آل سراج / الطائف الشيخ عبد الله سراج
* الشيخ عبد الله سراج من عائلة سراج في الطائف ، ولد في مكـَّـة المكرمة ، وأنتخبه أهلها نائبا لهم في مجلس المبعوثان العثماني .
* بأمر من الشريف الحسين بن علي خطب الشيخ سراج في المسجد الحرام معلنا الثورة على الأتراك في نفس الوقت الذي أطلق فيه الشريف الحسين الرصاصة الأولى من قصره .
* الشيخ سراج ترأس ثاني حكومة في عهد الملك علي بن الحسين في الحجاز .
* الشيخ عبد الله سراج ، أول وآخر رئيس وزراء مُعَمَّمْ في تاريخ الدولة الأردنية .
* في حكومة الشيخ سراج تمَّ لأول مرة في تاريخ الدولة الأردنية إنشاء قوة البادية الأردنية .
* حكومة سراج كانت أول حكومة أردنية تمارس الفصل بين السلطات وتمنع ازدواجية الجمع بين منصب الوزارة ومنصب النيابة .
**************
دخل الشيخ عبدالله عبد الرحمن عبد الله سراج نادي رؤساء الحكومات مباشرة دون أن يكون قد شغل المنصب الوزاري ، ففي 22/2/1931 عهد الأمير الراحل عبد الله بن الحسين (الملك فيما بعد) لصديقه الشيخ عبد الله سراج بتشكيل الحكومة العاشرة في عهد الإمارة ، فكانت المرة الأولى والأخيرة في تاريخ الدولة الأردنية التي يتولى فيها شيخ مُعَمَّمٌ رئاسة الحكومة ، ومن اللافت للإنتباه أن الشيخ سراج تولى بالإضافة لرئاسة الحكومة مناصب أخرى هي منصب قاضي القضاة الذي كان يأتي ترتيبه بروتوكولياً بعد رئيس الحكومة مباشرة،كما شغل منصب وزير الداخلية ومنصب وزير المالية ، وضمَّت حكومة الشيخ المُعمّم إلى جانبه 4 وزراء هم عمر حكمت وزيراً للعدلية (العدل) ، وشكري شعشاعة مديراً للخزينة ، وأديب الكايد العواملة مديراً للآثار ، وعودة القسوس نائباً عاماً ، وشغل توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي (الرئيس لاحقا) منصب سكرتير مجلس الوزراء ، واستمر الشيخ عبد الله سراج على رأس حكومته من 22/2/1931 م إلى 18/10/1933 م ، أي حوالي عامين وثمانية أشهر ، وفي حكومة الشيخ سراج تمَّ لأول مرة في تاريخ الدولة الأردنية إنشاء قوة البادية الأردنية في شهر تموز من عام 1931 م ، وخلت حكومة الشيخ عبد الله سراج من وزراء من أعضاء المجلس التشريعي كما جرت العادة في الحكومات التي سبقتها ، فكانت أول حكومة أردنية تمارس الفصل بين السلطات وتمنع ازدواجية الجمع بين منصب الوزارة ومنصب النيابة .
وكانت حكومة الشيخ عبد الله سراج أول حكومة أردنية تقال إقالة مباشرة ، وسبب ذلك انعدام الإنسجام بين المجلس التشريعي المنتخب وبين حكومة الشيخ سراج التي واجهت معارضة شديدة من غالبية أعضاء المجلس التشريعي ، وعزا بعض المحللين في حينه حالة عدم الإنسجام بين المجلس التشريعي وبين حكومة الشيخ سراج إلى أن الشيخ عبد الله سراج كان أول رئيس حكومة يستبعد أعضاء المجلس التشريعي عن التشكيلة الحكومية كما كان يفعل الرؤساء الذين سبقوه لقناعته بضرورة الفصل بين السلطات وبضرورة منع ازدواجية الجمع بين منصب الوزارة ومنصب النيابة ، وكان مبرِّرُه في ذلك أنه يخشى أن لا يستطيع أعضاء المجلس التشريعي ، إذا جمعوا إلى جانب صفتهم التمثيلية للشعب منصب الوزارة ، التوفيق بين مسؤولياتهم تجاه الشعب الذي يمثلونه وبين مسؤولياتهم التنفيذية كوزراء التي تفرض عليهم أحياناً اتخاذ قرارات لا تحظى بقبول شعبي ، ولهذا السبب تفاقمت حالة عدم الإنسجام بين المجلس التشريعي وبين حكومة الشيخ المعمَّم عبد الله سراج ، وعمد أعضاء المجلس التشريعي إلى مقاطعة اجتماعات المجلس ، فكان رئيس الحكومة ووزراؤه يحضرون إلى المجلس فلا يجدون أحداً ، وتكرَّر ذلك لفترة زادت عن أسبوعين ، ووصلت الأزمة بين المجلس التشريعي وحكومة الشيخ سراج إلى ذروتها عندما رفضت الغالبية في المجلس التشريعي المصادقة على الموازنة التي قدمتها الحكومة ، فوجد الأمير الراحل عبد الله بن الحسين نفسه بين أمرين ، إما أن يبقى الحكومة ويعلن حل المجلس التشريعي ، أو العكس ، فأبقى على المجلس التشريعي المنتخب في 1/6/1931 م وطلب من الشيخ عبد الله سراج تقديم استقالة حكومته ، ولكن الشيخ تباطأ في تقديم الاستقالة حتى لا يبدو أنه استقال تحت ضغوط معارضيه من أعضاء المجلس التشريعي ، فأصدر الأمير في 18/10/1933 م إرادة أميرية بإقالته وإقالة حكومته فكانت أول وآخر حكومة في تاريخ الدولة الأردنية تقال علناً بإرادة سامية .
ويذكر كتاب (أعلام الحجاز) لمؤلفه الباحث محمد علي المغربي أن أسرة الشيخ عبد الله سراج من أسر الطائف المعروفة ، ولكن الشيخ عبد الله عبد الرحمن سراج ولد في سنة 1296هـ بمكـَّـة المكرمة وتلقى تعليمه فيها، فالتحق بالمدرسة الصولتية ، كما تتلمذ على أعلام علماء مكة، وقد ادرك عبد الله سراج اباه وتلقى عن والده الكثير من العلم والمعرفة ، وصاحبه حينما نفاه الشريف عون الرفيق مع عدد من علماء مكة المكرمة من مكة إلى جدة ، وفي المسكن البسيط الذي لجأ اليه في جدة زار الشيخ عبد الرحمن سراج موفد من المعتمد البريطاني في جدة وعرض على الشيخ عبد الرحمن سراج أن الحكومة البريطانية مستعدة لنقله في بارجة حربية إنجليزية إلى الهند ليتولى منصب قاضي القضاة هناك إذا أصدر فتوى تجيز أن يكون للمسلمين خليفتان في وقت واحد ، فرفض الشيخ عبد الرحمن العرض وطرد الموفد الإنجليزي قائلا له : إرجع لسيدك فأخبره اني لا أبيع ديني بدنياي .
وعندما سافر الشيخ عبد الرحمن سراج إلى مصر بعد أن زادت مضايقات الشريف عون الرفيق للعلماء صحبه نجله عبد الله ، وعندما علم رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت مصطفى فهمي باشا بقدوم الشيخ ونجله أنزلهما في ضيافته ، وبقي عبد الله إلى جانب والده إلى حين وفاته في سنة 1314هـ ، وكان عبد الله سراج في ذلك الحين فتى يقترب من العشرين من العمر ، ووجد نفسه وحيدا في مصر فالتحق بالجامع الازهر ، وحصل على شهادة العالمية من الأزهر ، ثمَّ ذهب إلى الهند وصلى بالمسلمين هناك صلاة التراويح في شهر رمضان في مدينة حيدر آباد ، وعندما علم الشيخ عبد الله الزواوي مفتي الشافعية الذي كان من بين العلماء الذين نفاهم الشريف عون الرفيق وكان قد هاجر إلى جاوه – اندونسيا - بوجود الشيخ عبد الله سراج في الهند دعاه للقدوم إلى جاوة فسافر إليها ومكث فيها فترة ثمَّ عاد إلى الهند ، ثمَّ انتقل إلى استانبول (الآستانة) عاصمة الخلافة العثمانية في ذلك الزمان واستقرَّ بها وزار الشريف الحسين بن علي الذي كان مقيما في حي البشكطاش ، فدعاه الشريف حسين إلى الاقامة في ضيافته وبقي معه في الآستانة ثمانية عشر عاما ، وكانت غرفته مجاورة لغرفة الشريف عبد الله بن الحسين ، فتوثقت صلة عبد الله سراج بالشريف عبد الله بن الحسين واستمرَّت علاقتهما الوثيقة بعد أن أصبح الشريف عبد الله بن الحسين أميرا لإمارة شرقي الأردن ، وفي أثناء اقامته بالآستانة توثقت صلة الشيخ سراج برجال الدولة في عهد السلطان عبد الحميد فنال ثقتهم وأنعم عليه السلطان عبد الحميد بالوسام الحميدي .
وعندما قام حزب الإتحاد والترقـِّـي الطوراني الذي كان معظم قادته من يهود الدونمة ومن الماسونيين بخلع الخليفة العثماني عبد الحميد ونفيه إلى سالونيك ، حدثت في الحجاز إنتفاضات ضد الإتحاديين تعاطفا مع السلطان عبد الحميد خليفة المسلمين ، وعجز أمير مكـَّـة المكرمة عن مواجهتها ، فاضطر الإتحاديون إلى عزله وتعيين الشريف عبد الله بن محمد ابن عون أميرا عليها ، ولكن المنية عاجلته قبل ان يصل إلى مكة فتوفي بعد خمسة ايام من تعيينه ، فأوكلت الولاية إلى الشريف الحسين بن علي فتوجه من إستانبول إلى مكة ، وعاد اليها في معيته الشيخ عبد الله سراج ، وأسند الشريف الحسين إلى الشيخ عبد الله سراج وظيفة الافتاء التي كان يتولاها أبوه الشيخ عبد الرحمن سراج ، وجده الشيخ عبد الله سراج الذي كان رئيسا لعلماء مكة .
وعندما صدرت أوامر الإتحاديين بانتخاب مبعوث (نائب) عن كل خمسين الف شخص ليكون عضوا في مجلس المبعوثان (مجلس النواب) انتخب أهالي مكـَّــة المكرمة المفتي الشيخ عبد الله سراج ، ولكنه لم يلبث أن استقال ، وتردد أن استقالته كانت بتشجيع من أمير مكـَّـة المكرمة الشريف بعد ان ظهرت بوادر العنصرية لدى الاتراك ضد العرب .
وعندما أعلن الشريف الحسين بن علي الثورة على الإتحاديين في 19 شعبان 1334هـ طلب من الشيخ عبد الله سراج مفتي الأحناف في مكة الخطابة في المسجد الحرام معلنا الثورة على الأتراك في نفس الوقت الذي اطلق فيه الشريف الحسين الرصاصة الاولى من منزله معلنا بدء الثورة ، وشارك الشيخ في معركة الإستيلاء على قلعة اجياد التي كانت بها مجموعة من الضباط والجنود والاتراك ، ولم يلبث الجيش التركي في الطائف الذي كان قوامه ثلاثة آلاف جندي أن استسلم عند منتصف ليل 22 سبتمبر سنة 1916م (24 ذي القعدة 1334 هـ) وجاء الوالي التركي غالب باشا بنفسه مع ضباطه إلى المعسكر العربي خارج السور ، وسلموا انفسهم كما سلمت القوات التركية سلاحها للجيش العربي .
وفي يوم الخميس 6 محرم 1335 هـ الموافق 3 ديسمبر 1916م جاء الشريف الحسين من قصره إلى مدرسته الخاصة الملاصقة للكعبة فدخلها يحف به اله وذووه والعلماء والكبراء ، ولما استقرَّ بهم المقام قام الشيخ سراج فبايع الحسين بالملك ولقبه بملك البلاد العربية وتبعه الناس بالبيعة ، وفي اليوم التالي أصدر الحسين أول مرسوم بتأليف أول حكومة برئاسة الأمير علي بن الحسين ، وعين الشيخ قاضيا للقضاة ووكيلا عن رئيس الوكلاء (الوزراء) ، ثمَّ أصبح رئيسا للحكومة ، وعندما تنازل الملك الحسين بن علي عن العرش وبويع لابنه الملك علي بن الحسين إستمر الشيخ عبد الله سراج بإشغال نفس المناصب التي كان يشغلها في عهد الحسين، رئيسا للوكلاء (الوزراء) ، وقاضيا للقضاة ، ومفتيا للأحناف .
وعندما أسَّس الأمير عبد الله بن الحسين الأمارة الأردنية ارسل إلى عبد الله سراج يدعوه للحضور إلى الاردن ، ثمَّ اليه رئاسة عاشر حكومة أردنية ، وخلال رئاسته للحكومة جرى العمل على تأسيس المجلس التشريعي ، وكان من أهم إنجازات عبد الله سراج في رئاسة الحكومة الاردنية استصدار قانون يمنع بيع وتأجير الأراضي الأردنية للأجانب لقطع الطريق على اليهود الذين كانوا يخططون لشراء واستئجار الأراضي في الاردن لتوطين عائلات يهودية فيها ، امتدادا لمخططاتهم الرامية إلى الإستيلاء على الاراضي الأردنية على أمل أن يشملها وعد بلفور المشؤوم .
وينقل كتاب (أعلام الحجاز) عن نجل الشيخ عبد الله سراج الاستاذ حسين سراج قوله : أثناء رئاسة والدي الشيخ عبد الله سراج للوزارة الاردنية حضر اليهودي كوهين مدير مشروع روتنبرج ، وكنت أتولى الترجمة بينه وبين الوالد ، وبينما كان كوهين هذا ينتظر الاذن بالدخول على والدي أخبرني بأنه جاء بعرض ٍ مُغر ٍ للوالد يكسب منه ثروة طائلة ، فحذرت كوهين هذا من غضب الوالد حين يسمع عرضه ، فقال لي اليهودي : إنك لاتزال صغيرا فأجبيته : إنك قليل الأدب ، وأذن الوالد لليهودي مدير مشروع روتنبرج بمقابلته ، وما أن أتمَّ هذا اليهودي كلامه حتى كان الوالد قد ضغط على الجرس ، فحضر الحاجب فأمره الوالد أن يضع الأصفاد في يد اليهودي ، ويسير به مخفورا إلى جسر اللنبي ويطرده خارج الاردن .
وتوفي الرئيس الشيخ عبد الله سراج في شهر رجب من عام 1368هـ الموافق لعام 1948م ، ورثاه الملك عبد الله بن الحسين في جريدة الاردن فقال عنه فيما قال : رحم الله عبد الله سراج ، عاش فقيرا ، ومات فقيرا ، وأمر بدفنه في المقابر الملكية بعمان .
ويؤسفني أن المراجع المتوفرة لدي لم تسعفني بمعلومات مفصلة عن جذور آل سراج / الطائف التي ينتمي إليها الرئيس الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله سراج ، ولكن بعض المراجع تشير إلى عائلة تحمل إسم السرَّاج(بتشديد الراء وفتحها) حيث يورد كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمـَّاري إلى وجود ثلاث عائلات تحمل الإسم ، إحداها في الأردن ويذكر أنها من أصول سورية ، والثانية في القدس ، والثالثة في بئر السبع ، كما يتحدث كتاب (الصفوة ـ جوهرة الأنساب) لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة عن عائلة أردنية تحمل إسم السرَّاج ويذكر أنها فرع من عشيرة السرَّاج في سوريا .
*********
من بريدي الإلكتروني
حول آل أيوب وبني زيدان وبني جريس
الأستاذ زياد أبو غنيمة المحترم
تحية طيـبة وبعد،
أقدم لكم عظيم الإحترام والتقدير لجميع ما تقدمونه للأردن والأردنيين من توثيق للأصول ما يجعلنا مدينين لكم بالاحترام والتقدير العظيمين ، داعين الله عز وجل أن يحفظكم فخراً لنا ولإنجازات الأردنيين العظماء الذين تركوا وما زالوا يتركون بصمات عظيمة في صفحات أردننا الكبير بابنائه الشرفاء أمثالكم.
سيدي أرجو التكرم بتزويدي بما يتوفر لديكم من معلومات عن عشيرتي آل أيوب وزيدان في عنجرة حيث لا نعلم عن أصلنا سوى أننا من الغساسنة فقط .
ولكم جزيل الشكر والاحترام
إلياس أيوب
جمعية جبل الزيتون التعاونية
لعشائر أيوب وزيدان - عنجرة / عجلون
نبذة عن آل أيوب وبني زيدان وبني جريس
تحمل عدة عشائر وعائلات في شرقي الأردن وفلسطين إسم أيوب أو الأيوب ، ومن هذه العشائر عشيرة الأيوب المسيحية في عنجرة في منطقة عجلون ، وعشيرة الأيوب المسيحية في بلدة الحصن في ناحية بني عبيد .
ويتحدث كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمـَّاري عن عشيرتين مسيحيتين تحملان إسم آل أيوب ، إحداهما في عنجرة في شمال الأردن ، والثانية في كفربرعم في فلسطين ، ولكنه لم يعط تفاصيل عن جذورهما ، كما لم يتطرَّق إلى وجود أو عدم وجود صلة قرابة بينهما ، ويتحدث عمـَّاري عن عشيرة تحمل إسم بني زيدان في منطقة عجلون ويذكر أنها من عشائر الأردن المسيحية من العرب الغساسنة ، وعصبتهم بنو جريس (بمعنى أقاربهم) ، ويورد عمـَّاري أسماء ثلاث عشائر مسيحية في فلسطين تحمل إسم زيدان ،إحداها في كفر برعم ، والثانية في حارة الدير في بيت جالا وأصلهم من بيت أرزا ، والثالثة في حارة الكنيس (الأرجح الكنيسة) في بيت جالا ، قدموا من وادي موسى في جنوب الأردن وينحدرون من العرب الغساسنة ، ولكن عمـَّاري لم يتطرَّق إلى وجود أو عدم وجود صلة قرابة بين هذه العشائر فيما بينها إو فيما بينها أو بعضها مع عشيرة بني زيدان في عنجرة ، كما يتحدث عمـَّاري عن عشيرة جريس شما في الناصرة وعن عشيرة جريس اليعقوب في الأردن وهم من آل يعقوب من عشيرة الحدَّادين العربية الغسَّـانية ، وعن عشيرة جريس في بيت جالا ، ولكن عمـَّاري لم يتطرَّق إلى وجود أو عدم وجود صلة قرابة بين هذه العشائر فيما بينها إو فيما بينها أو بعضها مع عشيرة بني جريس في عنجرة .
ويكتفي كتاب (عشائر شمالي الأردن) لمؤلفه الدكتور محمود محسن فالح مهيدات في سياق الحديث عن عشائر منطقة عجلون بالحديث عن عشيرتي بني زيدان وبني جريس في عنجرة دون التطرق إلى آل أيوب ، ويذكر أنهما فرعان من أصل واحد ، وأنهما ينحدران من العرب الغساسنة ، ويورد كتاب (تاريخ شرقي الأردن وقبائلها) لمؤلفه الضابط البريطاني الذي كان قائدا للجيش الأردني في عهد الإمارة فريدريك جيرارد بيك نفس المعلومة ، ولكنه يشير إلى أنه لم يتوصل إلى دليل يثبت أن بني زيدان وبني جريس ينحدرون من العرب الغساسنة .
ويذكر الأديب المؤرِّخ روكس بن زائد العـُزيزي في الجزء الرابع من كتابه (معلمة للتراث الأردني) أنه سمع من بعض كبار السن من حمولة بني جريس في عنجرة أثناء إقامته في عجلون في عام 1934 م قولهم إنهم ينحدرون من العرب الغساسنة ، ويشير إلى أن عشيرة بني زيدان في عنجرة هم أقرباء لآل جريس .
وتتحدَّث الدكتورة هند غسان أبو الشعر في كتابها المرجعي (إربد وجواها – ناحية بني عبيد – 1850 – 1928م) عن عشيرة تحمل إسم الأيوب تتمركز في بلدة الحصن القريبة من إربد منذ عهود طويلة ، وتشير إلى ان أحد شيوخها إبراهيم الأيوب كان عضوا في مجلس بلدية إربد في عام 1883م وتكرَّرت عضويته لأكثر من مرة في سنوات لاحقة ، وأشير إلى أن أحد شيوخ عشيرة الأيوب المسيحية الشيخ سلطي الإبراهيم الأيوب كان من رجالات شرقي الأردن الذين ساهموا في تأسيس إمارة شرقي الأردن ، وشغل لأكثر من مرة عضوية المجلس التشريعي في الإمارة ممثلا للمسيحيين في لواء عجلون .
وحول جذور عشيرة الأيوب في الحصن يذكر كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّـاري أن أربعة من الأشقاء المسيحيين ارتحلوا من بلدة صلخد في جبل الدروز بسوريا (جبل العرب) فسكن كردوش ويعقوب في الكرك وتشكـَّـلت من أعقابهما عشيرة الكرادشة ، ثمَّ ارتحل بعضهم إلى الناصرة وتشكـَّـلت من أعقابهم فيها عشيرة آل كردوش ، وتوجه الشقيق نويصر إلى الحصن في شمال الأردن وتشكـَّـلت من أعقابه عشيرة آل نويصر وعشيرة آل أيوب ، وتوجه الشقيق الرابع قاقيش إلى السلط في منطقة البلقاء بوسط الأردن وتشكـَّـلت من أعقابه عشيرة القواقشة (آل قاقيش) .
وهكذا فإن عشائر الكرادشة في الكرك وآل نويصر والأيوب في الحصن والقواقشة في السلط وآل كردوش في الناصرة بفلسطين يلتقون في صلة أبناء العمومة ، ولهم أقارب في حوران بسوريا يعرفون باسم آل فلوح وهم أعقاب فلوح الذي يرجح أنه الشقيق الخامس الذي لم يرتحل من صلخد .
ويذكر الأديب المؤرِّخ روكس بن زائد العُـزيزي في الجزء الخامس من كتابه (معلمة للتراث الأردني) أن عشيرة آل أيوب استوطنت قبل مئتي عام في قرية الحصن في بدايات تكوينها ، وكان جدُّ آل أيوب واسمه يوسف يقطن في قرية بصير من أعمال حوران بسوريا وكان ليوسف أربعة أبناء هم فلوح وقاقيش ونويصر وكردوش (لا يذكر العُـزيزي إسم يعقوب) ، وبقي فلوح في بصير وما زال أعقابه فيها (آل فلوح) ، وارتحل قاقيش إلى السلط (جد القواقشة) ، وارتحل نويصر إلى قرية سوم الشناق ثم إلى الحصن (جد آل نويصر وآل أيوب) ، وارتحل كردوش إلى الناصرة بفلسطين (جد آل كردوش) ، ولم يتطرق العزيزي إلى ارتحال كردوش إلى الكرك حيث تشكـَّـلت من أعقابه عشيرة الكرادشة ، ويذكر العُـزيزي أن نويصر خلف ثلاثة أبناء هم سليمان وبرهم و عبدالله ، وخلف سليمان ولدين هما أيوب (جد آل أيوب) وناصر (جد آل نويصر) ، وخلف برهم ولدا اسمه نعيم وهذا خلف ولدا اسمه دخيل ، أما عبدالله فقد توفي دون عقب .
وخلف أيوب بن سليمان بن نويصر بن يوسف ثلاثة أبناء هم إبراهيم وأسعد وسليمان ، وولد لإبراهيم ولد تزعم فيما بعد عشيرة آل أيوب وهو الشيخ سلطي الإبراهيم الأيوب الذي مثل المسيحيين في شمال الأردن في المجلس التشريعي لدورتين بعد تأسيس الإمارة الأردنية ، ويذكر العُـزيزي أن اسم سلطي جاء نسبة إلى مدينة السلط حيث ولدته فيها أمه السلطية القاقيشية السيدة وردة المفرح عندما جاءها المخاض أثناء زيارة كانت تقوم بها لأهلها في السلط ، وكان الشيخ سلطي الإبراهيم الأيوب قاضيا في العهد العثماني وفي عهد الحكومة العربية بزعامة الملك فيصل بن الحسين التي كانت تتخذ من دمشق عاصمة لها.
وتجدر الإشارة إلى أن شخصيتين من عشيرة الأيوب في الحصن شغلا المنصب الوزاري لأكثر من مرة وهما اللواء الركن المتقاعد إبراهيم يعقوب أيوب والمهندس عيسى ناصر توفيق أيوب .
ويورد كتاب (القضية الوطنية الأرثوذكسية في فلسطين والأردن) لمؤلفيه الدكتور جورج طريف الداوود والدكتور زهير غنايم اسم الشيخ سلطي الإبراهيم الأيوب كممثل للمسيحيين في الحصن وتوابعها في المؤتمر الأرثوذكسي العربي الثاني الذي انعقد في مدينة يافا في 28 و 29 / 1931م ، وكانت هذه المؤتمرات عقد لتحقيق مطالب الأرثوذكس العرب وفي مقدمتها انتخاب بطريرك عربي للطائفة الأرثوذكسية في فلسطين والأردن ، وما زال هذا الهدف قائما حتى هذا اليوم .
أما الغساسنة فيعرفون أيضا باسم بني جفنة نسبة إلى جدهم جفنة ، وبنو جفنة هم بطن من مُزيقاء بن غسَّان من الأزد القحطانية ، ويذكر أن جفنة كان أول ملوكهم في الشام قبل الإسلام بما يزيد عن400 سنة كما جاء في كتاب (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب) للقلقشندي ، وقد هاجر الغساسنة من بلادهم اليمن في منتصف القرن الخامس للميلاد ، أما الأسباب الرئيسة لهجرتهم وتركهم لبلادهم فيرجع الى خراب سد مأرب في اليمن وانفجاره وتدفق مياهه في السهول والوديان مما أغرق المدن الآمنة ، بالإضافه الى ما تعرض له مسيحيو اليمن من ضغط ديني وسياسي واقتصادي عندما كان يحكم اليمن الملك ذو النواس الذي كان خاضعا لسيطرة اليهود المتنفذين الذين كانوا يسيطرون على اقتصاد البلاد ، وقد أثر اليهود على الملك ذو النواس وأقنعوه بأن يطلب من المسيحيين اعتناق الدين اليهودي او القتل ، فخيـَّرهم بين ترك المسيحية أو حرقهم في أخدود كبير أشعل فيه النيران ، ولكن كثيرا منهم رفضوا ترك دينهم فقذف بهم ذو نواس في الأخدود ، ولقد ذكرت هذه الحادثه في القرآن الكريم الذي وصفهم بأصحاب الأخدود (سورة البروج) ، وتمكن آخرون من الهرب ولجأوا إلى الشمال عن طريق ساحل البحر الأحمر حتى وصلوا إلى جنوب الأردن ، وبعد قدومهم إلى بلاد الشام أسَّسوا مملكة لهم واختاروا الجابية عاصمة لها ثم نقلوا العاصمة إلى بصرى ، ومن ملوكهم جبلة بن الأيهم والحارث بن جبله الذي انتصر على المنذر بن ماء السماء اللخمي في يوم حليمه المشهور ، ومنهم المنذر بن الحارث (569 -581 ميلادي) الذي حارب المناذره وأحرق الحيره عاصمتهم ، ومنهم الملك النعمان بن المنذر ، وإلى الغساسنة ينسب بناء القسطل والشوبك واذرح والجرباء والعقبه .
وقد احتفظ العرب الغساسنة بمظاهر عروبتهم احتفاظا كاملا تمثل باللغة والاتصال المباشر مع الجزيرة العربية ثقافيا واقتصاديا وكان الغساسنة أقرب وجود عربي اثناء الفتوحات العربية الاسلامية .
ويذكر المؤرخ مصطفى مراد الدبَّاغ فــي الجزء الأول من القسم الأول من كتابه (بلادنا فلسطين) أن الغساسنة دعوا بالغساسنة نسبة إلى ماء (غسان) الواقع بين رمع و زبيد في اليمن ، نزلوا عليه فنـُسبوا إليه ، وذكر المسعودي في كتابه (مروج الذهب) أن ديار ملوك غسان كانت باليرموك والجولان ، وغيرهما من غوطة دمشق وأعمالها ، ومنهم من نزل الأردن من أرض الشام .
**************
شرح الصور
صورة رقم 1 :
الرئيس الشيخ عبد الله سراج مع أعضاء حكومته ، ويظهر إلى يساره سكرتير الحكومة توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي (الرئيس لاحقا) ، والوزيران أديب الكايد العواملة وعودة القسوس الهلسا ، وإلى يمينه الوزيران عمر حكمت (شركسي) وشكري شعشاعة .
صورة رقم 2 :
صورة يظهر فيها عدد من الوزراء الذين سبق الحديث عنهم في حلقات سابقة ، وهم من يمين الصورة الوزراء منصور بن طريف (حمايدة الكرك) ، ومحمد عودة النجادات (الحويطات) ، وصالح شفيق إرشيدات ، وطه الهباهبة ، وجمال الخريشة (بني صخر) .
صورة رقم 3 :
الوزراء / النواب السابقون منصور بن طريف وطه الهباهبة ومصطفى شنيكات العبـَّادي .