وزراء عشائر الدبابنة - السلط
عشائرالدبابنة: آل المعشر (المعاشير), وآل بخية, وآل إسحاقات, وآل الشحاتيت, وآل الحواتمه, وآل اللقوات, وآل جلدات, وآل السكَّر/ عساكرية, وآل فراج, وآل نفاع, وآل فنُّوش, وآل حبايبه, وآل أبو حوران
دبابنة السلط, ومدانات الكرك, وعمامرة الحصن, ودار شاهين عين عريك بفلسطين, ودار عبد الله بيرزيت بفلسطين, وعشيرة الكركية في سوريا, وعشيرة الشعور في الجليل بفلسطين, ودار شحادة وسعادة في بيرزيت يلتقون في أصول واحدة
نسب الدبابنة
تلتقي عشائر الدبابنة بصلة أبناء العمومة مع عشائر المدانات في الكرك, والعمامرة (آل عماري) في الحصن, ودار شاهين في عين عريك بفلسطين, ودار عبد الله في بيرزيت بفلسطين, وعشيرة الكركية في سوريا, وعشيرة الشعور في الجليل بفلسطين, ودار شحادة وسعادة في بيرزيت, فقد ارتحل أربعة من أبناء نمر الخازن الغساني بن عبد الله (القلزي) بن سليمان بن نمر وتفرَّقوا في بلاد الشام في منتصف القرن الثامن عشر (حوالي 1730 ميلادي), فاستقرَّ خليل في السلط وتشكَّلت من أعقابه عشائر الدبابنه, واستقر صالح في الكرك وتشكَّلت من أعقابه عشيرة المدانات, وارتحل قسم من أعقابه إلى الحصن وتشكَّلت منهم عشيرة العمامرة (آل عماري), واستقرَّ فرح في عين عريك وتشكَّلت من أعقابه عشيرة دار شاهين, وارتحل قسم من أعقابه إلى بيرزيت وتشكَّلت منهم عشيرة دار عبد الله, واستقرَّ نمير في قرية بسوريا وتشكَّلت من أعقابه عشيرة الكركية, وارتحل قسم من أعقابه إلى الجليل وتشكَّلت منهم عشيرة الشعور, وارتحل قسم إلى بيرزيت وتشكَّلت منهم عشيرة دار شحادة وسعادة.
وتتفرَّع عشائر الدبابنة إلى عدة عشائر فقد تشكَّلت من أعقاب عيسى بن يعقوب بن سليمان بن نمر الخازن الغساني (جد الدبابنة) عشيرة آل بخية, وتشكَّلت من أعقاب موسى بن يعقوب بن سليمان بن نمر الخازن الغساني عشيرة آل المعشر (المعاشير), وهكذا يكون آل بخية وآل المعشر أبناء عمومة, وتشكَّلت من أعقاب فريح بن بولص بن سليمان بن نمر الخازن الغسَّاني عشيرة آل الشحاتيت, وتشكَّلت من أعقاب اسحق بن بولص بن سليمان بن نمر الخازن الغساني عشيرة آل اسحاقات, وهكذا يكون آل الشحاتيت وآل إسحاقات أبناء عمومة.
ويذكر الباحث برهم يوسف هيشان المعشر في كتيب شجرة عائلة المعاشير/ الدبابنة أسماء عدة عشائر تنضوي تحت مظلة الدبابنة وهي آل المعشر (المعاشير), وآل بخية, وآل إسحاقات, وآل الشحاتيت, وآل الحواتمه (جدُّهم الأول سرور) وآل اللقوات, وآل جلدات, وآل عساكرية, وآل فراج, وآل نفاع, وآل فنُّوش, وآل حبايبه, وآل أبو حوران.
ويذكر كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري أنَّ جد عشيرة الحواتمه (الدبابنة) هو سرور, وأنهم يتفرَّعون إلى الحواتمه والفليحان (جدُّهم سليمان) وإلى العبدات والدقم واللياسات (جدُّهم يعقوب).
ويذكر عمَّاري أن عشيرة آل فراج ارتحلت من لبنان إلى قرية دبين القريبة من جرش , ثم انتقلت إلى السلط وانتسبت إلى عشيرة الدبابنة, وجدُّهم الأعلى هو خليل بن فرَّاج, ويذكر أنهم يقولون إنهم أقرباء لعائلة آل فراج في القدس (التي منها الوزير المهندس فؤاد فرَّاج).
ويذكر كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري أن عشائر الدبابنة تضم عشائر المعشر (المعاشير) والسكر والحواتمة والعساكرية والحنانيات والجلدات والسحاقات والفراج والحبايبة ونفاع واللقوات وفنوش وأبو حوران والناعوري والشحاتيت, وتعتبر عشائر الدبابنة, مجتمعة, من أكبر العشائر المسيحية بالأردن.
ويذكر كتاب (تاريخ شرقي الأردن وقبائلها) لمؤلفه الضابط الإنجليزي فريدريك.ج. بيك أن دبابنة السلط وهم من طائفة الروم الأرثوذكس قدموا إلى السلط من قرية دِبِّين من أعمال حوران (كانت منطقة عجلون في شمال الأردن تحسب من مناطق حوران السورية, وكانت شرقي الأردن وفلسطين تشكلان الجزء الجنوبي من سوريا الطبيعية, وكانت سوريا ولبنان تشكلان الجزء الشمالي من سوريا الطبيعية), وقد أخذوا اسمهم (الدبابنة) من اسم قرية دِبِّين, وللدبابنة أقارب في الكرك هم عشيرة المدانات, وفي الحصن هم عشيرة العمامرة (آل عمَّاري), ويشير بيك إلى أن الدبابنة يتوزَّعون على خمس فرق هي: الحواتمه, والشحاتيت والمعاشير, والحنانيا, والمعامرة, والعساكرة .
ويعزِّز كتاب (السلط وجوارها من عام 1864 1921 م) لمؤلفه الدكتور جورج فريد طريف داود الرواية التي تشير إلى أن عشائر الدبابنة تضم عشائر المعاشير (آل معشر) والحواتمه والشحاتيت والحنانيا والعساكرية (العساكرة) والجلدات, ويضيف إليها عشيرة السكر.
ويذكر كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري أن الدبابنة, من عشائر الأردن المسيحية, أصلهم من آل الخازن مشايخ كسروان في لبنان, هاجروا من لبنان على إثر الهجمات المغولية على البلاد السورية في القرن الرابع عشر الميلادي, والتي كان آخرها غزوة تيمورلينك على حلب, حيث استباحها لجنوده ثلاثة أيام, وقتل من أهلها حوالي عشرين ألف نفس وقطعت رؤوسهم ونضدت في كومة بلغ علوُّها عشرة أذرع (ذكر ذلك في كتاب عجائب المقدور في أخبار تيمور صفحة 94 و95 لإبن عربشاة).
ويورد عمَّاري رواية تقول إن أربعة أشقَّاء من آل الخازن, هم فرح وخليل وصالح ونمير, تصحبهم زوجاتهم وأولادهم إرتحلوا إلى منطقة الكرك, معقل الكثير من المسيحيين آنذاك ومنهم العُزيزات والمعاعية (المعايعة), وكانوا يحظون باحترام وتقدير سكان الكرك والقرى المجاورة القريبة منها, وكان الأشقَّاء الأربعة قد تركوا بلاد الأرز لبنان التي كان يتصارع فيها الأمراء المعنيون والشهابيون والدولة العثمانية, واختار الأشقَّاء الأربعة الإقامة في مدين بجوار الكرك, وبسبب الظروف الصعبة وعدم الإستقرار والغزو والنهب الذي كان يتعرض له السكان من بعض البدو في تلك المرحلة, قرر الأشقَّاء فرح وخليل ونمير الخروج من المنطقة ليبحثواعن موقع آخر يكون أكثر أمناً واستقراراً, فاتجهوا شمالاً حتى حطُّوا رحالهم في قرية دِبِّين بجوار جرش, تاركين شقيقهم صالح في منطقة الكرك لتتشكَّل من أعقابه عشيرة المدانات التي سمِّيت بهذا الإسم نسبة إلى بلدة مدِّين التي سكنتها, وبعد أن ضاقت الأرض بنسل فرح وخليل ونمير قطع فرح ونميرالشريعة (نهر الأردن) غرباً إلى فلسطين, وحطَّا رحالهما في عين عريك, بينما نزحت ذرية خليل إلى الحصن لتتشكل منهم عشيرة آل عمَّري/ العمامرة, وارتحل قسم إلى السلط لتتشكل منهم عشيرة الدبابنة نسبة إلى بلدة دِبِّين التي قدموا منها.
ويتحدث عمَّاري عن عشيرة تحمل إسم الدبابنة من عشائر فلسطين وهم أقارب لعشيرة عودة في ترقوميا ومساكنهم في مجدل الصادق, ولم يذكرإن كانت مسيحية أم مسلمة, ولكن الأستاذ برهم يوسف هيشان المعشر الدبابنة ذكر لي أنها عائلة مسيحية.
ويذكر الباحث برهم يوسف هيشان المعشر/ الدبابنه في رسالة تلطف مشكوراً بإرسالها لي أن الدبابنة قدموا إلى بلاد الشام من اليمن, بعد إنهيار سد مأرب العظيم الذي بناه عبد شمس ملك اليمن المعروف بسبأ في مدينة مأرب في عهد الإسكندر ذي القرنين لتجتمع إليه مياه المطر المنحدرة من الجبال, و كان لكل بيت خط من الماء يصل إليهم بقنوات لشربهم وري أراضيهم, وفي إحدى السنين أمطرتهم السماء مطراُ وابلا فأنهار السد ليلاُ في أواخر القرن الثالث للميلاد فجرفت مياه السد المتدفقة المدينة وما حولها فتفرَّق أهل مدينة سبأ, وأصبح تفرُّقهم مضرب المثل فقيل (تفرَّق القوم أيدي سبأ), ورحل منها على أثر ذلك ثماني قبائل أنشأت بعضها دولة الغساسنة في الشام, وأنشأت بعضها دولة المناذرة في العراق, وتنصَّر الغساسنة (دخلوا في المسيحية) وكانوا عمالا عند الروم, واستمرُّوا على دين النصرانية إلى أن فتح العرب المسلمون الشام سنة 638 ميلادي فانحلَّت دولتهم وأسلم من أسلم منهم, وظل من بقي منهم في بلاد الشام يدينون بالمسيحية, وخاصة في كسروان بلبنان وأذرع و حوران وجوارها.
ويذكر الباحث المعشر أنه في أواسط القرن الرابع عشر هاجر أربعة أشقَّاء لنمر بن سليمان بن نمر الخازن الغسَّاني وهم فرح وصالح وخليل ونمير مع زوجاتهم وعائلاتهم من لبنان على أثر الهجمات المغولية على البلاد السورية والتي كان آخرها غزوة تيمورلنك على حلب, واستقرُّوا في منطقة الكرك معقل الكثير من العائلات والعشائر المسيحية كالعُزيزات والمعايعة الذين كانوا يلاقون كل الاحترام والتقدير من سكان الكرك والقرى المجاورة, وذلك منذ عهد الرسول محمد (صلعم) وقد اختار الأشقَّاء الأربعة الإقامة في قرية مدين القريبة من الكرك وذلك لفترة من الزمن ثم انتقلوا بعدها إلى أدر/ الكرك, وبسبب السلب والنهب والغزو قرر الأشقَّاء الخروج من الكرك إلى منطقة أكثر أمنا واستقرارا فاتجهوا شمالا حتى حطُّوا رحالهم في قرية دِبِّين القريبة من جرش تاركين وراءهم أخاهم صالح الذي رغب في البقاء في مدينة الكرك لتنحدر منه عشيرة المدانات.
ولم يطل بقاء الأخوة فرح ونمير في دِبِّين مدَّة طويلة فقرروا الذهاب إلى فلسطين ليستقرُّوا في الطيبة (طيبة بني سالم) وبير زيت وعين عريك و الزبابدة و جفنة, وغيرها من المدن الفلسطينية وكان ذلك عام 1700 ميلادي.
أما خليل فبقي في دبين حتى ضاقت الأرض بذريته وكان ذلك بعد عام 1700م, وبسبب الظروف الاجتماعية القاهرة رحلت عشيرة الدبابنة إلى السلط, أما الإبن الثاني من ذريَّة خليل فارتحل إلى الحصن بجوار اربد وأنشأ عشيرة العمامرة (جدهم سليمان أبو هموس), ولهم أقارب في حمص/سوريا.
وقد وضع الأستاذ شحادة الخوري رحمه الله تاريخاً وافياً لعشيرة العرانكة وأنسابها من عهد الجدِّ الأوَّل إلى سنة 1930 ميلادي, و حرَّر في اليوم الخامس عشر من شهر آب لسنة 1940 من قبل الأستاذ نقولا يعقوب الخوري, و قد جدِّدت شجرة العرانكة بتاريخ 1/11/1981 من قبل السيد شفيق الياس شاهين رحمه الله, وكذلك وضع الأستاذ برهم يوسف هيشان المعشر تاريخا وافيا لعشيرة الدبابنة, وأعدَّ ورتَّب شجرة عائلة المعاشير من عشيرة الدبابنة من عهد الجدِّ الأول سليمان بن نمر الخازن الغساني في أواخر القرن الرابع عشر و حتى تاريخنا هذا, ويحتفظ بشجرة لعشيرة المعاشير ونسبها وتقسيماتها, وكذلك عشيرة الدبابنة وحمايلها الفرعية المختلفة وأصول تسميتها الى جانب الرواية الصحيحه لتاريخ هذه العشيره العريقه في النسب والتي أنجبت رجال السياسة والحكم وكثيرا من المثقفين والمتعلمين. (انتهت رسالة الأستاذ برهم يوسف هيشان المعشر).
وتقول رواية أخرى إنَّ جذور عشيرة الدبابنه تمتدُّ إلى عشيرة بني معلوف اللبنانية التي تنحدر من قبيلة غسَّان من الأزد القحطانية , وفي هذا الصدد يذكر الباحث فائز بن أحمد أبو فرده في رسالة بعث بها إلي المعلومات التالية:
.1 يقول عيسى اسكندر المعلوف في (دواني القطوف):
وفي دِبِّين بقضاء عجلون قرب جرش, وفي السلط وما يجاورها أُسرٌ تَدَّعي أنها من سلالة بني المعلوف (حاشية ص 152-153).
.2 وينقل المعلوف عن ظاهر خير الله الشويري أن أسرته بني صليبا أوالصليبي من بني المعلوف, منهم فرع الحكيم في السلط وفرع آخر في الكرك.( دواني القطوف, ص152).
.3 ويقول المعلوف: وفي قضاء البلقاء أُسرٌ تدَّعي أنَّ أصلها معلوفي وهي تُلَقَّب بالدبابنة نسبة إلى دبِّين في قضاء عجلون قرب جرش حيث نشأت هناك وتفرقت (حاشية ص 378 ).
.4 ويضيف قائلاً في موضع آخر:
إنَّ بعض أنسباء المعلوفيين تركوا حوران وابْتَنوا دِبِّين في قضاء عجلون, فبقي بعضهم فيها, والآخرون انتشروا في السلط والكرك والشوبك وحوران وغيرها, والذين بقوا في نواحي الكرك والشوبك لُقِّبوا بالدبابنة نسبةً إلى موطنهم هذا (دواني القطوف ص 683).
وبنو المعلوف غساسنةٌ من الأزد, وجدُّهم إبراهيم المعلوف الغساني جدُّ الأسرة المعلوفية, وأنسباؤهم جرجس وإلياس وهم جميعاً من غسّان (الدواني ص 142- 144).
لمحة عن قرية دبين (قرية الدبابنة)
تعتبر قرية دِبِّين من ضمن أراضي جرش, ويحدُّها شمالا قرية نحلة و جنوباً الجزارة وغرباً جبل الأقرع , وترتفع دبين 800 م عن سطح البحر, ويوجد في دِبِّين مسجد وكنيستان, واحدة للإنجيليين, والأخرى للروم الأرثوذوكس تسمى دير السيدة العذراء (ينبوع الحياه), ويعتبر هذا الدير أول دير في شرق الاردن للرهبنة ولتعليم اللاهوت لرجال الدين, وتشتهر دِبِّين بهوائها النقي والسكينة, وتكثر فيها أشجار اللزاب والبطم و الملول والبلوط
جذور عشائر الغساسنة
لعل من المفيد تقديم هذه النبذة التي أعدها الباحث الأستاذ برهم يوسف هيشان المعشر/ الدبابنة, عن قبيلة الغساسنة التي ينحدر منها عشائر الدبابنة والكثير من العشائر في الأردن وفلسطين:
يُطلق على الغساسنة اسم آخر هو آل جفنة نسبة الى جدهم (جفنة), وقد هاجر الغساسنة من بلادهم اليمن في منتصف القرن الخامس للميلاد بعد أن كانت نجران عاصمة المسيحيين العرب, وكان أغلب سكانها هم أصل الغساسنة فيما بعد, وقد استقرُّوا في الاردن وتدمر وحوران والعاقورة بطريق الشام, اما الذين استقرُّوا في جنوب الاردن فقد استوطن قسم منهم ارضا يقال لها أذرح (وتقع هذه المدينة الى الغرب من مدينة معان في جنوب الأردن), وهناك قسم آخر هاجر الى الشمال وأنشأوا فيما بعد دولة الغساسنة, وجعلوا عاصمتهم ( بصرى- أسكي الشام) وكانت عاصمة لمملكة الغساسنة الممتدة من حوران شمالا الى العقبة الاردنية جنوبا, وقد بنوا الكنيسة الكبرى في أذرح عام 536 ميلادي, وينسب بعض المؤرخين للغساسنة بناء قصور القسطل والمشتى والحلابات والزرقاء في الأردن, أما الأسباب الرئيسة لهجرتهم وتركهم لبلادهم فيرجع إلى ما تعرض له المسيحيون في اليمن من ضغط ديني وسياسي واقتصادي, حيث كان يحكم اليمن الملك ذو النواس, وكانت في اليمن أعداد كبيرة من اليهود المتنفِّذين الذين كان بيدهم اقتصاد البلاد, وقد أثَّروا على الملك ذو النواس الذي تذكر بعض المراجع أنه كان على دين اليهودية, ومنها كتاب (التاريخ الغشَّاني العريق لبلدة عين عريك) لمؤلفه الباحث إبراهيم سلامة الخوري وضغطوا عليه ليطلب من المسيحيين اعتناق الدين اليهودي أوالقتل, وقد فضَّلوا الإستشهاد عندما ألقى بهم ذوالنواس في أخدود كبير وأشعل عليهم النيران (ذكرت هذه الحادثه في القران الكريم الذي وصفهم بِأصحاب الأخدود), وتذكر بعض المراجع أن حادثة الأخدود كانت في عام 523 م, اما الذين نجوا بأرواحهم فهربوا الى الشمال عن طريق ساحل البحر الاحمر حتى وصلوا الى جنوب الأردن, وتزايدت هجرة المسيحيين بعد إنهيار سدِّ مأرب في اليمن وانفجاره وتدفق مياهه في السهول والوديان مما أغرق المدن الآمنة, وتذكر بعض المراجع أن إنهيار السدِّ كان ما بين عامي 542م 570 م.
وكانت البلاد الشامية تحت سيطرة البيزنطيين عندما أسَّس الغساسنة مملكتهم التي بسطت نفوذها على أجزاء واسعة من بلاد الشام, وكان من أشهر ملوكها جِبِلَّة بن الأيهم والحارث بن جِبِلَّة الذي انتصر على المنذر بن ماء السماء اللخمي في يوم حليمة المشهور, والملك المنذر بن الحارث 569-581 ميلادي الذي حارب المناذرة وأحرق عاصمتهم الحيرة, والملك النعمان بن المنذر.
وقد منحت الامبراطورية الرومية البيزنطية للغساسنة حكما ذاتيا وكان دورالغساسنة مقابل ذلك حماية الحدود الشرقية والجنوبية للامبراطورية البيزنطية, وإلى الغساسنة يُنسب بناء القسطل والشوبك وأذرح والجرباء والعقبة, وقد أرسل سكان هذه المدن من المسيحيين الغساسنة وفودا لمقابلة الرسول الكريم (صلعم) قبيل غزوة تبوك التي مهَّدت لاحقا لتحرير جنوب الأردن بدون قتال لان المنطقة كانت تحت سيطرة العرب الغساسنة الذين بقوا عربا مسيحيين, ولم يدفعوا الجزية لأنَّ الرسول الكريم تسامح معهم تقديرا لدورهم في اتفاقية تبوك, وإكراما للزيارة التي قام بها صاحب السيادة يوحنا بن رؤية مطران العقبة للرسول الكريم .
والجديربالذكرأن العرب الغساسنة احتفظوا بمظاهر عروبتهم احتفاظا كاملا تمثل باللغة والاتصال المباشر مع الجزيرة العربية ثقافيا واقتصاديا وكان الغساسنة أقرب وجود عربي اثناء الفتوحات العربية الاسلامية .
وقد ذكر الأستاذ عيسى اسكندر المعلوف في كتابه (دواني القطوف) وكذلك الاستاذ نجيب الأحمر في كتابه (فلسطين تاريخا و نضالا) بأن العرب الذين يعود نسبهم الى الغساسنة هم العشائرالتالية:
ال الخازن ولهم صلة قربى بعشيرة الدبابنة في السلط وفلسطين, وال معلوف ولهم علاقة مع عائلة ابي شديد الملقب بالحداد, وال قعوار, والحدادين وعائلات اخرى, وهذه العائلات سكنت الشوبك والكرك وجنوب الاردن.
وهناك عشائر كركية مسلمه تنتسب الى عشائر الغساسنة وهي :
عشيرة الضمور, وعشيرة السحيمات, وعشيرة الصعوب, وعشيرة العضايلة, وعشيرة الكركية, وعشيرة البواليز, وعشيرة المبيضين, وعشيرة الجراجرة, وعشيرة السميرات, وعشيرة البنويين.
وكذلك يوجد عشائر اردنية مسيحية من بقايا العرب الغساسنة في منطقة عجلون وهم بنو زيدان وعصبتهم بنو جريس.
ويذكر كتاب (التاريخ الغسَّاني العريق لبلدة عين عريك) أن الغسَّانيين ينسبون أنفسهم إلى قبيلة قديمة من عرب جنوب الجزيرة العربية كان يرؤسها عمر ميزيقياء إبن عامر ماء السماء, ويذكر الرحالة البكري الصدِّيقي أن جدَّ غسَّان من المرجئة وغسَّان جذام بطن من الصدف والصدف قبيلة من حِمْيَر.
الدبابنة ينحدرون من آل الخازن مشايخ كسروان في لبنان, هاجروا من لبنان على إثر الهجمات المغولية على البلاد السورية في القرن الرابع عشر الميلادي
رواية: عشائر الدبابنة تمتدُّ إلى عشيرة بني معلوف اللبنانية التي تنحدر من قبيلة غسَّان من الأزد القحطانية
من بريد القراء الكرام حول عشيرة الساعد
تلقيت من الدكتور رشاد الساعد الرسالة التالية: الأخ العزيز زياد أبو غنيمة المحترم.
تحية وبعد,
إن موضوع العشائر الاردنية والفلسطينية هو تاريح عريق وموضوع شيق وآمل منك ان كان هناك معلومات عن عشيرة الساعد وغانم والعلاقة بينهما, وهل لاسم الساعد علاقة بحليمة السعدية مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم..?
} الدكتور رشاد الساعد
الساعد, الغانم
يذكر كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري أن الساعد من عشائر فلسطين, ومساكنهم في باقة الشرقية الواقعة شمالي طولكرم, ولم يعط تفاصيل عن جذور العشيرة.
ويورد عمَّاري أسماء (4) عشائر وعائلات تحمل اسم الغانم على النحو التالي:
.1 غانم الجمالية: من عشائر فلسطين, أصلهم بين الكوالحة بالشوبك ووادي موسى, وينتمون إلى الخورة, ومساكنهم في حارة العرارة ببيت جالا.
.2 غانم: من عشائر فلسطين, أصلهم عشيرة طناش, من عشيرة حسين في الشوبك والكرك, ويقال ان لهم صلة قرابة مع دار الطويل, ويسكنون في دير الغصون.
.3 غانم: من عشائر فلسطين, من بقايا عرب الغساسنة, هاجر أجدادهم إلى وادي موسى في أواسط القرن السابع عشر الميلادي, وهم فرع من عشيرة هلال من آل أبو فرحة, ويسكنون في بيت ساحور.
.4 غانم في قرية عجلون/ الحليل.
ويورد كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب اسم عائلة تحمل اسم ساعد في باقة الشرقية/ طولكرم, ويورد اسم عائلة تحمل اسم الساعد في طولكرم.
ويورد شرَّاب أسماء (18) عشيرة وعائلة فلسطينية تحمل اسم غانم تتوزع على زيمر وبيت دجن ونابلس وجلبون وسيلة الظهر والخليل ورفح ورام الله وطولكرم وصوريف وغزة والبريج وجنين ودير الغصون وبرقين وساجور وكفرقود وبيت ساحور.
ويتحدث المؤرخ مصطفى مراد الدباغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) عن عشيرة تحمل اسم (بني غانم) في منطقة نابلس, ويذكر أنهم ينحدرون من نسل غانم بن علي الأنصاري الخزرجي, ويشير إلى مقام يقع على جبل جرزيم يضمُّ رفات أحد رجالات عشيرة بني غانم ويرجِّح الدبَّاغ أنه غانم بن عيسى بن موسى بن الشيخ غانم وأنه توفي عام 770 هجرية.
ويؤسفني أنني لم أعثر في المراجع المتوفرة لدي على ما يشير إلى وجود أوعدم وجود علاقة لعائلة الساعد بحليمة السعدية مرضعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.