آل السمرة (آل قنديل) / الطنطورة / حيفا
* (السمرة) لقب غلب على إسم العائلة الحقيقي (آل قنديل) .
* عائلة السمرة / آل قنديل تشكـَّـلت من أعقاب رجل مصري قدم إلى فلسطين مع جيش إبراهيم باشا في منتصف ثلاثينيات القرن التاسع عشر .
* الطنطورة ، مسقط رأس الوزير السمرة ، كانت في عهد الملك أسرحدون الآشوري (حوالي 670 قبل الميلاد) قاعدة لولاية فلسطين وكان فيها ميناء بحري .
* لآل قنديل الطنطورة (السمرة) أقارب يحملون نفس الإسم في قرية سيدنا علي القريبة من يافا إلى الشمال منها .
**************
شغل الأستاذ الدكتور محمود داود سليمان السمرة (آل قنديل) المنصب الوزاري لأول مرة وزيرا للثقافة في حكومة الشريف زيد بن شاكر (الأمير فيما بعد) المشكـَّـلة في 21/11/1991 م ، ثمَّ شغل نفس المنصب الوزاري في حكومة الدكتور عبد السلام المجالي المشكـَّـلة في 29/5/1993 م .
وتجدر الإشارة إلى أن السمرة هو لقب وليس الإسم الحقيقي لعائلة الدكتور السمرة ، فكما حصل مع العديد من العشائر والعائلات الأردنية والفلسطينية ، غلب اللقب السمرة على الإسم الحقيقي لعائلة الدكتور السمرة ، فهو ينتمي إلى عائلة آل قنديل التي تشكـَّـلت من أعقاب أحد العسكريين المصريين (إسمه سليمان) الذين رافقوا جيش إبراهيم باشا الذي أرسله والده محمد علي الكبير حاكم مصر في منتصف ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي ليبسط سيطرته على فلسطين في الحقبة التي تراخت فيها سيطرة الدولة العثمانية ، وعلى غرار ما فعلته معظم العائلات التي تشكـَّـلت من أعقاب ضباط وجنود حملة إبراهيم باشا فقد اختارت عائلة آل قنديل قرية الطنطورة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط مقرَّا ً لسكنها إلى جانب عائلات الطنطورة الأخرى ، آل اليحيى ، وآل الهندي ، وآل الدسوقي الذين تنحدر جذورهم من بلدة دسوق في مصر ، وآل أبو شكر ، وآل العمُّـوري ، وآل أبو صفية ، وغيرهم ، ويتناقل أهالي الطنطورة قصصا عن العديد من أبناء القرية الذين أبلوا في الحركة الجهادية التي تصدَّت للعصابات اليهودية التي كانت مدعومة من المستعمرين الإنجليز ، ومنهم جودت السمرة (آل قنديل) الذي ارتقى شهيدا بإذن الله في معركة الدفاع عن الطنطورة ، ومن هؤلاء سليم أبو شكر وحسن العمـُّـوري اللذين كانا ضابطين في البوليس الفلسطيني التابع لسلطة الإنتداب البريطاني ، ولكنهما تركا الخدمة في البوليس الفلسطيني والتحقا بالمناضلين واستشهدا في معركة الدفاع عن الطنطورة ، ومن هؤلاء المجاهدين أيضا عيسى أبو صوفة الذي ارتقى مع أولاده الثلاثة وأشقائه الثلاثة وعدد من أولادهم في معركة الدفاع عن الطنطورة التي خاضوها ضد العصابات اليهودية المدعومة من الإنجليز ، وبلغ عدد شهداء آل أبو صفية في تلك المعركة ثلاثة عشر شهيدا بإذن الله ، وكان مكتب المحامي محمد توفيق اليحيى في حيفا ملتقى لرجالات الحركة الوطنية الفلسطينية ، وقد أقام اليهود على أنقاض قرية الطنطورة مغتصبة صهيونية أطلقوا عليها إسم نهاشوليم .
وتعود قصة غلبة إسم آل السمرة على الإسم الحقيقي لعائلة آل قنديل المصرية الجذور التي ينتمي إليها الوزير الأستاذ الدكتور محمود السمرة إلى أن إحدى نساء العائلة كانت سمراء اللون ، وكان زوجها من بين آلآف الفسطينيين الذين كانوا يقاتلون مع الجيش العثماني في جبهات بعيدة عن فلسطين ، وكان أهل القرية يطلقون عليها لقب (السمرة) أي السيدة السمراء اللون ، ومع مضي الوقت غلب هذا اللقب على أعقاب زوجها الذي كان ينتمي إلى عائلة آل قنديل المصرية الجذور ، ولآل قنديل الطنطورة (السمرة) أقارب يحملون نفس الإسم في قرية سيدنا علي القريبة من يافا إلى الشمال منها .
ويكتفي كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب بإيراد إسم عائلة السمرة من بين عائلات الطنطورة دون أن يعطي تفاصيل عن جذورها ، ويورد إسم عشيرة تحمل إسم آل قنديل تتوزَّع على جنين وغزة ، والأرجح عدم وجود صلة لها بآل قنديل السمرة في الطنطورة .
ويورد كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمـَّاري إسم عشيرة في الدوايمة من عشيرة العيشة ، ويورد إسم عشيرتين تحملان إسم السمرة إحداهما في الأردني وأصولها سورية ، والثانية في دورا الخليل من ذرية أبو الدراهم وجدهم يدعى أبو سمرة .
ولد الدكتور محمود السمرة في 20 / نيسان / 1923 م في قرية الطنطورة الساحلية التي تبعد حوالي 30 كيلومترا عن حيفا جنوبا ، وتقع على تل صغير يرتفع قليلا عن الشاطئ الرملي المحيط بها ، وتربطها طريق فرعية بالطريق الساحلي العام تصلها بمدينة حيفا ، وكان في القرية محطة سكة حديد ، وقد انشئت هذه القرية ، كما يقول الخالدي في كتابه (كي لاننسى قرى فلسطين التي دمّرتها اسرائيل سنة 1948 واسماء شهدائها) بالقرب من آثار بلدة كنعانية قديمة إسمها دور) بعض المراجع تكتبها دورا، وهي غير دورا القريبة من الخليل) ، وظهر إسمها لأول مرة في نقش يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد ،ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبـَّاغ في الجزء السابع من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) أن الطنطورة (يكتبها الطنطورا) كانت في عهد الملك أسرحدون الآشوري (حوالي 670 قبل الميلاد) قاعدة لولاية فلسطين وكان فيها ميناء بحري ، ويذكر الدبـَّاغ أنه في عهد الفرعون رعمسيس الثالث (حوالي 1291 قبل الميلاد) أسس الثكاليون لأنفسهم دولة مستقرة في الطنطورة وجوارها ، ثمَّ حل محلهم العرب القادمون من كريت بعد أن تمَّ لهم امتلاك الساحل من غزة إلى الكرمل ، وتذكر الموسوعة الفلسطينية أن الطنطورة كانت في العهد الروماني مركز قضاء تتبع له أربع قرى ، وقد شيّد الصليبيون فيها قلعة تدعى merel (ميرل) ، وتذكر الموسوعة الفلسطينية أن الرحالة الفرنسي لوران دارفيو الذي تنقل في البلاد العربية أثناء عمله في السلك القنصلي الفرنسي مرَّ بقرية الطنطورة (يكتبها الطرطورة) أثناء رحلته في الأراضي الفلسطينية التي بدأت من عكا في 15 / 4 / 1658 م وذكر في مذكراته أنه لم يكن فيها في تلك المرحلة غير شارع وحيد واسع يقابل البحر الأبيض المتوسط ، ويقام في هذا الشارع سوق يأتي إليه البدو بمنتجاتهم وأسلابهم ، ويأتي إليه الفلاحون بحيواناتهم ومنتجاتهم ليبادلوها بالرز والأقمشة المصرية التي تأتي بها المراكب من مصر إلى الطنطورة ، ويذكر دارفيو أنه لم يكن في الطنطورة جامع (مسجد) وأن أهلها كانوا ؤدون الصلاة في شرفة مكشوفة مرتفعة عن الشارع بمقدار قدمين ، وكان يوجد إلى جانبها مقهى ذو بناء جميل يتردد عليه الناس للتدخين وشرب القهوة وتبادل الأحاديث ، وذكر دارفيو أن أهل الطنطورة كانوا يحصلون على الماء العذب من نبع صغير حلو الماء قائم على صخرة داخل البحر على بعد حوالي أربعة أمتار من اليابسة ، وكان الأهالي يعتقدون أن مياه النبع (كان يعرف باسم بئر المُـكر) تشفي من الرمد ومن بعض الأمراض .
وبعد ثمانية عقود من رحلة الفرنسي لوران دارفيو إلى فلسطين قام الرحالة البريطاني ريشارد بوكوك برحلة إلى الأراضي الفلسطينية بدأها من يافا في 14 / 3 / 1737 م ، ووصف الطنطورة عند مروره بها بأنها مدينة صغيرة لها ميناء في جنوبها تستخدمه المراكب الكبيرة .
وفي عام 1760 م قام الرحالة الإيطالي الأب جوفاني ماريتي برحلة إلى فلسطين زار خلالها الطنطورة ووصفها بأنها قرية يملك أراضيها قلة من الفلاحين العرب ويزرعونها بالحبوب والقطن والأشجار المثمرة ، ويذكر أهالي الطنطورة أن أراضي قريتهم (14520 دونم) كانت تنتج أجود أنواع البطيخ الذي كان يباع في حيفا ويافا والمدن الفلسطينية الأخرى ، كما كان ينقل بالمراكب إلى قبرص ، وكان يعرف بالبطيخ الطنطوري ، كما كانت مساحات من أراضي الطنطورة تزرع بأشجار الزيتون والبرتقال ، واشتهرت الطنطورة بسمكها الذي كان ينادى عليه في أسواق بيع السمك في معظم المدن الفلسطينية بعبارة (طنطوري يا سمك) .
وعندما تحطـَّـمت أحلام الأمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت للسيطرة على فلسطين أمام أسوار عكا على صخرة صمود أهلها الأسطوري في وجه الآلة الحربية الفرنسية الضخمة ، قام نابليون وجنوده ، كما يفعل المهزومون دائما ، بنفث أحقادهم ضد كل القرى التي مرُّوا بها في طريق انسحابهم الذليل من الأراضي الفلسطينية ، ونالت الطنطورة نصيبها من أحقاد الفغزاة الفرنسيين المهزومين ، حيث قاموا بإحراقها في شهر أيار من عام 1799 أثناء انسحابهم ، ويذكر أحد ضباط نابليون في مذكراته أن نيران الحرائق التي كان الفرنسيون يشعلونها في القرى التي يمرون بها وفي حقولها كانت تغنيهم عن إشعال المشاعل أثناء انسحابهم في الليل ، ويفتخر الضابط الفرنسي بانهم جعلوا الريف الفلسطيني كله شعلة من نار .
وتذكر الموسوعة الفلسطينية أن الطنطورة كانت في أواخر العهد العثماني في فلسطين تابعة لقضاء حيفا الذي كان تابعا بدوره لسنجق عكا (لواء عكا) ، وتذكر الموسوعة أن أحمد الجزَّار الذي كان مسيطرا على معظم فلسطين وبعض المناطق في شمالي الأردن أحضر من الطنطورة في عام 1196 هـ / 1781 م قسما من الرخام الذي استعمله في بناء المسجد الذي لا يزال يحمل إسمه في عكا ، ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبـَّاغ في كتابه (بلادنا فلسطين) أن كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في أواخر العهد العثماني كانوا يتوقفون في الطنطورة لفترات من الوقت وهم في طريقهم من من عكا إلى يافا ، ويذكر الدبـَّاغ أن والي عكا العثماني الوزير سليمان باشا توقف فيها في عام 1234 هـ / 1818 م، وتذكر الموسوعة الفلسطينية أن عدد سكان الطنطورة في عام 1886 م كان حوالي 770 نسمة كانوا يتوزَّعون على 154 عائلة ، وكان طلاب مكتب (مدرسة) الطنطورة في العام الدراسي 1893 / 1894 م عشرين طالبا ، ويذكر الدبـَّاغ أن عدد سكان الطنطورة كان في عام 1922م 750 نسمة جميعهم من المسلمين ، وفي عام 1931 م أصبح عددهم 953 نسمة ، منهم 944 مسلمون و8 مسيحيون ويهودي واحد ، وفي عام 1945 كان عددهم 1490 منهم 1470 مسلمون و20 مسيحيون . وكان فيها في أواخر القرن التاسع عشر مصنع للزجاج ومصنع لنسيج الحرير غير المنسوج الذي كان يأتي من الصين وصباغته بالأرجوان بعد نسيجه ، وكانت الطنطورة من أوائل القرى الفلسطينية التي تأسس فيها فرع لجمعية الشبان المسلمين في عام 1934 م برئاسة أحمد اليحيى ، كما كانت من اوائل القرى الفلسطينية التي تأسَّس فيها ناد للشباب ومدرسة للبنات ومستوصف طبي بدعم من المحامي محمد توفيق اليحيى الذي كان عضوا في المجلس الوطني الأول برئاسة الأستاذ أحمد الشقيري .
درس الوزير محمود السمرة في مدرسة قرية الطنطورة الإبتدائية التي بنيت في عام 1899 في أواخر العهد العثماني حتى الصف الرابع الإبتدائي ، ثمَّ انتقل إلى مدرسة حيفا الثانوية ، ثمَّ إلى الكلية العربية في القدس التي تأسست عام 1918 لتصبح الصرح التعليمي الأعلى في فلسطين ، وحصل منها على شهادة المترك الفلسطيني في عام 1942م ، ثمَّ حصل على شهادة الانترميديت في عام 1945م ، وبدأ السمرة حياته العملية معلما للغة الانجليزية في مدرسة طولكرم الثانوية ، وفي عام 1947 م اختارته حكومة فلسطين في عهد الانتداب البريطاني لإرساله في بعثة إلى كلية الآداب في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) ، وتخرَّج في عام 1950م وهو يحمل شهادة الليســــــــانس في الآداب (لغة إنجليزية) فانتقل إلى الكويت ليعمل مدرسا للغة الإنجليزية في مدارسها من عام 1950 إلى 1955 حيث قرر استكمال دراساته الجامعية فانتقل إلى لندن ليلتحق بمعهد الدراسات الشرقية والافريقية (SOAS) بجامعة لندن وتخرَّج منها وهو يحمل شهادة الدكتوراه في الآداب في عام 1958م وكانت أطروحة الدكتوراه التي قدمها بعنوان : (تأثير الحضارة الغربية والبعثات التبشيرية على المفكرين السوريين المسلمين ما بين عامي 1860 – 1920) (The impact of western: civilization and Christian missionaries on Syrian Muslim writers1860-1920) ، ويتطرَّق السمرة بالتحليل العميق لكتابات عدد من مفكري تلك الحقبة رؤية أولئك المثقفين لمسألة الهوية بأبعادها القطرية والقومية والإسلامية ، وتصوراتهم لأشكال الحكم ، ومواقفهم من الاستبداد والحرية ، وتبرز مدى تأثير فكر الثورة الفرنسية فيهم ، ومن هؤلاء المفكرين عبد الرحمن الكواكبي ، وأحمد فارس الشدياق ، ومحمد رشيد رضا ، وروحي الخالدي ، وشكيب أرسلان ، ورفيق العظم ، وعمر الفاخوري ، وحسين الجسر، ومصطفى الغلايني ، وغيرهم ، وتوقفت الأطروحة بشكل خاص عند تأثر كتابات عبد الرحمن الكواكبي بافكار الكتاب المسرحي الإيطالي فيتوريو الفييي (1749-1803) ، وقد تنبهت الأطروحة كذلك للمسائل الإجتماعية وأفردت لمسألة المرأة في كتابات أولئك المثقفين حيزا مهما ، مثلما ناقشت على نحو رائد أسس بناء المجتمعات والعلاقات بين طوائفها .
بعد أن حصل السمرة على شهادة الدكتوراه من جامعة لندن ونال جائزة تقديرية من الجامعة عاد مجددا إلى الكويت ، ووقد تزامنت عودته مع صدور مجلة العربي عن وزارة الارشاد الكويتية (وزارة الاعلام فيما بعد) التي اختير الأستاذ الدكتور أحمد زكي ليكون رئيسا لتحريرها ، وليكون الدكتور السمرة نائبا لرئيس التحرير من عام 1958 حتى عام 1964م ، وعرض الدكتور محمود السمرة لعشرات الكتب في زاوية كتاب الشهر ، وكانت الكتب تتوزَّع على حقول معرفة مختلفة ، وتجمع بين ما يصدر في العربية والانجليزية ، وقد أصدرت - العربي- سنة 1984 في سلسلتها الفصلية ، وفي عددها الرابع كتابا للدكتور السمرة عنوانه (مراجعات حول العروبة والإسلام وأروربا) ، ويحتوي الكتاب على اثنين وعشرين كتابا ، راجعها الدكتور السمرة على نحو يشحذ وعي القارئ من خلال تحليل الأفكار واعادة ترتيبها حتى يصل في ختام المراجعة إلى بناء موضوعي متنام للفكرة التي يقوم عليها كل كتاب .
انضم الدكتور السمرة إلى أعضاء هيئة التدريس بقسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة الاردنية في مطلع ايلول عام 1964. ويستطيع من يقرا سيرته العلمية ان يتتبع تدجه العلمي والاداري ، فقد نال الاستاذية عام 1966 ليتولى عام 1968عمادة كلية الاداب مدة تقرب من ست سنوات ، وليصبح عام 1973 نائبا لرئيس الجامعة لمدة ستة عشر عاما ، ثم رئيسا لها، بعد ذلك تولي معالي الدكتور السمرة مسؤولية وزارة الثقافة ، ليعود بعدها ليصبح رئيسا لجامعة البتراء منذ عام 1993 .
وفي عام 1964م عاد الدكتور محمود السمرة إلى الأردن والتحق بالجامعة الأردنية أستاذا مساعدا للأدب العربي في كلية الآداب بالجامعة الأردنية ، ولم يلبث أن ترقـى إلى مرتبة أستاذ ليدرس أصول النقد العربي والبلاغة ، ثمَّ لم يلبث أن أصبح في شهر تشرين الثاني من عام 1967م عميدا لكلية الآداب في الجامعة الأردنية لمدة تقرب من ست سنوات ، وفي عام 1973 أصبح نائبا لرئيس الجامعة لمدة ستة عشر عاما ، ثم أصبح رئيسا للجامعة الأردنية في عام 1989 م ، ثمَّ تولى منصب وزيرالثقافة ، وبعد مغادرته المنصب الوزاري اختير رئيسا لجامعة البتراء منذ عام 1993.
وللأستاذ الدكتور محمود السمرة نشاطات متميزة في الكتابة الصحفية فإلى جانب كتاباته الكثيرة في مجلة العربي الكويتية والتي كان من أبرزها الباب الشهري الذي كان يتولى عبره تقديم أهم الكتب الصادرة في ذلك الوقت وتحليله ، فقد كانت للدكتور السمرة مساهمات كثيرة على صفحات مجلة (القلم الجديد) التي اصدرها الأديب عيسى الناعوري وفي مجلة (الأديب) التي كان يصدرها في بيروت الأديب ألبير أديب ، وفي العديد من الصحف الأردنية والعربية والأجنبية .
وللأستاذ الدكتور محمود السمرة العديد من المؤلفات منها : مقـــالات في النقد الأدبي (1959م) ، القصة السيكولوجية مترجم (1960م) ، أدباء معاصــرون من الغرب (1962م) ، آرنست همنغواي – مترجم (1962م) ، هنـــري جيــــمس – مترجـــــــم (1962م) ، روائع التراجيديا – مترجم (1965م) ، القاضي الجرجاني (1966م) ، غربيون في بلادنا (1969م) ، أدباء الجيل الغاضب (1970م) ، وكانت قصته (أقوى من الحب) جزءاً من المنهاج المدرسي الأردني في مرحلة سابقة .
وكانت مؤسَّسة عبد الحميد شومان قد نظمت ندوة إحتفالية لتكريم الأستاذ الدكتور محمود السمرة في 27 /10 / 2001 م شارك فيها الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد والأستاذ الدكتور خالد الكركي والدكتور خليل الشيخ والدكتور علي الشرعوالأستاذ الدكتور محمد عصفور والأستاذ صدقي حطاب والأستاذ الدكتور ألبرت بطرس والأستاذ الدكتور تيسير أبو عرجة والأستاذ محمود الشريف والأستاذ الكتور إحسان عباس والدكتورة فوز سهيل والأستاذ الدكتور صلاح جرار والدكتور زياد الزعبي والأستاذ الدكتور فهمي جدعان والأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري والوزير السابق الأستاذ إبراهيم عز الدين العدوي مدير مؤسسة شومان في حينه ، وقد كشفت الأوراق والمداخلات التي قدِّمت في الندوة عن أكثر من جانب من جوانب الإبداع في مسيرة الوزير الأستاذ الدكتور محمود السمرة ، فهو الأكاديمي الجامعي ، والناقد الأدبي ، ليس فقط في مجال الأدب العربي وإنما أيضا في مجال الأدب الأوروبي ، وهو المترجم الذي يجمع في ترجماته بين اللغة البليغة وبين الحفاظ على الأفكار المترجمة ، وهو إلى جانب كل ذلك أحد الروَّاد المؤسِّسين للصحافة الثقافية من خلال عمله في مجلة - العربي - نائبا لرئيس التحرير .
***********
تنــويــه
حول نسب عشيرة الهباهبة
أرجو أن أشدَّ الإنتباه إلى أن كل ما ورد في الحلقة السابقة من معلومات حول نسب عشيرة الهباهبة التي ينتمي إليها الوزير الأستاذ طه الهباهبة كان من مراجع وكتب ذكرت أسماءها وأسماء مؤلفيها ، ولم آت بأية معلومة من عندي أو من أي شخص آخر ، وهذه الكتب هي : كتاب (تاريخ شرقي الاردن وقبائلها ) لمؤلفه الضابط الإنجليزي فريدريك . جيرارد . بيك الذي كان قائدا للجيش العربي الأردني في الثلاثينيات من القرن المنصرم ، وكتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري ، وكتاب (العشائر الاردنية) لمؤلفه الدكتور أحمد عويدي العبَّادي ، وكتاب (موسوعة قبائل العرب) لمؤلفه الباحث عبد الحكيم الوائلي ، وكتاب (الصفوة – جوهرة الأنساب – الأردن) لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة ، وكتاب (الشوبك .. الأرض والإنسان) لمؤلفه الباحث محمد إسماعيل الرواشدة ، وسأكون شاكرا لكل من يزوِّدني بإسم كتب أخرى تتحدَّث عن عشائر الشوبك لأستفيد منها في تحضير المادة الخاصة بعشائر الشوبك التي سيشتمل عليها الجزء الثالث من كتابي (التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية) الذي سيصدر في وقت لاحق بإذن الله.
وأود أن أكرِّر الإشارة إلى أن نقلي لأية معلومة من أي كتاب أو مرجع لا يعني أنني أتبنى هذه المعلومة ، ولكنني أنقلها كما وردت حرفيا لأتيح المجال أمام المهتمين بأنسابهم ليصحـِّـحوها إن كانت غير دقيقة ، أو ليضيفوا إليها إن كانت ناقصة ، أو ليرجـِّـحوها ويؤكدوا صحتها إن كانت صحيحة ، وبذلك أقدم فرصة لعشائرنا وعائلاتنا لمراجعة وتصحيح أية معلومات غير دقيقة عن عشائرهم وعائلاتهم ، ولا أظنه يخفى على أحد أن هذه المعلومات التي أنقلها هي من كلام بشر، وكلام البشر غير معصوم عن الخطأ وعن الهوى ، وقد تكون هذه المعلومات صحيحة ، وقد تكون غير صحيحة ، وقد تكون ناقصة ، وقد يكون فيها خلط بين الصحيح والخطأ .
وبهذه المناسبة أشير إلى أنني تلقيت ، وما زلت أتلقـَّـى ، ملاحظات عاتبة ، وأحيانا غاضبة ، لأنني أنقل من بعض المراجع الأجنبية ، وخاصة من كتاب (تاريخ شرقي الأردن وقبائلها) الذي ألفه الضابط الإنجليزي (فريدريك . ج . بيك) ، ولا أخفي أنني إكتشفت من خبرتي المتواضعة التي استفدتها أثناء إعداد هذه الدراسة أن بعض الروايات التي يسوقها فريدريك تفتقد فعلا إلى الدقة ، وقد يثير بعضها حساسية لدى بعض العشائر ، ولا أخفي أنني أشارك العاتبين والغاضبين في عدم الإطمئنان إلى مصداقية الضابط الإنجليزي في بعض الروايات التي يسوقها عن أصول بعض العشائر التي تناولها كتابه ، بل إنني أضع علامات إستفهام كثيرة ، متشكـِّـكة ومشكـِّـكة ، عن دوافعه وراء حرصه وتعمُّـده على التركيز على النزاعات التي كانت تحصل بين بعض العشائر ، وكأنـَّـه يحاول إستثارة العشائر على بعضها على طريقة السياسة البريطانية المعروفة ، سياسة فرِّق تـَسُـدْ .
ولكنني رغم كل المآخذ والتحفـُّـظات على كتاب فريدريك .ج . بيك وغيره من مؤلفي الكتب الأجانب عن بلادنا وعن عشائرنا فإنني لا أشارك العاتبين والغاضبين في الدعوة إلى تجاهل هذا الكتاب وغيره من الكتب ، فهذه الكتب ، شئنا أم أبينا ، موجودة فعلا ، ولا تخلو منها مكتبة في جامعة أو مؤسسة بحثية ، ويعود إليها كثيرون كمراجع عن أصول العشائر الأردنية ، بل إن الكثير من الكتب الي أعدَّهـا مؤلفون عرب عن أصول العشائر الأردنية تعتمد على كتاب فريدريك وغيره من الأجانب ، وفي رأيي فإن الحل الأمثل في مواجهة بعض الروايات التي تفتقد إلى الدقـَّـة عن أصول بعض العشائر الأردنية التي يسوقها مؤلفون أجانب في كتبهم ليس في السكوت عليها ، وليس في الغضب منها ، وإنما في المسارعة إلى تفنيد الخطأ وتصويبه بوقائع موثقة من مراجع موثوقة، وذلك عملا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم : ) الناس أمناء على أنسابهم (.
ومن هنا فإنني أهيب بالسادة العاتبين والغاضبين ، بل بجميع الحريصين على أنسابهم ، أن يبادروا إلى تصويب أية معلومات غير دقيقة عن عشائرهم ترد في هذه الدراسة منقولة من كتاب أجنبي أو عربي ، كما أرحب بأية إضافات شريطة الإشارة إلى أسماء المراجع التي أخذت منها المعلومة وأسماء مؤلفيها .
**************
شرح الصـور
صورة رقم 1 :
صورة تجمع ثلاثة من رؤساء الجامعة الأردنية ، الوزير الأستاذ الدكتور محمود السمرة الجالس على يسار الرئيس الدكتور عبد السلام المجالي والأستاذ الدكتور عبد الكريم خليفة النسور (أقصى يسار الصورة) ، ويظهر إلى يمينالرئيس المجالي نائب رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور سعيد التل .
صورة رقم 2 :
الملك الراحل الحسين بن طلال في أحد إحتفالات الجامعة الأردنية ، ويظهر إلى يساره الأستاذ الدكتورعبد السلام المجالي والأستاذ الدكتور محمود السمرة والأستاذ الدكتور رشيد الدقر والأستاذ الدكتور عدنان بدران والأستاذ الدكتور الشيخ عبد العزيز الخيـَّـاط والأستاذ الدكتور كامل السعيد .
صورة رقم 3 :
الأستاذ الدكتور محمود السمرة مع الرئيسين أحمد اللوزي وعبد الكريم الكباريتي .
صورة رقم 4 :
الأمير الحسن بن طلال متوسطا الأستاذ الدكتور محمود السمرة والأستاذ الدكتور علي محافظة في إحدى زيارات سموه للجامعة الأردنية .
صورة رقم 5 :
الأميرة بسمة بنت طلال في إحدى زيارات سموها للجامعة الأردنية ويظهر إلى يسارها الأستاذ الدكتور محمود السمرة .
صورة رقم 6 :
الأستاذ الدكتور محمود السمرة في صورة تذكارية مع عدد من أعضاء الهيئة الأكاديمية في الجامعة الأردنية .