920 حين كان القائد العربي يوسف العظمة يقود معركته الشرسة في منطقة ميسلون ضد المستعمر الفرنسي بقيادة الجنرال غورو كان المرحوم المناضل الشيخ النعيمي من القادة الذين ابلوا بلاء حسنا في هذه المعركة , وبعد أن احتلَّ المستعمرون الفرنسيون دمشق وأنذروا الملك فيصل بمغادرة البلاد غادر الشيخ النعيمي وافراد عشيرته الى الاردن بعد معركة ضارية بينهم وبين الفرنسيين في منطقة مرجعيون حيث عاد مع مائتي فارس من عشيرته الى بلدة حرثا من قرى محافظة اربد , وشارك العديد من المواطنين هناك مع الشيخ النعيمي ورجاله بمهاجمة الفرنسيين في منطقة (الزوية) وهي إحدى محافظات الجمهورية العربية السورية ,وهي تحت الاحتلال الاسرائيلي حاليا , وتمكن ومعه مجموعة من المجاهدين من الإستيلاء على المدينة وقام بالاتصال بعلي خلقي باشا الشرايري ليبلغه بذلك , إلا أنه طلب منهم الإنسحاب بعد أن تصدى لهم الفرنسيون بقوتين تساندهم المدفعية والطائرات فانسحبوا لعدم وجود القوة الكافية التي تمكنهم من مواجهة الحشد المذكور, وبعد ذلك عاد الشيخ عبدالحميد ورفاقه المجاهدون الى عمان وباشروا بتأسيس الجيش العربي الأردني الذي أعدَّ ليكون نواة لتحرير الارض العربية , وعُيِّن في الجيش العربي برتبة ملازم اول ثم رفع الى رتبة رئيس (نقيب) ,وأمضى أربع سنوات كان خلالها الفرنسيون بالتعاون مع الإنجليز يطاردون كل الأحرار الذين تصدوا للجيش الفرنسي عند غزوه لسوريا,
وكان الشيخ عبدالحميد النعيمي أحد هؤلاء الملاحقين والمطاردين , فقد طلب الجنرال الفرنسي (أوغند) من المندوب السامي البريطاني في فلسطين هيربرت صموئيل (يهودي الأصل ) تسليمه اليهم مهددا باتخاذ أشد الإجراءات إذا لم ينفذ هذا الطلب , وبالفعل سلمه الانجليز الى السلطات الفرنسية في مدينة درعا السورية , وكان قد حكم عليه بالاعدام غيابيا , وأعيدت محاكمته وقضى حوالي أربع سنوات في سجن القلعة في دمشق إلى أن صدر عفو عن السجناء السياسيين وخرج من السجن ووضع قيد الاقامة الجبرية في قريته (اسبتة) من قرى الجولان المحتل حاليا , وبعدها آثر الالتحاق هو وربعه إلى الاردن التي عشق , وذكر معاصروه أنه جمع مصاغ وحلي نساء العشيرة وباعها واشترى بثمنها سلاحا لرجال الثورة العربية الكبرى ومنها المدفع الموجود حاليا امام قصر رغدان حسبما جاء في مذكرات علي خلقي باشا الشرايري.
وقد ارتحل الشيخ عبد الحميد النميري النعيمي إلى رحمة الله عزَّ وجلَّ في الرابع من كانون الثاني عام 1974 م.
وتحت عنوان مشاهير في التاريخ الأردني تحدَّث المؤرِّخ الأستاذ محمود سعد عبيدات في جريدة شيحان (العدد 1025 ) الصادر بتاريخ 5/6/2004 م عن المجاهد الشيخ عبدالحميد النعيمي ( 1894-1974 م ) فذكر أنه كان مناضلاً في شبابه ضد الظلم والإستعمار , مجاهدا في جيش الثورة العربية الكبرى , وقائداَ في الجيش العربي الفيصلي , وثائراً في صفوف ثورة الجولان الأولى ضد الإحتلال الفرنسي , وقائداعسكرياً سياسياً ووزيرا في حكومة إربد المحلية 1920 م , وأحد مؤسسي الجيش العربي الأردني .
وقد تمَّت الإشارة إلى الشيخ عبد الحميد النميري النعيمي في أربع صفحات في كتاب » التاريخ العسكري للثورة العربية فوق الأرض الاردنية دراسات وثائقية تحليلية ميدانية « من تأليف الباحثين الأستاذين بكر خازر المجالي , وقاسم محمد الدروع .
من بريدي الإلكتروني
الى الاستاذ الفاضل زياد ابو غنيمة حفظه الله
لقد قرأت ما كتبته عن الوزير المرحوم بإذن الله الحاج جمعة حماد بني جهامة , أحد وزراء عشائر قبيلة الترابين وعن جذور قبيلة الترابين وعشائرها بموضوعية وبعيدا عن الهوى والمصالح الشخصية , فجزاك الله عنا كل خير , ولك منى ألف سلام وتحية من أرض الرباط أرض فلسطين قطاع غزة مقرونة بكل محبة وتقدير, راجيا منكم الدعاء لنا بالثبات .
} الحاج حميد سالم الصوفي » أبو سالم «
رئيس جمعية عشائر قبيلة الترابين
وعشائر جنوب فلسطين