وزراء عشيرة الدبابسة (آل الدباس)
عشيرة الدَّبابسة - عائلة آل وهبه
محمد الدَّباس
شغل السيد محمد عبد الرزاق الدَّباس منصب وزير المالية في حكومة الرئيس مضر بدارن المشكَّلة في 27/11/1976م.
هاشم الدَّباس
وشغل الدكتور هاشم أحمد الدباس منصب وزير البريد والاتصالات في تعديلٍ جرى في 8/6/1994م على حكومة الدكتور عبد السلام المجالي المشكَّلة في 29/5/1993م , ثم شغل منصب وزير الطاقة والثروة المعدنية في حكومة عبد الكريم الكباريتي المشكَّلة في4/2/1996م .
نسب عشيرة الدبابسة
وتنضوي عشيرة الدَّباس تحت مظلة ما يسمى بِتَجَمُّعِ عشائر الأكراد حيت تتوزع عشائر السلط على تجمُّعين أحدهما تجّمُّع عشائر الأكراد والآخر تجمُّع عشائر الحارة .
وتقول رواية إنَّ شقيقين من بلدة يطّا القريبة من الخليل ارتحلا إلى السلط قبل حوالي 290 عاماً وتشكَّلت من اعقابها عشيرة الدَّبابسة التي تلتقي في جذورها مع عائلة آل وهبه المقدسيه .
وتقول رواية أُخرى إنَّ اصول عشيرة الدَّبابسة تعود لقبيلة بني الحارث في حضر موت وإنَّ قسماً منهم ارتحل منها إلى الحيرة بالعراق .
وتتوزع عشيرة الدَّبابسة إلى عدة فروع هي :
.1 آل أبو عوض الدَّباس .
.2 آل بشّير الدَّباس .
.3 آل أبو سلطي الدَّباس .
.4 آل الصوالحة الدَّباس .
.5 آل أبو عزام الدَّباس .
.6 آل الدبسيه الدَّباس .
.7 آل وهبه الدَّباس .
.8 آل العوايشه الدَّباس .
.9 ويوجد قسم من دَّبابسة يطَّا أيضاً في السلط وهم من نسل جابر الابن الأكبر لجد العشيرة الذي قدم من الشام إلى السلط . كما يوجد قسم آخر من دبابسة طلُّوزة وهم أحفاد أحمد ابن الجد الأكبر للعشيرة أيضاً والذي قدم من الشام منطقة الجربق إلى السلط , ويدعى محمد أبو عرقوب الدباس .
ويذكر فردريك ج. بيك في كتابه (تاريخ شرقي الأردن وقبائلها) أن عشيرة الدبابسة تنحدر من شقيقين من قرية يطّة القريبة من الخليل , ارتحلا إلى السلط قبل حوالي 350 عاماً واستقرا في السلط وتفرع أعقابهما إلى قسمين أحدهما يعرف بالدبابسة وجدهم عيسى والآخر يعرف بالعزام وجدهم حمدان , ويشير بيك إلى أن آل وهبه الذين ارتحلوا من القدس إلى السلط انضموا إلى عشيرة الدبابسة .
ويعزّز الباحث حنا العمّاري في كتابه (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) رواية فردريك حرفياً ويورد اسمي عائلتين فلسطينيتين تحملان اسم الدبابسة إحداهما في يطّة القريبة من الخليل وينحدرون من عشيرة المخامرة التحاتا , والأخرى في بلدة ترقوميا , ولم يتطرق عمّاري إلى الحديث عن وجود أو عدم وجود صلات قربى بينهما وبين دبابسة السلط.
كما يورد عمّاري اسمي عشيرتين فلسطينيتين تحملان اسم الدباس إحداها مسلمة في بلدة نوبا في منطقة الخليل وتضم فروع آل أبوعمار وأبودية والحافظ وآل سلامة, والثانية مسيحية ينحدرون من بلدة الروق القريبة من بلدة جونيه في لبنان وأخذوا اسمهم من صنعة جدهم الذي كان يتاجر بالدبس ويتوزعون على يافا وبيت جالا وبيت لحم .
ويورد كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرّاب أسماء ست عائلات تحمل اسم الدبابسة يتوزعون على يطّة وطلوزة ونوبا والخليل وعين ماهل ووادي الباذان وكلها في فلسطين , كما يورد أسماء أربع عائلات تحمل اسم الدباس يتوزعون على نوبا وخان يونس ورام الله ويافا.
ويورد كتاب (العشائر الأردنية والفلسطينية ووشائج القربى بينها) لمؤلفه الباحث أحمد أبوخوصة رواية تقول إن عشائر الدبابسة تنحدر من قبيلة بني ذُبيان من قيس عيلان وإنهم ارتحلوا من يطّة القربية من الخليل إلى السلط .
ويعزّز المؤرخ مصطفى مراد الدباغ في كتابه (القبائل العربية وسلائلها في بلادنا فلسطين) الرواية التي تردُّ عشيرة الدبابسة إلى قبيلة بني ذُبيان من قيس عيلان, ويضيف أن الدبابسة ينحدرون إلى عشيرة فزارة في نجد ووادي القرى ومنها ارتحل قسم منهم إلى جنوبي معان ثم تفرقوا إلى ليبيا والمغرب الأقصى وفلسطين, ومن الحمائل الفلسطينية التي تنحدر من فزارة من بني ذُبيان من قيس عيلان عشيرة الدبابسة في طلوزة , ويشير الدباغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) أن الدبابسة والحشابكة والصلاحات قدموا إلى طلوزة من بلدة حلاوة في جبل عجلون , ويعزّز الدباغ الرواية التي تقول إن عشيرة الدبابسة في السلط جاءوا إليها من بلدة يطّة القريبة من الخليل .
ويشير كتاب (موسوعة القبائل العربية) لمؤلفه الباحث عبد عون الروضان أن قبيلة فزارة (بنو فزارة) التي تنتسب إليها الدبابسة يتنهي نسبها بعدنان جد العرب العدنانية ويورد شجرة النسب لهم على النحو التالي : قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أديب وهبه
شغل السيد محمد أديب حسين وهبه الذي تلتقي جذور عائلته آل وهبه مع عشيرة الدَّبابسة منصب مدير المعارف (وزير المعارف) في تعديلٍ جرى في 11/9/1926م على حكومة الرئيس حسن خالد أبو الهدى الصيَّادي المشكَّلة في 26/6/1926م , وكان اسم الحكومة قد تغير من مجلس النظار ليصبح المجلس التنفيذي , واستمر عضواً في حكومة الرئيس حسن خالد أبو الهدى الصيَّادي حتى 17/10/1929م حيث أعاد أبو الهدى تشكيل حكومة جديده لم يكن الوزير أديب وهبه من أعضائها.
وكان السيد أديب وهبه من رجالات الحركة الوطنية العربية منذ سنوات شبابه , فما أن بلغه نبأ ثورة الملك الشريف حسين بن علي على حكام الدولة العثمانية من رجالات حزب الاتِّحاد والتَّرقي الماسونيين الذين كان لهم علاقة بالصهيونية العالمية , وكان في ذلك الوقت يعمل مدرساً للغة العربية وآدابها في كلية المعلمين في بغداد حتى سارع إلى تقديم استقالته في 18/7/1917م ليلتحق بالثورة فاختاره الملك فيصل بن الحسين ليعمل في بلاطه الملكي في دمشق بعد تأسيس الحكومة العربية الفيصلية مديراً للإعاشة برتبة رئيس, ثم رُقِّيَ ليصبح معاوناً لمدير إدارة البلاط , ولكن حنينه للعسكرية دفعه لطلب العودة إلى الخدمة العسكرية الفعلية فاستُجيب لطلبه , وعين قائداً لسرِّية الدرك في السلط التي كانت عاصمة للبلقاء التي كانت بدورها مع بقية مناطق شرقي الأردن تابعة للحكومة العربية الفيصلية في دمشق, ثم رُقِّيَ إلى رتبة قائد في 21/5/1921م بعد تأسيس إمارة شرقي الأردن وكان من أبرز ضباط قوات الدرك في الإمارة التي كان يقودها عارف الحسن.
ويبدو أن خلفية السيد أديب العامري التربوية أغرت حكومة الإمارة الناشئة إلى الاستفادة من خبراته وكفاءاته التربوية فعُيِّن مديراً عاماً للمعارف في 8/8/1921م , ولم تكن الحكومة في ذلك الوقت تضم مدير المعارف في كادرها كوزيرٍ مستقلٍ , وبقي في منصبه مديراً للمعارف الى 30/7/1923م عندما رضخت حكومة علي رضا الركابي لضغوطات سلطات الانتداب الإنجليزي فأصدرت أمراً بنقله مديراً لمدرسة السلط الثانوية الوحيدة في الإمارة في حينه , فاعتبر أديب وهبه قرار نقله بمثابة إهانةٍ توجهها الحكومة إليه فاستقال .
ويبدو أن استقالة السيد أديب وهبه زادت من حقد الإنجليز عليه فضغطوا على رئيس الحكومة مظهر رسلان الذي خلف الركابي في رئاسة الحكومة فأصدر أمراً باعتقاله , ولكنَّه كان أسرع إلى اللجوء إلى دمشق , وبقي فيها متستراً إلى أن صَدَرَ عفو أميري فعاد إلى عمان ليشغل منصب وزير المعارف في 13/9/1924م , ثم انضم إلى الحكومة بمنصب مدير المعارف (وزير المعارف) في الحكومة التي كان يتَرَأسُهَا الرئيس حسن خالد أبو الهدى الصيَّادي المشكَّلة في 26/6/1926م بموجب تعديل وزاري جرى عليها في 11/9/1926م , وبقي في منصبه الوزاري حتى 17/10/1929م , عندما أعاد الرئيس حسن خالد أبو الهدى تشكيل حكومة جديدة استثنى منها مديرية المعارف (وزارة المعارف) فاستمر السيد أديب وهبه في منصب وزير المعارف من خارج الحكومة حتى 25/9/1935م حيث حلَّ مكانه في منصب وزير المعارف السيد أحمد طوقان منتدباً من حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين , وفي 18/1/1940م عُيِّن السيد أديب وهبه قنصلاً لإمارة شرقي الأردن في القاهرة , وفي 1/1/1942م نُقل قنصلاً للإمارة في فلسطين وبقي في هذا المنصب حتى 15/12/1943م حيث نُقِلَ مديراً للبرق والبريد ثم أُعيد تعيينه مديراً للمعارف حتى 31/12/1944م حيث أُحيل الى التقاعد .
وكان السيد أديب وهبه يتقن إلى جانب لغته الأم العربية اللغات التركية والفرنسية وله إلمام بالإنجليزية , ولعل براعته باللغة العربية واتِّساع ثقافته دفعتاه لولوج أبواب الأدب فانشغل في كتابة القصة القصيرة في بعض مراحل حياته , وترك من بين مقتنياته عدداً من مخطوطات القصص القصيرة بأسلوب سلس , ولعل أبرز ما حفلت مسيرة السيد أديب وهبه الوطنية في مجالاتها السياسية والعسكرية والتربوية ما كان يتمتع به من احترام وثقة رموز عصره , ويشهد على ذلك الكم الكبير من الرسائل التي كان يتلقاها من هؤلاء الرموز والتي تلطَّف نجله المحامي نائل وهبه باطلاعي على بعضها والتي أرى أن الحديث عن أديب وهبه لا يكتمل إلى بالإشارة إلى بعضها .
ففي رسالة من الملك فيصل بن الحسين يستحث الملك فيصل أديب وهبه على طمأنة السلطيين إلى أن إخوانهم العرب وجيوشهم العربية سيثأرون لهم .
وفي رسالة من الوطني العربي أحمد مريود في 27/8/1920م يطلب مريود من السيد أديب وهبه الإسراع في استنفار القوة العربية لنستعيد شرفنا المهان وحقنا المغتصب (جاءت هذه الرسالة في أعقاب هجمة المستعمرين الفرنسيين على دمشق وإسقاط الحكومة العربية الفيصلية).
وعندما عُين السيد أديب وهبه مديراً للمعارف في إمارة شرقي الأردن وكان يطلق عليها اسم حكومة (الشرق العربي) تلقَّى في 28/9/1924م رسالة من الأديب العربي الكبير محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي في دمشق تطري ما يتمتع به أديب وهبه من أدبٍ وعلمٍ وغيرةٍ على نهضة الوطن.
وفي 21/12/1926م تلقى أديب وهبه من الدكتور محمد صبحي أبو غنيمه الذي كان مغترباً في برلين هرباً من ملاحقة الإنجليز والفرنسيين, يُطري فيها ما يتمتع به أديب وهبه من وطنيةٍ وعلمٍ وأدبٍ .
لم يكن أديب وهبه مسكوناً بهموم الأردن وفلسطين وسوريا والعراق وحدها, وإنما كان ما يقاسيه عرب ليبيا من الاستعمار الإيطالي يؤرِّقه فأقام علاقة وثيقة بالزعيم الليبي محمد الإدريسي السنوسي قائد الثورة الليبية ضد الاستعمار الإيطالي , والذي أصبح فيما بعد ملكاً لليبيا بعد خروج المستعمرين الطليان , وجرت بينهما مراسلات عديدة كان من بينها رسالة من الإدريسي لأديب وهبه في 13/4/1944م .
وأديب وهبه من مواليد القدس في عام 1892م (1309ه¯) , وأنهى دراسته الثانوية في القدس عام 1910م وكان الناجحون فيها على شهادة تسمى (شهادة فوق الأعلى) , ثم تخرَّج في عام 1951ه¯ من الكلية الحربية في استانبول والتحق فور تخرجه بالخدمة العسكرية في الدولة العثمانية في 11/6/1915م , وكانت خدمته في العراق وكان برتبة ملازم , وأثناء الدفاع عن بغداد ضد الجيش البريطاني وقع أديب وهبه في أسر الإنجليز بعد أن أصيب بجراح ألزمته المستشفى في بغداد فترة من الزمن , وبعد أن استقرت الأوضاع لصالح الإنجليز في العراق لم يجدوا مفراً من الاستفادة من كفاءة أديب وهبه فعيَّنوه رغم معرفتهم بميوله الوطنية والثورية كاتباً في القسم العربي في نظارة المالية (وزارة المالية) في بغداد في 11/5/1917م , وعندما وصلت شهرته في تدريس اللغة العربية وأدبها إلى مسامع بعض أعضاء مجلس المعارف في العراق ثمَّ نقله من نظارة المالية للعمل أستاذاً للآداب العربية في دار المعلمين ببغداد فأبدع في مهنة التدريس , وكان قد مارسها بعد تخرُّجه وحصوله على شهادة درجة فوق الأعلى عندما عمل مدرساً للتاريخ والجغرافيا في المدرسة السلطانية في القدس في عام 1910م .
وقد ذَكَرْتُ أن أديب وهبه كان من رجالات الحركة الوطنية , ولذلك فلم يكن غريباً أن يظهر مع العديد من رجالات الحركة الوطنية الأُردنية تعاطفاً مع ثورة (العدوان) التي قادها الشيخ سلطان باشا العدوان ضد حكومة الركابي التي كانت ممالئة للإنجليز , وزاد من تعاطف الوطنيين مع ثورة العدوان أنها رفعت مطالب بإعطاء الفرص لأبناء شرقي الأردن المؤهلين لتسلم وظائف الدولة الكبرى ومنها الوزارة والتي كانت محصورة برجالات الحركة العربية الوطنية في بادئ الأمر ثم أصبحت ما يشبه الحكر على من هب ودب دون إعطاء الفرصة لأبناء شرقي الأردن حتى أضطر الوطنيون في الإمارة ورغم مشاعرهم العربية الحقيقية إلى رفع شعار (الأردن للأردنيين) , وكان مصطفى وهبي التل من أبرز رافعي هذا الشعار في حينه لا كراهية برجالات العرب الذين فتح الأردن صدره لهم , ولكن تعبيراً عن خيبةِ أملِ شباب شرقي الأردن الذين أوصد الإنجليز والحكومات الممالئة لهم في وجههم أبواب الوظائف الحكومية , ولم يكن أديب وهبه بعيداً عن شكوك الإنجليز فاتهموه بالتعاطف مع ثورة العدوان فكان ذلك هو السبب الرئيسي وراء ضغطهم على رئيس الحكومة علي رضا الركابي لنقلة من مدير للمعارف إلى مدرسة السلط الثانوية مما دفعه للاستقالة .
وقد يكون من الأرجح أن أديب وهبه لجأ بعد صدور قرار من حكومة مظهر رسلان بضغط من الإنجليز باعتقاله إلى بادية الشام وليس إلى دمشق , ويعزز هذه الرواية أن دمشق كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة المستعمرين الفرنسيين حلفاء الإنجليز الذين كانوا سيسارعون إلى القبض عليه وتسليمه للإنجليز , كما يعِّزز هذه الرواية ما عرف عنه من إلمام بحياة البداوة وتقاليدها ولا يتأتى مثل هذا الإلمام إلا من إنسان عاش بنفسه حياة البداوة وتقاليدها , كما يعزِّز هذه الرواية أن أديب وهبه ترك فيما ترك من أوراق بعد انتقاله إلى رحمة الله بعض المخطوطات بخطِّ يده عن بعض نواحي الحياة في البادية وخاصة فيما يتعلق بعادات البداوة في الضيافة وحقوق الضيوف وواجباتهم وفيما يتعلق بالقضاء وتقاليده عند البدو , وقد تلطَّف نجله الأستاذ المحامي نائل وهبه فأطلعني على هذه المخطوطات .
على صعيد قرار حكومة مظهر رسلان باعتقال أديب وهبه تُبين رسالةٌ صادرةٌ في 8/9/1923م أطلعني عليها نجله المحامي نائل وهبه وهي موجهه من وزير المستعمرات البريطاني السير ب-توماس إلى المندوب السامي البريطاني في فلسطين أن الإنجليز كانوا وراء إصدار حكومة مظهر رسلان أوامر باعتقال تسعة من رجالات الحركة الوطنية في شرقي الأردن تم اعتقال ستة منهم فعلاً كما دون في الرسالة وتوقعت الرسالة أن يتم اعتقال اثنين آخرين في وقت قريب (في حينه) , وتحدثت الرسالة عن جد حكومة مظهر رسلان في اعتقال المطلوب السادس أديب وهبه الذي وضعته رسالة وزير المستعمرات البريطاني بأنه كان (الأهم) من بين المطلوبين التسعة .
وفي أثناء توليه منصب مدير المعارف بعد عودته من دمشق انتدبت حكومة الإمارة أديب وهبه ليكون ممثلها في اجتماعات مؤتمر الاستانه (استنبول) في شهر تشرين أول من عام 1924م للنظر في مسألة الديون العمومية المتعلقة بالأجزاء التي انفصلت عن الدولة العثمانية وكان شرقي الأردن من هذه الأجزاء.
ويجسِّد الكتابُ الذي أرسله مسلم العطار وزير المعارف في حكومة سمير الرفاعي المشكَّلة في 15/10/1944م إلى أديب وهبه يبلغه فيه بإحالته إلى التقاعد ما كان يتمتع به أديب وهبه من احترام كبير , فقد تعمَّد الوزير أن يخاطب أديب وهبه في كتابه المؤرخ في 18/12/1944م بحضرة العالم المفضال والمربي الكبير أديب بك وهبه المبجَّل , ويزفر الكتاب بعبارات الإطراء على المزايا الطيبة التي تحلَّى بها أديب وهبه وعلى تفانيه في خدمة المعارف في بلاد الإمارة لرفع مستوى الثقافة بأمانة وإخلاص ودأبٍ مستمرٍ .
استدراكات
حول قبيلة العدوان »بنو عدوان«
تحدثت في الحلقة (37) المنشورة في (المدينة) في 13/6/2006م عن وزراء قبيلة العدوان وعن جذورها, وأضيف ما يلي:
يورد كتاب (موسوعة القبائل العربية) لمؤلفه الباحث عبد عون الروضان أن عدوان الذي تحمل القبيلة اسمه هو الحارث بن عمرو بن قيس عيلان من بطون العرب العدنانية, ويُعزِّز الرواية التي تقول إنه عرف باسم عدوان بعد أن اعتدى على أخ له وقتله, ويذكر أن لعدوان ثلاثة أولاد هم زيد ويشكر ودوس, وأن منازلهم كانت بالطائف من أرض نجد نزلوها بعد زوال نفوذ العمالقة عنها, ثم غلبتهم ثقيف عليها فارتحلوا إلى تهامة.
ويبدو أن موهبة الشعر فطرية في العدوان يتوارثونها جيلاً بعد جيل, فقد أورد الروضان أسماء العديد من مشاهير شعراء العدوان منهم عتاب العدواني والنابغة العدواني ووهبان بن المقلوص العدواني وذو الإصبع العدواني الذي كان من حكماء العرب قبل الإسلام وعاش حوالي مئة وسبعين عاماً, وسمي بذي الإصبع لوجود إصبع سادسه في إحدى قدميه, ومن شعره:
كل امرئ راجعٌ يوماً لشيمته
وإن تخلَّق أخلاقاً إلى حين.
إضافات
حول عشائر الحويطات
تحدثت في الحلقتين 33 و34 عن وزراء عشائر الحويطات في الأردن وفلسطين وعن جذورها وأصولها, وأضيف ما يلي:
يورد كتاب (موسوعة القبائل العربية) لمؤلفه الباحث عبد عون الروضان الرواية التي تردُّ الحويطات إلى الانباط (النبط) ربما لأن الرقعة الجغرافية التي ينتشر فيها الحويطات هي التي كان الأنباط العرب يحكمونها في عصور سابقة, ويورد الرواية التي تقول إن الحويطات ينتسبون إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من نسل فاطمة الزهراء زوجة الخليفة الراشد علي بن أبي طالب.
ويذكر الروضان أن الجد الأعلى للحويطات هو حويط ابن بركات, ويشير إلى أن بعض المراجع تقول إن بركات كان مصرياً قدم العقبة في طريقه لأداء الحج واستقر في المنطقة تحت مظلة قبيلة بني عطيَّة, ويذكر أن بعض النسَّابة يرجِّحون هذه الرواية ويعطونها وزنأ أكثر من غيرها.
وينسب الروضان لبعض الحويطات أنهم ينحدرون من حام بن نوح عليه السلام وليس من بركات, ويشير الروضان إلى وجود امتدادات للحويطات في سيناء جنوبي شرق السويس, وأن لهم صلات وثيقة بالطقيقات من حويطات تهامة, وينتمي حويطات سيناء إلى تجمع القبائل المعروف باسم حرام وهم حلفاء لعشائر الطوره والأحيوات والترابين, وفي المقابل تنتمي عشائر التياها في سينا إلى تجمع سعد, وينتشر بعض الحويطات بالقرب من طنطا وبين القاهرة والإسماعيلية, وفي القليوبية التي كان حويطاتها يزوِّدون قوافل الحج المصرية بالجمال والأدلاَّء, ويقيم بعض الحويطات في الفيوم بصعيد مصر, ووصلت عائلات من الحويطات إلى السودان ولكنهم ذابوا في المجتمع هناك ولم يحافظوا على هويتهم كما يذكر الروضان.