وزراء عشيرة السحيمات (الغساسنة الكرك)
يضم تجمُع عشائر الغساسنة المسلمة في منطقة الكرك عشائر الضمور, والعضايلة, والسحيمات, والمبيضين, والصعوب, والكركيين (الكركي), والبواليز, والجراجرة, والبنويين (البنوي), والسميرات.
وكنت قد تحدثت عن الوزير الدكتور خالد الكركي وعن جذور عشيرة الكركيين (الكركي) في الحلقة (16) من هذه الدراسة المنشورة في عدد(المدينة) الصادر في 17 / 1 / 2006 م, وتحدثت عن الوزير القيادي الإخواني السابق المحامي يوسف المبيضين وعن جذور عشيرة المبيضين في الحلقة (54) المنشورة في 10 / 10 / 2006 م, وفي هذه الحلقة أتحدث عن وزراء عشيرة السحيمات وعن جذور السحيمات, أما بقية عشائر تجمُّع الغساسنة في الكرك فلم تتمثل حتى تاريخه في حكومات أردنية.
عطاالله السحيمات
بعد أن نجحَ المستعمرون الفرنسيون في إسقاط الحكومة العربية في دمشق بزعامة الملك فيصل بن الحسين بن علي التي كانت مناطق شرقي الأردن تتبع لها, شكَّل أهالي هذه المناطق حكومات محلية لإدارة شؤون الأهالي, واختار أهالي الكرك لحكومتهم المحلية اسم(الحكومةالعربية المؤابية) تجسيداً للروح العروبية التي كانت تغلب على مشاعر الشرق أردنيين, واختار أهالي الكرك في انتخابات جرت في 19/9/1920 مجلساً أعلى لحكومتهم كان بمثابة مجلس للوزراء, وشكل المجلس مجلساً عالياً ليكون بمثابة المرجع القضائي للحكومة (وزارة عدل) وتمَّ اختيار الشيخ عطاالله السحيمات رئيساً له.
علي السحيمات
شغلَ المهندس علي محمد عطيوى السحيمات منصبَ وزير النقل في حكومة الرئيس مضر بدران المشكَّلة في 27/11/1976م, وشغل منصب وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء في حكومة الشريف عبد الحميد شرف المشكَّلة في 19/12/1979م, وشغل نفس المنصب في حكومة الدكتور قاسم الريماوي المشكَّلة في 3/7/1985م, ثُمَّ عاد فشغل نفس المنصب في حكومة الرئيس مضر بدران المشكَّلة في 28/8/1980م, ثُمَّ شغل منصبَ نائب رئيس الوزراء ووزير النقل في حكومة الشريف زيد بن شاكر (الأمير فيما بعد) المشكَّلة في 21/11/1991م.
طارق السحيمات
وشغلَ الدكتور طارق صلاح عطا الله سحيمات منصبَ وزير البريد والاتصالات في حكومة الدكتور عبد السلام المجالي المشكَّلة في 30/5/1993م, ثم شغلَ منصبَ وزير الصحة في حكومة المهندس علي أبو الراغب المشكَّلة في 19/6/2000م.
من هم الغساسنة ...?
في دراسة أعدها الباحث الأستاذ برهم يوسف هيشان المعشر يشير المعشر إلى أن عشائر الغساسنة يعرفون أيضا باسم آل جفنة نسبة الى جدهم, وقد هاجر الغساسنة من بلادهم اليمن في منتصف القرن الخامس للميلاد بعد ان كانت نجران عاصمة المسيحيين العرب, وكان أغلب سكانها هم اصل الغساسنة فيما بعد, وقد استقروا في الاردن وتدمر وحوران والعاقورة بطريق الشام, اما الذين استقروا في جنوب الاردن فقد استوطن قسم منهم ارضايقال لها أذرح (وتقع هذه المدينه الى الغرب من مدينة معان الاردنية), وهناك قسم اخرهاجرالى الشمال فأنشاوا فيما بعد دولة الغساسنة وجعلوا عاصمتهم بصرى - اسكي الشام التي كانت عاصمة لمملكة الغساسنة الممتدة من حوران شمالا الى العقبة الاردنية جنوبا, وقد بنوا الكنيسة الكبرى في أذرح عام 536 ميلادي, أما الاسباب الرئيسية لهجرتهم وتركهم لبلادهم فيرجع الى خراب سد مأرب في اليمن وانفجاره وتدفق مياهه في السهول والوديان مما اغرق المدن الامنة بالاضافة الى ما تعرض اليه مسيحيو اليمن من ضغط ديني وسياسي واقتصادي عندما كان يحكم اليمن الملك ذو النواس, وكان في اليمن اعداد كبيرة من اليهود المتنفذين الذين كانوا يسيطرون على اقتصاد البلاد وقد اثر اليهود على الملك ذو النواس وأقنعوه بأن يطلب من المسيحيين اعتناق الدين اليهودي او القتل, ولكنهم فضلوا الاستشهاد عندما حفر ذو نواس اخدودا كبيرا وأشعل فيه النيران, وخيَّر المسيحيين بين ترك المسيحية أو حرقهم في الأخدود, وتمكن آخرون من الهرب ولجأوا الى الشمال عن طريق ساحل البحر الاحمر حتى وصلوا الى جنوب الأردن, ولقد ذكرت هذه الحادثه في القرآن الكريم الذي وصفهم بأصحاب الاخدود(سورة البروج).
وقد ذكر كتاب(اليهود في شبه الجزيرة العربية) أن البلاد الشامية كانت تحت سيطرة البيزنطيين, اما الغساسنة فقد أسسوا مملكه لهم, ومن ملوكهم جبلة بن الأيهم والحارث بن جبله الذي انتصر على المنذر بن ماء السماء اللخمي في يوم حليمه المشهور, ومنهم المنذر بن الحارث(569 -581 ميلادي) الذي حارب المناذره وأحرق الحيره عاصمتهم, ومنهم الملك النعمان بن المنذر.
وقد منحتهم الامبراطورية الرومية البيزنطية حكما ذاتيا, وكان دور الغساسنة حماية الحدود الشرقية والجنوبية للامبراطورية البيزنطيه, وإلى الغساسنة ينسب بناء القسطل والشوبك واذرح والجرباء والعقبة, وكان سكانها قد ارسلوا الوفود لمقابلة الرسول الكريم(صلعم) في غزوة تبوك وتم تحرير الجنوب بدون قتال لان المنطقة كانت تحت سيطرة العرب الغساسنة الذين بقوا عربا مسيحيين, ولم يدفعوا الجزية لان الرسول الكريم تسامح معهم مقابل اتفاقية تبوك واكراما للزيارة التي قام بها صاحب السيادة يوحنا بن رؤية مطران العقبة.
والجدير بالذكر ان العرب الغساسنة احتفظوا بمظاهر عروبتهم احتفاظا كاملا تمثل باللغة والاتصال المباشر مع الجزيرة العربية ثقافيا واقتصاديا وكان الغساسنة أقرب وجود عربي اثناء الفتوحات العربية الاسلامية.
وقد ذكر الأستاذ عيسى اسكندر المعلوف في كتابه(دواني القطوف), وكذلك الاستاذ نجيب الاحمر في كتابه(فلسطين تاريخاونضالا) بأن العرب الذين يعودون بنسبهم الى الغساسنة هم العشائرالتالية:
آل الخازن ولهم صلة قربى بعشيرة الدبابنة في السلط وفلسطين, آل معلوف ولهم علاقة مع عائلة أبي شديد الملقب بالحداد, آل قعوار, الحدادين, وعائلات اخرى, وهذه العائلات قد سكنت الشوبك والكرك وجنوب الاردن.
وهناك عشائر كركية مسلمه تنتسب الى عشائر الغساسنة وهم: عشيرة الضمور, عشيرة السحيمات, عشيرة الصعوب, عشيرة العضايلة, عشيرة الكركيه ( الكركيين / الكركي), عشيرة البواليز, عشيرة المبيضين, عشيرة الجراجره, عشيرة السميرات, عشيرة البنويين /تتبع عشيرة الضمور, وكذلك يوجد عشائر اردنية مسيحية من بقايا العرب الغساسنة في منطقة عجلون وهم بنو زيدان وعصبتهم بنو جريس.
ويذكر المؤرخ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء الأول من القسم الأول من كتابه(بلادنا فلسطين) أن الغساسنة يعودون بأنسابهم إلى القبائل اليمنية, وأنهم دعوا بالغساسنة نسبة إلى ماء (غسان) الواقع بين (رمع) و(زبيد) في اليمن, نزلوا عليه فنسبوا إليه, وقيل إنهم هجروا بلاد اليمن في أواخر القرن الثالث للميلاد واستوطنوا حوران والبلقاء وجعلوا عاصمة دولتهم (الجابية) ثم نقلوها إلى(بصرى) في حوران, وكثيرا ما ينسب الغساسنة إلى جدهم (جفنة) فيدعون أولاد جفنة أو آل جفنة, ويذكر الدبَّاغ أن بني جفنة هم بطن من مُزيقاء بن غسَّان من الأزد القحطانية, ويذكر أن جفنة كان أول ملوكهم في الشام قبل الإسلام بما يزيد على400 سنة كما جاء في كتاب(نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب) للقلقشندي.
وكانت بلاد الغساسنة وما زالت خصبة جدا وقد عني الغساسنة بزراعتها واستغلال خيراتها, فضلا عن أنها تقع على طريق تجارية هامة تصل الجزيرة العربية بالشام فانتعشوا بسبب ذلك اقتصاديا, ولما وجد الغساسنة ان مصلحتهم السياسية تقضي باعتناق النصرانية اعتنقوها, وفي خلال القرن الرابع دخلوا ضمن النفوذ البيزنطي السياسي, وقد استخدمهم الروم في صد هجمات البدو على سورية, كما استخدموهم في محاربة اللخميين عمال الفرس في العراق, وفي بعض الأحايين كانت الحرب تقتصر على القتال بين الغساسنة واللخميين.
وقد بلغ الغساسنة ذروة مجدهم في القرن السادس للميلاد, فقد قضى ملكهم الحارث الثاني بن جبلة( نحو 529 - 569 م) أكثر أيامه يقاتل في سبيل البيزنطيين, وهو الذي أخمد ثورة السامريين الذين ثاروا في فلسطين عام 529م مما جعل يوستنيانوس الإمبراطور ينعم عليه بتعيينه سيدا على جميع القبائل العربية في سورية, كما أنعم عليه بألقاب كثيرة لا يفوقها إلا رتبة الإمبراطور نفسه.
وينسب إلى الحارث هذا بناء القسطل والزرقاء والحفير ومصنعة, وقد يكون هو الذي بنى قصرالمشتى والسراج وأذرح والجرباءو معان القديمة التي هي الآن خرائب تعرف بالحمام.
وقد عين الأمبراطور يوستنيانوس أبو كرب بن جبلة شقيق الحارث الثاني عاملا على عرب فلسطين, وقد كان صاحب مواهب وكفاية, وعرف بحزمه وعزمه, وذكر أنه كان يملك أرض غابات النخيل في جنوبي فلسطين وهي أرض واسعة تمتد مسافات شاسعة في البرليس بها غير النخيل, وقد قدمها هدية إلى الإمبراطور فقبلها منه وعدها من أملاكه , وأن يوستنيانوس أهدى إليه عشرين ألف أسير حرب, فباعهم أبو كرب للفرس والأحباش.
قال المسعودي في كتابه(مروج الذهب):(وكانت ديار ملوك غسان باليرموك والجولان, وغيرهما من غوطة دمشق وأعمالها, ومنهم من نزل الأردن من أرض الشام).
وكان ملك الغساسنة يتوسع ويتقلص حسب الظروف, فيصل إلى مقربة من دمشق, وإلى فلسطين الثانية و(الكورة العربية) و(فنيقية لبنان), وفي فلسطين الثالثة وفي ولايات سورية الشمالية في بعض الأحيان, وفي مساحات شاسعة من البادية إلى المدى الذي يصل إليه سلاحهم, ثم نجده تارة أخرى أقل من ذلك بكثير لضعف الأمير المالك, ولطمع القبائل فيه ولاختلافه مع السلطات, وينقل كتاب(تاريخ العرب قبل الإسلام) من شعر الصحابي الخزرجي حسان بن ثابت شاعر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن ملك الغساسنة كان يمتد من حوران إلى خليج العقبة.
ويذكر كتاب (تاريخ العرب قبل الإسلام) أنه عند ظهور الإسلام لم يكن للأسرة الحاكمة من غسان ذلك السلطان الذي كان لها قبل عهد غير بعيد عنه, فقد كانت حكومتها قد تجزأت إلى مشيخات, وإلى حكومات قبائل انتزعت السيادة المطلقة من أمراء غسان, فلم يبق للأسرة الحاكمة القديمة ما كان لها من جاه سابق ونفوذ.
وفي تاريخ ابن خلدون أن قبيلة طيء ورثت أرض الغساسنة, وأخيرا انتهى أمر الغسانيين باستيلاء العرب المسلمين على بلاد الشام.
ومما هو جدير بالذكر ما ذكره ابن خلدون من أن جماعة الغساسنة الذين لحقوا بالروم, بعد خروجهم من الشام, ظلوا في القسطنطينية حتى انقراض ملك القياصرة, وبعد ذلك نزلوا بلاد الشركس الواقعة بين بجر خزر والبحر الأسود, وهناك اختلطوا بالشراكسة ودخلت أنساب بعضهم في بعض حتى ليذكر كثير من الشركس انهم من نسب غسان.
ووفد بعض شعراء الجاهلية إلى بلاط الغسانيين فبالغ هؤلاء في إكرامهم. وممن وفد عليهم النابغة الذبياني والأعشى ولبيد والمرقش الأكبروعلقمة الفحل و حسان بن ثابت (قبل إسلامه)..
و ذكر كتاب(مسالك الأبصار) أن للغساسنة بقايا في بلاد الشام بالبلقاء واليرموك وحمص.
وترجع بعض الأسر المسيحية التي تعيش في سورية ولبنان مثل آل المعلوف- ومنهم الحمامرة في الناصرة وآل عطية وآل الخازن وغيرهم بأصلهم إلى الغساسنة.
ويعود العزيزات والحدادين- ومنها جماعات في لبنان- وآل قعوار وغيرهم من مسيحيي شرقي الأردن وفلسطين بأصولهم إلى الغساسنة.
وجاء في كتاب(تاريخ الناصرة) لمؤلفه القس أسعد منصور ان معظم الروم والكاثوليك من سكان الناصرة هم من أحفاد الغساسنة.
ويذكر كتاب (الصفوة جوهرة الأنساب الأردن) لمؤلفه المحامي طلال البطاينة أن الغساسنة بنوا دولتهم على أنقاض دولة بني حماطة بن جم القحطاني الممتدة من منطقة إيلة جنوبا حتى حمص شمالا بعد ان حاربهم الغساسنة وانتصروا عليهم بعد مساعدة الروم لهم.
نسبُ عشيرة السحيمات
تقولُ روايةٌ إنَّ عشيرة السحيمات جاءت من أعقاب جَدِّهم سحيم, وهو شقيق شديف الذي جاءت من أعقابه عشيرة الشديفات إحدى عشائر قبيلة بني حسن, وهو أيضا شقيق شقير الذي جاءت من أعقابه عشيرة الشقيرات في فلسطين, وهذا يعني أنَّ عشيرة السحيمات تلتقي مع عشيرتي الشديفات والشقيرات في أُصولها المنحدرة من قبيلة بني حسن التي تعود جذورها إلى قبيلة الزبيد العدنانية التي تنتشر في شمالي الأردن وبلاد حوران وجبل العرب, وتتفرَّعُ عن قبيلة الزبيد عشيرة زبيد في البادية الشمالية وعشيرة الشديفات في البادية الشمالية, وعشيرة السحيمات في الكرك.
وتقولُ روايةٌ إنَّ عشيرة السحيمات تلتقي مع عشيرة آل عبد الهادي في جذورها التي تعود إلى قبيلة الزبيد العدنانية.
ويذهبُ فردريك ج. بيك في كتابه( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها) إلى أن السحيمات ينضوون تحت عشائر الضمور الذين ينسبهم بيك إلى الغساسنة, ويوردُ بيك إلى جانب السحيمات الذين يقيمون في بلدة المراد أسماء عشائر البوالده الذين يقيمون في بلدة محنة, وعيال ربيع الذين يقيمون في بلدة ضباع, وعيال عودة الله الذين يقيمون في بلدة الثنية والجراجرة في الكرك والمبيضين في الكرك والعضايله في الكرك, ويوردُ بيك أسماء عشائر يقولُ إنَّها تتبعُ إلى عشائر الضمور وهي الكركيين والبنويين الذين يقول إنهم فرع من الإمامية والبواليس (البواليص) الذي يشير إلى أن اسمهم مأخوذ من كلمة بوليس حيث يقولون إن أجدادهم كانوا يحرسون قلعة القطرانة.
ويوردُ الأديبُ المؤرِّخُ روكس بن زائد العُزيزي في الجزء الرابع من كتابه(معلمة للتراث الأردني)نفسَ الرواية ويذكرُ أن فرقةً من السحيمات تُعرف باسم العبدالله نزحت إلى شمال الأردن وانضمَّت إلى عشيرة الزيود من قبيلة بني حسن وتسكن هذه الفرقة في منطقة جرش.
ويُعزِّزُ كتابُ (السياسة والتغير في الكرك) لمؤلفه بيتر جويسر والذي ترجمه الدكتور خالد الكركي وراجعه الدكتور محمد عدنان البخيت الرواية التي تقول إنَّ السحيمات إحدى عشائر تجمُّع الضمور ويشير إلى أن عطاالله السحيمات شارك في عضوية المجلس التشريعي الأول ممثلاً لحلف الشراقا لعشائر الكرك, ووصفه الكتاب بأنه شيخ الضمور (صفحة 220) ويذكر في صفحة(230) حرفياً أن السحيمات قبيلة ملحقة بالضمور (غساسنة - حلف الشراقا), وأن الضمور مكوَّنون في الغالب من سلسلة من القبائل الملحقة وقد اعتبر معظمها مرتبطاً بالدم, ونتيجة لهذا فإن شيوخاً مهمِّين وأحياناً شيوخاً رئيسيين للضمور يأتون من هذه الجماعات الفرعية.
ويُعزِّزُ كتابُ (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري الروايةَ التي تقول إن السحيمات هي فرقة من عشيرة الضمور وإن لهم أقارب يُعرفون بالعبدالله انضمُّوا إلى عشيرة الزيود من عشائر بني حسن في منطقة جرش.
وفي كتابه (العشائر الأردنية والفلسطينية ووشائج القربى بينها) يوردُ مؤلفه الباحث أحمد أبوخوصه عشيرة السحيمات والعشائر الأخرى التي ذكر فردريك بيك أنها تنضوي تحت تجمُّع عشائر الضمور كعشائرَ مستقلةٍ عن بعضها البعض يتألَّفُ منها تجمُّعُ عشائر الشراقا في الكرك, وهي عشائر البوالده والبنوين والبواليس (البواليص) وعيال عوده الله والضمور والجراجرة والمبيضين والعضايلة, بالإضافة إلى عشائر الطراونة والنوايسة والصرايرة والقطارنة والقضاة والبشابشة والربيع والصعوب والكركيين, ولكنه في موقع آخر (صفحة 195) يشير إلى أن عشيرة الضمور تتألف من الفصائل التالية:البوالدة والسحيمات وعيال ربيع وعيال عوده الله والصعوب والمبيضين.
ويربِطُ كتابُ (القولُ الحسنُ في تحقيق أنساب بني حسن) لمؤلِّفه الباحث عليان رزق الخوالدة بين عشيرة السحيمات وبين عشيرة الشديفات من بني حسن في المفرق وعشيرة الشقران في عرّابة بفلسطين وتعرف أيضاً باسم (الشقيرات) وعشيرة الشرفات حيث يلتقون جميعاً في جَدٍ واحدٍ تشكَّلت من أعقاب أبنائه هذه العشائر, فالشديفات هم أعقاب شديف, والسحيمات هم أعقاب شقيقه سحيم, والشقران (الشقيرات) هم أعقاب شقيقه شقير, والشرفات هم أعقاب شقيقه شريف, وجميعهم ينحدرون من قبائل الزبيد وارتحلوا من الديار الشامية إلى شرقي الأردن.
وفي رسالةٍ تلقيتها شاكراً من الشيخ محمود الشرف شيخ عشيرة الشرف في البادية الشمالية(المفرق) يذكرُ الشيخ الشرف أنَّ عشيرة الشرفات لا تنحدر من قبيلة الزبيد وإنما هي عشيرة من عشائر أهل الجبل في البادية الشمالية, ويقول الشيخ محمود الشرف في رسالته:
بالنسبة لما يتردَّدُ من أن عشيرة الشرفات هي من عشائر الزبيد, فإنها ليست من عشائر الزبيد وإنما هي عشيرة مستقلة وتشكِّلُ واحدةً من عشائر أهل الجبل في البادية الشمالية التي تضمُّ أيضاً عشائر المساعيد والعظامات والزبيد والمقصود بالعشيرة التي تنحدر من سلالة الزبيد فهي عشيرة الشرف التي يجمعها بعشائر الشديفات صلة القربى والمودة والنسب وبعشائر السحيمات والشقيرات أيضاً حيث أنهم يجمعهم جميعاً أصول أجدادهم الأربعة سحيم وشريف وشقير وشديف الذين قدموا للأردن وفلسطين باستثناء أخيهم الأكبر شريف الذي استقرَّ مع عشيرته الأم الزبيد ولم ينتمِ إلى عشيرةٍ أُخرى, وهذا مثبَّتٌ في سجلات وقيود العشائر الأردنية والسورية وتتواجد حالياً عشيرة الشرف في البادية الشمالية بالمفرق والنهضة وجابر والبويضه(قضاء الرمثا).
ويوردُ المؤرِّخُ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء الأول من القسم الثاني من كتابه(بلادنا فلسطين) اسم عشيرة السحيمات ضمن أسماء ماوصفها بقبائل الكرك وهي عشائر الحباشنة والضمور والمبيضين والصرايرة والصعوب والنوايسة والقطاونة والشمايلة والعبيد والآغاوات والجلامدة والمحادين والمدادحة والذنيبات وبنوحميدة, وقد ذكرأسماء هذه العشائر دون تفاصيل. أما عشائرُ المجالية والطراونة والمعايطة والعمرو فقد قدَّم بعض التفاصيل عن جذورها. ويكرر كتاب(الصفوة جوهرة الأنساب الأردن) لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة الرواية التي تقول إن السحيمات فرقة من الضمور, وأن فرقة منهم رحلت إلى شمال الأردن وأنضمت إلى عشيرة الزيود من قبيلة بني حسن ويعرفون باسم العبدالله, ويشير البطاينة إلى أن عشائر الضمور في منطقة الكرك هم من ذرية العساسنة, ويذكر أنهم يتفرَّعون إلى الفروع التالية : الضمور - الطه - العضايلة - السحيمات- عيال ربيع وتحالف معهم المبيضين والبواليز والبنوين والجراجرة والكركيون (والصعوب أصلهم من قبيلة عنزة), كما يشير إلى أن هناك كثيرا من العشائر المسيحية التي تنتمي إلى الغساسنة في الأردن ولبنان وفلسطين.
يُنسب الغساسنة إلى جدهم جفنة فيدعون بنو جفنة, و هم بطن من مُزيقاء بن غسَّان من الأزد القحطانية, وجفنة كان أول ملوكهم في الشام قبل الإسلام بما يزيد على400 سنة
غساسنة القسطل والشوبك واذرح والجرباء والعقبه أرسلوا وفدا لمقابلة الرسول الكريم (صلعم) في تبوك, وساهموا في تحرير جنوب الأردن من الروم, فأكرمهم الرسول الكريم بإعفائهم من دفع الجزية
تعقيب حول عشيرة العناسوة »السلط«
عشيرة العناسوة »السلط« عشيرة مستقلة بذاتها, وتعود بجذورها إلى العلا في الحجاز
تلقيت من الأستاذ عبد الفتاح حمد الله العناسوة التعقيب التالي :
الأستاذ الفاضل زياد محمود أبو غنيمه المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
أقدر لكم جهودكم الشخصية حول ما ينشر أسبوعيا بصحيفة (المدينة) تحت عنوان (التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية) وأنا اعلم تماما منهجية دراستكم هذه, ولكن ما حملني على إرسال هذه الرسالة هو ما ورد بصحيفة (المدينة) العدد 68 والعدد 70 حيث لدي بعض التصويبات والإيضاحات راجيا أن يتسع حلمكم لها:
جاء في صحيفة (المدينة) العدد 68 تاريخ 6/2/2007 من خلال الدراسة عن عشيرة الخليفات للباحث حنا عماري في كتابه قاموس العشائر (...ويلتقون في أصولهم مع عشيرة العناسوة في السلط الذين يعودون بجذورهم إلى عين سينا).
وعن نفس الموضوع جاء بكتاب الصفوة للباحث طلال البطاينة) ومع عشيرة العناسوة السلطية التي تعود جذورها إلى سيناء ). ويبدو أن هذه الكتب اعتمدت كتاب بيك باشا مرجعا لها.
وجاء في صحيفة(المدينة) العدد 70 تاريخ 20/2/2007 تعقيبا من احد الباحثين من أبناء الخليفات ما يلي : ( ... وقد ضم إلينا العناسوة وهم من عين سينا ولا يربطنا بهم إلا المصاهرة).
إيضاح : لا توجد روابط جذور وأصول ما بين العشيرتين الكريمتين سوى التحالفات العشائرية القديمة والتي زالت أسبابها ودواعيها منذ زمن طويل, وهو تحالف التكافؤ والمساواة ولغايات المقاسم العشائرية القديمة للأراضي الزراعية حول السلط وجوارها إضافة للمصاهرة والمجاورة وليس هناك من روابط حاليا سوى الاحترام المتبادل ما بين العشيرتين الكريمتين حيث أن كل عشيرة قائمة بذاتها ولها شخصيتها الخاصة بها.
معلومة: (عشيرة العناسوة إحدى عشائر مدينة السلط تعود بجذورها إلى العلا في الحجاز قدم جدها الأول من العلا منذ أكثر من ثلاثة قرون وسكن البلقاء وبعد إقامته في البلقاء عدة سنوات اتجه وأولاده إلى عين سينا, وقرابة منتصف القرن الثامن عشر عاد حفيده إلى السلط واسمه عبد الله بن فارس واتخذها دار إقامة دائمة حيث سكن في حي وادي الأكراد وهو جد عشيرة العناسوة المقيمة في السلط).
عبد الفتاح حمد الله العناسوة - السلط
] ملاحظة : تلطف الأستاذ عبد الفتاح حمد الله العناسوة مشكورا بتزويدي بكشف بأسماء المراجع التي تناولت الحديث عن عشيرة العناسوة.