وزراء عشيرة أبو العون - الرملة -
توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي
تلتقي عائلة التاجي الفاروقي التي ينتمي إليها الرئيس توفيق أبو الهدى مع عائلة آل الخيري التي ينتمي إليها الوزير خلوصي الخيري مع عائلتي أبو العون والجعفري في أصولٍ واحدةٍ وتتجمَّع كلها تحت مظلّة عشيرة أبو العون في منطقة الرملة بفلسطين .
وتقولُ روايةٌ إنَّ لقب الفاروقي لحق بعائلة التاجي الفاروقي نسبة إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي تعود العائلة بجذورها إليه رضي الله عنه , واشتهر من عائلة التاجي الفاروقي العديد من العلماء والأدباء والشعراء , وكان الشيخ سليمان التاجي الفاروقي من أشهر شعراء فلسطين وكان يُلقَّبُ بمعرِّي العرب نسبة إلى الشاعر العربي أبي العلاء المعرِّي , وكان قد أسَّس جريدة (الجامعة العربية)وترأس تحريرها في عام 1932م.
ويبرزُ الرئيس توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي الذي وُلد في مدينة عكا في عام 1895م كما يشير المؤرخ سليمان الموسى في كتابه الوثائقي(أعلام من الأردن - توفيق أبو الهدى , سعيد المفتي - دراسة في السياسة الأردنية) (ص 11) كصاحب الرقم القياسي في إشغال منصب رئيس الوزراء في الحكومات الأردنية , فقد شكّل برئاسته اثنتي عشرة حكومة في عهد ثلاثة ملوك هم الملك المؤسس عبدالله بن الحسين والملك الراحل طلال بن عبدالله والملك الراحل الحسين بن طلال , كان أولها في 28/9/1938م في عهد الإمارة , وآخرها في 24/10/1954م في عهد المملكة , كما شغل المنصب الوزاري في حكومة الرئيس حسن خالد أبو الهدى الصيّادي المشكّلة في 26/6/1926م بموجب تعديلٍ جرى عليها في 11/9/1928م ليدخلها مديراً لتسجيل الأراضي , ثم ليصبح سكرتيراً عاماً للحكومة في تعديلٍ آخر جرى في 1/2/1929م , ثم شغل نفس المنصب في حكومة الرئيس حسن خالد أبو الهدى المشكّلة في 17/10/1929م , ثم عاد فشغل نفس المنصب في حكومة الشيخ عبد الله سراج المشكّلة في 22/2/1931م , ثم شغل منصبَ وزير الخارجية في حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكّلة في 19/5/1945م , واستقال منها في 27/8/1945م , وكان قد شكّل حكومته الأولى في 28/9/1938م , وبذلك يكون أول رئيس حكومة يشارك في حكومة أخرى كوزير .
وحين نعود إلى تواريخ الحكومات التي شكَّلها توفيق أبو الهدى نكتشفُ أنه كان الرجل الأهم في السلطة التنفيذية طيلة الفترة من 28/9/1938م وحتى 24/10/1954م فقد شكّل حكوماته الاثنتي عشرة على النحو التالي (28/9/1938م)(6/8/1939م)(25/9/1940م)(29/7/1941م)(19/5/1943م)(28/12/1947م)(7/5/1949م)(25/7/1951م)(8/9/1951م)(30/9/1952م)(4/5/1954م)(24/10/1954م ) .
ويلتقي معظمُ الذين عايشوا الرئيس توفيق أبو الهدى بمن فيهم الذين كانوا يناصبونه العداء على أنه كان من أنظف من تولّى رئاسة الحكومة يداً , فقد عُرف عن حرصه الشديد على المال العام , كما عُرف عنه حرصه الشديد على النأي بنفسه عن مال الحكومة وهذا ما يفسِّر موته فقيراً .
ويلتقي معارضوه ومؤيدوه على أنه كان ينطلق في تعاونه مع الإنجليز- وهم الذين كانوا يبسطون نفوذهم وسيطرتهم على الأردن بموجب صكِّ الانتداب- من قناعته بأنَّ تعاونه مع الإنجليز كانَ من أجلِ مصلحة الأردن وليس عن عمالةٍ للإنجليز أو خيانةٍ للأردن .
كما أنَّ الأمرَ الآخر الذي يتفق عليه معظم الذين عايشوه أنه كان بعيداً عن الأساليب الديمقراطية في تعامله مع الشعب , وخاصة مع المعارضين , وأنه كان لا يتورع عن استعمال الشدّة والعنف في مواجهة معارضيه , كما أنه لم يكن ليتورَّعَ عن التدخلِ في الانتخابات النيابية التي كانت تشرف عليها حكوماته لضمان فوز مؤيديه ولضمان إسقاط معارضيه, ولعلَّ في هذه المقتطفات التي أنقلها من المقال الافتتاحي لمجلة(حول العالم) الصادرة في 4/6/1955م تعليقاً على استقالة حكومة الرئيس توفيق أبو الهدى ما يصلحُ أن يكون شاهداً على مدى الرفض لسياسة اليدِّ الحديديِّةِ التي كان توفيق أبو الهدى يتعاملُ بها مع معارضيه .
يقولُ المقالُ الذي يُرجَّحُ أن يكون بقلم رئيس تحرير مجلة(حول العالم)المحامي صبحي زيد الكيلاني ونقيب الصحفيين في حينه :(وأخيراً استقالَ السيد توفيق أبو الهدى من الحكم وغادرَ منصبَ رئيس الوزراء , وسقط من يده السُّوط الذي كان يلسع به جباه الشباب, ويُلهب به ظهورَ الجماهير , وباستقالته أو بمغادرته الحكمَ انتهى عهدُ آلام الشعب, وتعذيب الأحرار واضطهاد الصحافة).
ويمضي المقالُ في فقرةٍ أخرى متحدثاً عن دور توفيق أبو الهدى في الأحداث الدامية التي أعقبت إحدى الانتخابات النيابية التي أشرفت عليها حكومته:
(إن أشدَّ أعداء السيد توفيق أبو الهدى لم يكونوا يتوقَّعون منه أن يُصدرَ أمراً بإطلاق النار على جماهير الشعب في شوارع عمَّان حيث سقط عشراتٌ من التلاميذ والشُبَّان قتلى , وتهاوى عشرات من الرجال والنساء جرحى حتى أصبحت عمان وكأنَّها ساحة حربٍ وميدانٍ قتال...) ثم يمضي المقالُ متحدثاً عن كراهية الرئيس توفيق أبو الهدى للصحافة فيقول: (إن أعدى أعداء السيد توفيق أبو الهدى هي الصحافة على اختلاف ألوانها, وخاصَّة السياسية منها , وفي كلِّ مرةٍ يتولَّى الحكمَ فيها كان ينصرف همُّه أولاً وقبل كل شيء إلى إرهاب الصحفيين , وخنق حُرِّيَّاتهم , وشلِّ أقلامهم ,ومنع نسمات الحرِّيَّة أن تدنو منهم , ويحاربُ كلَّ شيء اسمه حرية , حرية النقد في الصحف , وحرية الكلام في مجلس النواب , وحرية إبداء الرأي في المظاهرات والاجتماعات , وحرية الشعب في تشكيل الأحزاب).
ولقد بلغت حِدَّةُ المعارضة للرئيس توفيق أبو الهدى درجة من الجرأة دفعت بصحيفة(الكفاح الإسلامي)التي كان يُصدرها الإخوان المسلمون في الخمسينيات من القرن العشرين المنصرم لتطلق عليه اسم(أبو الضلال)بدلاً من أبو الهدى , وذلك في تعليقها على قرار حكومته بإغلاقِ خمس صحفٍ حزبية هي صحيفة الرأي (القوميون العرب) وصحيفة الجبهة (الشيوعيون) وصحيفة الوطن (الشيوعيون ) وصحيفة اليقظة (البعثيون) وصحيفة العهد الجديد ( الشيوعيون ) , وقالت الكفاح الإسلامي في تعليقها في عددها الثالث الصادر في 26/8/1954م الذي صدر دون غلاف بعد أن صدرَ قرارٌ من أبي الهدى بإغلاق الصحيفة وسحب ترخيصها : (ما مرَّ بالبلاد حكمٌ كحكم الطاغية أبي الضلال أو كما يسمُّونه زوراً وبهتاناً أبو الهدى, وما علمَ أنَّ إغلاقَ صحيفةٍ لن يُسكتَ أصحاب الفكر عن العمل لفكرتهم). ويلتبسُ الأمرُ على الكثيرين فيظنون وجود صلة قرابة بين الرئيسين توفيق أبو الهدى وحسن خالد أبو الهدى الصيَّادي الذي شغل منصب رئيس الحكومة المشكَّلة في 5/9/1923م , ثم شغل منصب ناظر المالية ( وزير المالية ) في حكومة الرئيس علي رضا الركابي المشكَّلة في 3/5/1924م , كما شكَّل حكومته الثانية في 26/6/1926م , وشكَّل حكومته الثالثة في 17/10/1929م, والحقيقة أنه لا توجد أيَّة صلة قرابة بينهما , فالرئيس أبو الهدى ينتمي إلى عائلة التاجي الفاروفي وهي فرعٌ من فروع عشيرة(أبو العون) الرملاوية , بينما ينتمي الرئيس حسن خالد أبو الهدى إلى عائلة الصيَّادي السورية التي تتمركز في بلدة خان شيخون القريبة من حلب التي تقولُ رواية إنها عائلة تلتقي مع عائلة آل الصبَّاغ في دمشق وجرش وعمان وتعودُ بجذورها إلى جدِّها ياسين الهاشمي الرفاعي الحسيني الذي ارتحل من معرَّة النعمان إلى دمشق في عام ( 1034) ه¯ واستقرَّ فيها هو وذريته , وتقول رواية إن نسب ياسين الصيادي يمتدُّ إلى بني هاشم من خلال الإمام إبراهيم مرتضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام زين العابدين بن علي بن الإمام الشهيد الحسين السبط بن الخليفة الراشدي الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
خلوصي الخيري
شغلَ السيد خلوصي الخيري المنصبَ الوزاري (8) مرَّات كانت أولاها في حكومة قريبه الرئيس توفيق أبو الهدى المشكَّلة في 7/5/1949م وزيراً للتجارة ووزيراً للزراعة , ثمَّ في حكومة الرئيس أبو الهدى المشكَّلة في 8/9/1951م وزيراً للاقتصاد والتجارة وكانت مشاركته بموجب تعديلٍ جرى على الحكومة في 19/4/1952م , ثمَّ شارك في حكومة الرئيس أبو الهدى المشكَّلة في 30/9/1952م وزيراً للاقتصاد والتجارة , ثمَّ في حكومة الرئيس أبو الهدى المشكَّلة في 4/5/1954م وزيراً للاقتصاد ووزيراً للإنشاء والتعمير , ثمَّ في حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكَّلة في 21/12/1955م وزيراً للمالية والاقتصاد , ثمَّ في حكومة الرئيس سمير الرفاعي المشكَّلة في 9/1/1956م وزيراً للاقتصاد , ثمَّ في حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكَّلة في 24/4/1957م وزيراً للاقتصاد الوطني ووزيراً للتربية والتعليم , ثمَّ في حكومة الرئيس هزاع المجالي المشكَّلة في 6/5/1959م وزيراً للاقتصاد الوطني .
نسبُ آل أبو العون
في الجزء الأوَّل من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) يذكر المؤرِّخُ مصطفى مراد الدبَّاغ أنَّ الجَدَّ المؤسسَ لعائلة أبو العون بفرعيها أبو الهدى الفاروقي والخيري الفاروقي في الرملة ويافا هو الشيخ شمسُ الدين أبو العون محمد الغزِّي القادري الشافعي المولود في غزَّة وارتحل منها إلى جلجوليا ثم إلى الرملة حيث توفي فيها في عام 910ه¯, وكان شيخاً للسادة القادرية بالمملكة الإسلامية (العالم الإسلامي).
ويشيرُ الدبَّاغ في الجزء الرابع من القسم الثاني من (بلادنا فلسطين) إلى الشيخ خير الدين الفاروقي الرملي (نسبة إلى الرملة) المولود في الرملة في عام 993ه¯- 1585م كأحد علماء المذهب الحنفي في عصره, واسمه خير الدين بن أحمد بن علي بن زين الدين بن عبد الوهاب الأيوبي العليمي (نسبة إلى علي بن عليم) الفاروقي (نسبة إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه), وله كتابُ (الفتاوى الخيرية) وربَّما يوحي اسمُ كتابه إلى أنه ينتمي لفرع آل الخيري الفاروقي من عائلة أبو العون.
ويشيرُ الدبَّاغ إلى أن قبر الشيخ أبو العون محمد الغزِّي الجد المؤسس لعائلة ابو العون بفرعيها أبو الهدى والخيري في الرملة عليه عباراتٌ تقولُ:
هذا قبرُ العبد الفقير إلى الله تعالى شيخ الأنام, العالم العلامة المحقِّقُ المدقِّقُ, السند الحاج الناسك مربي المريدين, قدوة الاولياء العاملين , العارف بالله, الداعي لسنة رسوله أبوالعون محمد الغزي الشافعي الفاروقي شيخ شيوخ السادة القادرية بالثغور الفلسطينية والممالك الإسلامية.
ويذكرُ الدبَّاغ في الجزء الأول من القسم الأول من (بلادنا فلسطين) أن الشيخ أبو العون هو جّدُّ آل الفاروقي بفروعهم الثلاثة أبو الهدى والخيري والتاجي في يافا والرملة وعكا.
نسب عائلة الخيري الفاروقي
يذكرُ كتابُ (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنَّا عمَّارين أن عائلة الخيري تنحدرمن أعقاب الشيخ خير الدين بن أحمد بن علي بن زين الدين بن عبد الوهاب الأيوبي العليمي الفاروقي الرملي (نسبة إلى الرملة), وأن مساكنهم تتوزع بين يافا والرملة بفلسطين.
ويوردُ كتابُ (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أسماء ثلاث عائلات تحمل اسم الخيري تتوزع على القدس والرملة ودير البلح, ويشير إلى أن عائلة الخيري تتبع عائلة الفاروقي التي تنتسب إلى الخليفة الراشدي الصحابي الجليل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ويذكرُ كتابُ (القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-19487م) لمؤلفته الباحثة بيان نويهض الحوت أن الوزير خلوصي الخيري كان في شبابه من مؤسسي حركة القوميين العرب وكان أحد أعضاء قيادتها في عام 1935م, وكان أحد المتنافسين على زعامة الكتلة في عام 1946م, وكان آنذاك مديراً للمكتب العربي في واشنطن الذي أسَّسته الجامعة العربية لخدمة قضية فلسطين بشكل عام والقضايا العربية الأُخرى بشكل عام, وكان قد شغلَ في عام 1936م منصبَ قائم مقام القدس, وشارك في المؤتمر السنوي لكتلة القوميين العرب الذي انعقد في حيفا في 18/6/1947م.
ويوردُ الكتابُ أسماءَ العديد من رجالات عائلة الخيري الفاروقي الرملاوية ومنهم رأفت الخيري الذي كان من مؤسسي فرع الرملة لجمعية الشبان المسلمين (1928م) وفي اللجنة التنفيذية لبحث مشكلتي الهجرة وبيع الأراضي (1933م) وشاركه في عضوية اللجنة قريبه طالب الخيري, كما يذكرُ اسمَ فوزي الخيري من بين ممثلي الرملة في المؤتمر الإسلامي للدفاع عن المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية المقدسة (1928م), كما كان من بين ممثلي الرملة في مؤتمر اللجان القومية (1936م), ويذكر اسم محمد الخيري من بين ممثلي الرملة في المؤتمر العربي السابع (1928م), كما يورد اسم الشيخ مصطفى الخيري رئيس بلدية الرملة كممثل للرملة في قيادة حزب الدفاع العربي الذي تأسَّسَ بزعامة راغب النشاشيبي في عام 1934م.
ويصفُ الأديبُ يعقوب العودات (البدوي الملثَّم) في كتابه (من أعلام الفكر والأدب في فلسطين) الوزيرَ خلوصي الخيري الفاروقي بهذه العبارات: رجلُ دولةٍ ورائدٌ من روَّاد الفكر العربي المعاصر, وهبه الله خصباً في التفكير وأصالة في الرأي وبراعة في عرض القضايا السياسية وسبِر أغوارها, وفي تحليل المشاكل التي تواجه العالم العربي, وجمع في شخصه المعرفة القادرة والحكمة الفاعلة.
ويشيرُ العودات إلى أن الوزير الخيري الفاروقي ولد في الرملة البيضا في عام 1908م, ويذكرُ أنه كان ناشطاً بعد هزيمة عام 1948م مع العديد من رجالات الحركة القومية الوطنية في فلسطين لمنع عقد صلح مع الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين, ويشيرُ إلى أنه كان عند تولَّيه وزارة الاقتصاد من أوائل الذين عملوا على تطوير ميناء العقبة.
عائلة أبو الهدى الفاروقي
يوردُ كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أسماء ثلاث عائلات تحمل اسم أبو الهدى تتوزع على يافا وعكا والرملة, والأرجحُ أنها تلتقي في جذور واحدة.
ويوردُ كتاب (القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948م) اسم محمد أبو الهدى من عائلة ابو الهدى اليافاوية من بين أعضاء الجمعية الإسلامية- المسيحية التي تأسست في يافا في عام 1918م.
ويذكرُ الأديبُ يعقوب العودات (البدوي المُلثَّم) في كتابه (من أعلام الفكر والأدب في فلسطين) أن الرئيس توفيق أبو الهدى الفاروقي ينتمي إلى فرع العائلة الرملاوي (الرملة) مع أنه من مواليد عكا في عام 1895م.
ويذكرُ العوداتُ أن الرئيس توفيق أبو الهدى كان في مطلع شبابه من ناشطي الحركة العربية الوطنية وكان من مؤسِّسي (المنتدى الأدبي) الذي أسَّسه الشُبَّان العرب الذين كانوا يقيمون في الآستانة (استانبول) للدراسة أو للعمل في عام 1909م ليمارسوا من خلاله نشاطاتهم الفكرية والسياسية الهادفة إلى تحرير العرب من حكم حزب الاتحاد والترقي الماسوني الذي تحكَّم بالدولة العثمانية في أواخر سنواتها, ويروي العودات أن رئيس المنتدى عبد الكريم الخليل أخفى في غرفة أبو الهدى في نُزل الطلبة الذي كان يقيم فيه وثائقَ ومراسلات المنتدى, وعندما ألقت حكومة حزب الاتحاد والترقِّي الماسونية القبضَ على عبد الكريم الخليل بعد أن اكتشفت نشاطات المنتدى الحقيقية قامت بحملةِ تفتيش في غرف جميع الطلاب العرب في استانبول, وكان من بينها غرفة أبو الهدى الذي كان قد وضع الوثائق والمراسلات في حقيبة قديمة مهترئة ووضع فوقها بعض ملابسه التي تحتاج إلى الغسيل, ولما دخلت الشرطة التركية الغرفة سألته عما بداخل الحقيبة فأخرج منها بعض ملابسه المتسخة فصدَّقوه وأكملوا تفتيش الغرفة ثم غادروها, فبادر توفيق أبو الهدى إلى إحراق الوثائق والمراسلات في قبو العمارة بمساعدة جار أرمني وزوجته, وعندما أراد الشيخ عيد الحميد الزهراوي وكان من زعماء الحركة العربية أن يطمئن على الوثائق أخبره أبو الهدى بإحراقه لها فاطمأنَّ الزهراوي وشكر أبو الهدى على حسن تصرُّفه الذي أنقذ عشرات من شبان الحركة العربية الوطنية من أعواد المشانق لو عثر الاتحاديون عليها.
ويذكر المؤرِّخُ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) أن عائلة أبو الهدى في نابلس تلتقي بقرابة أبناء العمومة مع عائلتي آل الجوهري وآل الخمَّاش في نابلس, ويشير إلى أنهم يذكرون أنهم يرجعون بجذورهم إلى بني الجراح قبيلة الصحابي الجليل أمين الأمة أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه, وبنو الجراح ينحدرون من قبيلة بني حارث بن فهر بن مالك من قريش من العرب العدنانية, ويشيرُ الدبَّاغ في الجزء الرابع من القسم الثاني من (بلادنا فلسطين) إلى أن بني الجراح انشأوا إمارة لهم في البلقاء وباديتها وفي جوار القدس وامتدَّ نفوذهم إلى الرملة وناحيتها, ويذكر أن بني الجرَّاح خرجوا على طاعة الخليفة الفاطمي الحاكم بأمره, واستدعوا صاحب مكَّة _(حاكمها) أبو الفتوح الحسن بن جعفر العلوي الحسني إلى الرملة فاستجاب لهم وقدِمَ إلى الرملة فبايعوه بالخلافة, فقام الحاكم بأمر الله بإرسال حملة عسكرية تغلبت على بني الجرَّاح وشتَّت جمعهم.
ويذكرُ الدبَّاغ في الجزء السابع من القسم الثاني من (بلادنا فلسطين) أن أحد رجالات عائلة أبو الهدى الفاروقي الشيخ محمد أبو الهدى كان قاضياً لعكا ومفتياً لها, وهو الذي ترأس وفد عكا المؤلف من أربعة أشخاص لمقابلة إبراهيم باشا قائد الجيوش المصرية في فلسطين لطلب الأمان لأهل عكا بعد أن عجزوا عن مقاومة الحصار الذي فرضه الجيش المصري على عكا, ولكن إبراهيم باشا حنث بوعده وأمر بقتل الشيخ محمد أبو الهدى بعد أن اتهمهُ بتشجيع والي عكا عبد الله باشا الجزار على مقاومة الجيش المصري.
توفيق أبو الهدى كان من أنظف الرؤساء يداً, ومن أشدِّهم عداء للصحافة والصحفيين
آل أبو الهدى (نابلس) يلتقون بصلة القرابة مع آل الجوهري (نابلس) وآل الخماش (نابلس)
آل أبو الهدى التاجي الفاروقي وآل الخيري الفاروقي
يلتقون في جَدِّهم المؤسس
شمس الدين أبو العون
أبو الهدى ترأس الحكومة في عهد ثلاثة ملوك , عبد الله (الأول) بن الحسين , طلال بن عبدالله , الحسين بن طلال
خلوصي الخيري كان
من مؤسسي حركة
القوميين العرب في فلسطين
في عام 1935م
رواية : آل أبو الهدى الفاروقي وآل الخيري الفاروقي ينحدرون من نسل الخليفة الفاروق عمر بن الخطَّ¯اب رضي الله عنه
رواية: آل أبو الهدى وآل الجوهري وآل الخماش ينحدرون من قبيلة بني الجراح التي ينتسب إليها أمين الأُمة أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه...