التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية - تتمة عشيرة المجالية ( آل المجالي )
المدينة نيوز - تحدثت في الحلقتين السابقتين عن وزراء عشيرة آل المجالي ( المجالية ) وعن جذورها وذكرت أن الباحثين في جذور عشيرة المجالية الكركية يوردون روايتين مختلفتين عن جذور المجالية ، رواية تردُّ المجالية إلى الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري اللخمي ( قبيلة لخم القحطانية ) وتجمعهم هذه الرواية في نفس الجذور مع عشيرة التميمية ( آل التميمي ) في الخليل ، وأحيانا مع عشيرة المعايطة وعشيرة البيايضة في الكرك ، ورواية ثانية تردُّهم إلى تميمُ بن مُر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان جد العرب العدنانية ، وأوردت رواية ثالثة ينفرد بإيرادها الجزء الخامس من كتاب ( موسوعة قبائل العرب ) لمؤلفه الباحث عبد الحكيم الوائلي وهي رواية مختلفة تذكر أن ( المجالي ) أصلهم من مدينة الخليل بفلسطين ، وهم من الحويطات ، من بني هاشم من قريش ، من العدنانية بوادي الحسا وجنوبه الغربي .
ويُـعزِّز المؤرِّخ إحسان النمر في الجزء الثاني من كتابه ( تاريخ جبل نابلس والبلقاء ) الرواية التي ترُّ المجالية إلى الصابي الجليل تميم بن أوس الداري اللخمي ( قبيلة لخم القحطانية ) حيث يورد النمر إسم عشيرة المجالية وإسم عشيرة المعايطة الكركيتين مع أسماء العشائر التميمية ( التميميون ) ويقول النمر : " يوجد تميميون ينسبون لبي تميم وآخرون إلى تميم من الهاشميين ، إلا أن تميميي بلادنا ينسبون إلى تميم الداري إين رقية بنت الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري رضي الله عنه الذي أقطعه الرسول صلى الله عليه وسلم إقطاعا في حبرو الخليل قبل الفتح كما هو وارد في كتاب الإنطا وهو أول وقف في الإسلام " .
ويُـعزِّز كتاب ( التميميون الداريون في بلاد الشام ومصر ) لمؤلفه الباحث عبد الرحمن التميمي الرواية التي تقول إن المجاليةهم ذرية جلال التميمي من آل تميم بن أوس بن حارثة( خارجة ) بن سود ( سواد ) بن جذيمة ( حذيفة ) بن ذراع ( دراع ) بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن مالك ( لخم ) بن عدي بن الحارث بن مرَّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عُـريب بن زيد بن كهلان بن سبأ ( وهو سبأ الأكبر واسمه عامر ، ولقبه سبأ ) بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، ويـُـعزِّز التميمي الرواية التي تقول إن جلال بن شديد التميمي الداري هو جد ُّ آل المجالي الذي أطلق عليه وعلى عشيرته من بعد إسم ( المجالي ) وذلك لحادثة حدثت له ومن جلى معه من قومه من الكرك عائدا الى الخليل مرة ثانية ثم رجوعه الى الكرك بعد سبعين عاما من نفيه من قبل بعد حملة الجوربجي المشهورة على الكرك سنة 1081هـ - 1670م واصطدم مع جموع " التميميين " في الكرك وبسط نفوذه على قلعة الكرك من جديد وهذا يؤكد انه كان في الكرك تميميون داريون في تلك الفترة .
أما الرحاله السويسري بير كهارت الذي زار الكرك في عام 1812م فقد أورد إسم شيخ مجالية الكرك في حينه على النحو التالي " الشيخ يوسف المجالي المزروعي التميمي " مما يشير إلى أن بيركهارت يُـرجـِّـح الرواية التي تردُّ المجالية إلى تميم النجدية العدنانية ، فلقب المزروعي هو نسبة إلى رميزان بن سعيد بن مزروع من بني حمَّاد من بني تميم النجدية .
وقد لاحظت أن معظم التعقيبات التي وردتني مؤيدة للرواية التي تردُّ المجالية إلى قبيلة بني تميم النجدية نافية أن يكون المجالية من أعقاب الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري تستند إلى ما أوردته بعض المراجع من أن الصحابي الجليل لم يُـعقـِّـب أولادا ذكورا ، ومن هذه التعقيبات ( على سبيل المثال لا الحصر ) ما جاء في رسالة وردتني في وقت سابق من المحامي الأستاذ سلطان ماجد المجالي من أن المجالية هم على وجه الدقة من بني تميم ( العدنانية ) وليسوا كما يظن الكثيرون أنهم من سلالة الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري اللخمي ( لخم القحطانية ) ، وذلك لسبب واحد على الإقل وهو أن الوثائق الدقيقة تقول إن ذلك الصحابي الجليل لم يُـعقـِّـب أبناءاً أبداً ، وفي مواجهة هذه الرواية التي تقول إن الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري لم يُـعقـِّـب كتب الدكتور نادر أسعد بيوض التميمي دراسة تنفي ما يقال من أن الصحابي تميم بن أوس الداري رضي الله عنه لم ينجب أبناءا ، ويقول الدكتور نادر التميمي إن أول من جاء بهذا الادعاء هو الحافظ الفسوي في كتابه (المعرفة والتاريخ) ثم تبعه في ذلك الحافظ بن عبد البر وعنه نقل الآخرون الذين يقولون بهذا القول , لكني أردُّ على هذا القول بما يلي:
أولاً: حديث الإنطاء الذي أعطى بموجبه الرسول عليه الصلاة والسلام ارض الخليل لتميم واخوته وذرياتهم من بعدهم والذي يعرف الآن بوقف الصحابي تميم بن اوس الداري, والذي تبلغ مساحته 85 الف دونم بحسب احصاء دائرة الاوقاف الإسلامية بالخليل. فقد جاء في حديث الإنطاء والذي روته كتب الحديث والتاريخ والسير منها كتاب (الطبقات الكبرى لابن سعد), و (التاريخ الكبير لابن عساكر)و(حسن المحاضرة للسيوطي)و(السيرة الحلبية)و(نهاية الإرب في فنون الادب للنويري)و(مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لفضل الله العمري)و(تاريخ دمشق)و(السيرة النبوية لدحلان)و(الضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري للمقريزي)و(الخراج لأبي يوسف)و(الانس الجليل في تاريخ القدس والخليل)وغيرهم من المراجع الكثيرة.
أما نص الحديث كما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام فهو ((هذا ما انطى محمد رسول الله لتميم واخوته ،حبرون والمرطوم وبيت عينون وبيت ابراهيم,وما فيهن نطية بتَ برمتهم ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم ,فمن آذاهم آذاه الله,فمن آذاهم لعنه الله,شهد عتيق بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب شهد وكتب))-راجع التاريخ الكبير لابن عساكر- مجلد 3\ص953- وما قد ذكرت من المراجع .
إن الملاحظ في نص الحديث السابق هو ذكر العقب وهم ذرية تميم واخوته رضي الله عنهم , والذين ينفون الذرية لتميم واخوته يخالف ما جاء به الحديث الشريف والذي أخذت به جميع الدول الإسلامية المتعاقبة .
ثانياً: إن بعض حفاظ الحديث النبوي الشريف والذين برزوا بعلم الرجال وممن شهدت الامة لهم بالاستقامة والامانة وأخذت عنهم ذكروا ابنا لتميم كان من رواة الحديث , فقد جاء في (حلية الأولياء وطبقات الأصفياء) للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني المتوفى سـ430هـ ـنة /المجلد الثاني/ج3/ص(275)/نشر دار الكتاب العربي/بيروت-لبنان/ط ثالثة سنة 1400هـ-1980م,قال: ((حدثنا أبو حامد بن جبلة,حدثنا محمد بن إسحق حدثنا حتاد بن العربي حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ,قال:أخبرني كثير بن تميم الداري, قال: كنت جالساً مع سعيد بن جبير فطلع عليه ابنه عبدالله بن سعيد,وكان به من الفقه,فقال: إني لأعلم خير حالاته,فقال: وما هو؟قال: أن يموت فاحتسبه)), فكثير بن تميم الداري من رواة الحديث الشريف وهذا رد واضح على من ينفي الخلفة لتميم الداري, كما أن الحافظ بن حجر ذكر ان لتميم خلفة من الذكور في كتابه (الخبر الجليل في خبر الخليل)وهو كتاب مخطوط موجود في جامعة الأزهر في مصر,أراد الحافظ بن حجر من خلاله الرد على من يقول بعدم وجود خلفة لتميم وتصحيح ما كان يظنه بعدم وجود خلفة لتميم من الذكور.
ثالثاً:إن ابناء تميم تواجدوا ولايزالون في الخليل من أيام تميم إلى اللحظة,فلم ينقطعوا أبداً عن بلدهم رغم احتلالها أكثر من مرة , كما أن أهل المنطقة يعرفونهم بأنهم من ذرية الصحابي تميم الداري وينادونهم بالتميمية وهم أمناء على نسبهم كما قال الرسول الكريم((الناس أمناء على أنسابهم)),هذا كما أن نفي الأنساب من الكبائر ، بالإضافة إلى اعتراف الدول الإسلامية المتعاقبة وحتى من احتل المنطقة والخليل بان هؤلاء هم أبناء تميم الداري رضي الله عنه, وبالتالي كانوا يقرُّونهم على ما هم عليه من النسب والوقف المربوط بهم, فلا يمكن لأمر كهذا أن يمر على تلك الدول دون التأكد والتحقق لأن في ذلك إعطاء مدينة كاملة مهمة لهذه الذرية, فقد حاول الإنجليزعند احتلال الخليل في الحرب العالمية الأولى إنكار هذا الإنطاء إلا أن آل التميمي قاموا برفع دعوى قضائية ضد سلطة الاحتلال في المحكمة العليا,فحكمت المحكمة بصحة الإنطاء وأعادت الوقف إلى أبناء تميم .
ويورد الموقع الإلكتروني لملتقى القبائل العربية أسماء ابناء الصحابي الجليل تميم بن اوس الداري وهم : 1 ) رُقيـَّة بنت تميم بن أوس الداري ، 2 ) كثير بن تميم بن أوس الداري ، 3 ) يزيد بن تميم بن أوس الداري ، 4 ) أيوب بن تميم بن اوس الداري ، ويذكر الموقع أن كثير بن تميم بن أوس الداري يرُزق بولد أسماه عبدالله ، وأن يزيد بن تميم بن اوس الداري رُزق بولد أسماه عطاء ، وأن عبدالله بن كثير بن تميم بن أوس الداريرُزق بولد أسماه سعيد .
الكاتب زياد ابو غنيمة