جد الطعامنة والعكارشة .. جاء إلى شرقي الاردن من مصر .. ونزل قرب الفحيص

شغلَ القاضي / المحامي الأستاذ بشارة إبن غصيب إبن سلامة إبن عودة الله إبن نصر إبن الخوري خليل إبن الخوري إبراهيم إبن طعمه  إبن الرجل المصري القادم إلى الأردن المنصب الوزاري ثمانيَ مرَّات , أولاها عندما شغل  منصب وزير العدلية في حكومة الرئيس سمير الرفاعي المشكَّلة في 4/2/1947م , ثمَّ شغلَ منصبَ وزير المواصلات في تعديل جرى في 1 / 3 / 1951 م على حكومة الرئيس سمير الرفاعي المشكَّلة في 4 / 12 / 1950 م , وشغل منصب وزير  المالية في حكومة الرئيس سعيد المفتي حبجوقة القبرطاي المشكَّلة في 30/5/1955م ,وشغل نفس المنصب في حكومة الرئيس هزَّاع المجالي المشكَّلة في 15 / 12 / 1955م ,  ثمَّ شغلَ نفس المنصب في حكومة الرئيس سعيدالمفتي المشكَّلة في 22/5/1956م, ثمَّ شغلَ منصبَي وزير المالية ووزير الزراعة في حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكَّلة في 1/7/1956م , ثمَّ منصبي وزير العدلية ووزير الأشغال العامة في تعديلٍ جرى في 13/7/1957م على حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكَّلة في 24/4/1957م , وشغلَ منصبَ وزير الأشغال العامة في حكومة الرئيس بهجت التلهوني المشكَّلة في 7/10/1967م , وكان القاضي المحامي الأستاذ بشارة غصيب  من الرعيل الأول من الروَّاد من رجالات الحركة الوطنية الأردنية الذين واكبوا تأسيس الإمارة الأردنية الهاشمية وواكبوا تطورها بعد إنتقالها إلى العهد الملكي ,وكان ناشطا في العمل السياسي , وبدأ مشواره في العمل الحزبي مؤسساً في - الحزب العربي الأردني -  الذي يظهر بوضوح أن مؤسِّسيه قدَّموا هويته العروبية على هويته الإقليمية  حيث كانت المشاعر العروبية والوحدوية متأججة في صدور الأردنيين , والجدير بالذكر أن مشاركة المحامي بشارة غصيب وزيرا للعدل في حكومة الرئيس سمير الرفاعي المشكَّلة في 4/2/1947م كانت بصفته ممثلا للحزب العربي الأردني مع الوزير المحامي سليمان النابلسي , وبعد أن توقف نشاط الحزب العربي الأردني إبتعد المحامي بشارة غصيب عن العمل الحزبي إلى أن عاوده الحنين إليه فشارك عضواً مؤسِّساً في حزب الأمة الذي أسَّسه وتزعَّمه الرئيس سمير الرفاعي في 7 / 7 / 1954  م ,  ويلاحظ أن المحامي بشارة غصيب لم يشارك في الحكومة الحزبية التي شكَّلها في 29 / 10 / 1956 م زميله في تأسيس الحزب العربي الأردني المحامي سليمان النابلسي بعد أن فاز حزبه - الحزب الوطني الإشتراكي - والأحزاب القومية واليسارية المتحالفة معه بأغلبية نيابية في الإنتخابات التي جرت في 21 / 10 / 1956 م , وكان المحامي بشارة غصيب أحد الفائزين في تلك الإنتخابات عن دائرة السلط الإنتخابية التي خاضها كمستقل .
وقد تحدثت بتفاصيل أشمل عن الوزير القاضي / المحامي الأستاذ بشارة غصيب في الحلقة المنشورة في عدد (المدينة) الصادر في 4 / 8/ 2008م  , وقد نشرت الحلقة في الجزء الثاني من كتابي (التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية) .

منتقلا من منصب الأمين العام لوزارة المياه والري شغل المهندس حازم الناصر منصب وزير المياه في تعديل جرى في16/6/2001م على حكومة الرئيس المهندس علي أبو الراغب المشكَّلة في 19/6/2000م , ثمَّ استمرَّ في شغل نفس المنصب في حكومتي الرئيس أبو الراغب المشكَّلتين في 14/1/2002 م و21/7/2003م , ثم استمرَّ في نفس المنصب في حكومة الرئيس فيصل عاكف الفايز المشكَّلة في 25/10/2003م , ويعتبر المهندس حازم الناصر من القلة من الوزراء الذين شغلوا الكرسي الوزاري الذي يتلاءم مع تخصُّصهم العلمي , فهو حاصل على شهادة الدكتوراه من الجامعات الألمانية في علوم المياه في عام 1991 م , وعلى شهادة الدبلوم العالي في اقتصاديات المياه والبيئة من جامعة هارفارد الأمريكية في عام 1996م , وقد نشرت له مجلات علمية حوالي ستين دراسة وبحثا محكَّما في مجال المياه والبيئة والزراعة والبيئة التحتية , وشارك بحكم تخصُصه في الدراسات المتعلقة بالعديد من المشاريع المائية كمشروع مياه الديسي ومشروع قناة البحرين ومشروع سد الوحدة .
نسب العكارشة والطعامنة

تشير شجرة نسب عشيرة العكارشة والطعامنة المنشورة في كتاب (تاريخ الفحيص عبر العصور) لمؤلفه الباحث أديب العديلي إلى أن جذور المهندس حازم الناصر إلى رجل مصري إسمه  طعمه كان والده (لا تذكر معظم المراجع إسمه باستثناء كتاب (تاريخ الفحيص  صبيان الحصان) لمؤلفه الباحث جريس مضاعين / أبو صايل الذي يذكر أن إسمه هو منصور ) قد ارتحل من بلدة الهليس (الهِليوبوليس حسب المؤرِّخ العلامة روكس بن زائد العُزيزي) إلى الأردن وأعقب ولدين أحدهما طعمه والآخر إسمه هليس (جدُّ عشائر الهلسا) , وأعقب طعمة الخوري إبراهيم الذي أعقب الخوري عيد الذي أعقب الخوري ناصر (جدُّ آل الناصر في الفحيص) الذي أعقب إلياس الذي أعقب عفنان الذي أعقب ناصر الذي أعقب صالح الذي أعقب كمال وهو والد الوزير المهندس حازم الناصر , ويذكر الكتاب أن الرجل المصري والد هليس وطعمه كان قد ارتحل من مصر على أثر قضية ثأر , وسكن  في منطقة تقع إلى الجهة الغربية من الفحيص عُرفت باسم (عراق الهليس) نسبة إلى بلدة الهليس المصرية التي قدم منها , ويذكر الكتاب أن الشقيقين افترقا حيث ارتحل هليس إلى منطقة الكرك وتزوَّج فتاة من عشيرة الحدَّادين ومن أعقابهما تشكَّلت عشائر الهلسا (الهلسا والقسوس والعمارين والشوارب والشرايحة وبرقان والظواهرة وحنانيه (حنانيا) والعودات وخيطان , وللهلسة أقارب في مدينة الناصرة بفلسطين يُقال لهم الحنادسه  , وتتجمَّعُ عشائرُ الشرايحة والشوارب والظواهرة تحت مظلةِ فرع إعيال عيد , وتتجمَّع عشائر العودات وإعيال يوسف والقسوس والعمارين تحت مظلةِ فرع إعيال اسليمان) , أما شقيق هليس طعمه فقد سكن السلط ثمَّ الفحيص ومن أعقابه تشكَّلت عشيرتا العكارشة والطعامنة التي ينتمي إليها الوزير القاضي / المحامي الأستاذ بشارة إبن غصيب إبن سلامة إبن عودة الله  إبن نصر إبن الخوري خليل إبن الخوري إبراهيم إبن طعمه شقيق هليس جد الهلسا .

ويذكر موقع (الفحيص نت) الإلكتروني أن عساف إبن عفيف إبن إلياس إبن الخوري ناصر ولد في منطقة تلاع العلي في عام 1848 م فأطلق عليه إسم عسَّاف نسبة إلى عشيرة العسَّاف التي تسكن تلاع العلي , وعندما توفي والده عفيف إنتقلت به أمه وهو طفل صغير إلى السلط ثمَّ إلى الفحيص وعندما كبر تزوَّج إبنة عودة الصويص , ولم يلبث أن أصبح مختارا للفحيص وللعكارشة , وعندما قامت حكومة حزب الإتحاد والترقِّي التي كانت تسيطر على مقاليد السلطة في الدولة بمصادرة مساحات كبيرة من أراضي الفحيص سافر المختار عسَّاف إلى إستانبول ورفع دعوى لإبطال قرار المصادرة وحكمت المحكمة بفسخ القرار .
ويُعزِّز كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري الرواية التي تقول إن الجدَّ الأول لعشيرتي الطعامنه والعكارشه (ويسميهم آل عكروش) هو رجل مصري التجأ من بلدة الهليس المصرية إلى الفحيص خوفا من قضية ثأر , وسكن في عراق قريب من الفحيص عُرف بعراق الهليس , وأعقب ولدين هما هليس الذي رحل إلى الكرك ومن نسله تشكَّلت عشائر الهلسا , وطعمه الذي سكن في السلط والفحيص ومن أعقابه تشكَّلت عشيرتا الطعامنة والعكارشة .

ويورد كتاب (تاريخ الفحيص  صبيان الحصان) لمؤلفه الباحث جريس مضاعين (أبو صايل) رواية مختلفة لقصة قدوم الرجل المصري إلى الفحيص تقول إنه عندما خرج ابراهيم باشا إبن حاكم مصر محمد علي الكبير بالتبني من مصر لاحتلال سوريا والتي كانت فلسطين والأردن جزءا منها واحتل فلسطين وتقدم الى الأردن واحتل السلط ولجأ بعض افراد من حاميتها التركية الى الفحيص وعسكر ابراهيم باشا بجيشه النظامي وبعض المتطوعين على عين ماء تحت صافوط سميت فيما بعد باسم عين الباشا نسبة اليه وهي عين الباشا الحالية , وأرسل إبراهيم باشا فرقة من جيشه لاحتلال الفحيص وسارت على طريق الكمالية , وعند انسحاب ابراهيم باشا من الفحيص تخلف اثنان من المتطوعين في جيشه أحدهما من بلدة هليس واسمه منصور وسكن في مغارة على عين الأزرق , وكان منصور هذا هو جد عشيرة العكارشة والطعامنة من إبنه طعمه وجد الهلسا من إبنه هليس , وأماالمتطوِّع المصري الثاني الذي تخلف في الفحيص  فكان إسمه موسى وهو جد عائلة جابرية .
وإذا صحت الرواية التي تلتقي عليها أكثر المراجع والأرجح أنها هي الرواية الأصح والتي تقول إن رجلا مصريا لجأ إلى الأردن (أو قدم مع جيش إبراهيم باشا المصري حسب رواية المضاعين) وأعقب ولدين هما طعمه وهليس , وأن عشائر الهلسا في منطقة الكرك (وأقرباؤهم الحنادسة في الناصرة)  والعكارشة والطعامنة في السلط والفحيص , فإن هذه العشائر الهلسا والطعامنة والعكارشة ترتبط برابطة قرابة أبناء العمومة .