وزراء قبيلة العدوان
وزراء قبيلة العدوان
سلطان ماجد العدوان
شغل الشيخ سلطان ماجد سلطان علي العدوان في حكومة الشريف زيد بن شاكر (الأمير فيما بعد) المشكَّلة في 21/11/1991م وزيراً للدولة .
محمد عفَّاش العدوان
وشارك ابن عمه الدكتور محمد عفَّاش سلطان علي العدوان ابن عم الوزير سلطان في حكومة الدكتور عبد السلام المجالي المشكَّلة في 30/5/1993م وزيراً للسياحة والآثار في تعديلٍ جرى عليها في 8/6/1994م , ثم شغل منصب وزير دولة للشؤون السياحية ومنصب وزير الإعلام في حكومة المهندس علي ابو الراغب المشكَّلة في 14/1/2002م .
ويقال إنَّ أوَّلَ ظهور لقبيلة العدوان في البلقاء من الأردن كان بعد زوال حُكم المماليك ودخول المنطقة في حُكم العثمانية الأتراك بعد أن دخلتها الجيوش العثمانية بقيادة السلطان سليم في عام 1516م.
نسب قبيلة العدوان
ويقال إنَّ جدَّ العدوان الأول هو فائز بن عجم بن شهيل بن جغيلان بن محمود بن الصُّويت (وتكتب السُّويط) وجميعهم من أُمراء قبيلة الضفير النجدية , وتقول رواية أخرى إنَّ فائز هو أحد رجال عشائر كِنده وإِنَّه تزوج بابنة شيخ كِنده ورُزقَ منها بولدٍ أسماه عدوان , وإنَّ عدوان هذا تزوج من ابنة أحد شيوخ قبيلة المهداوية التي كانت منطقة البلقاء تدين لها بالزعامة في منتصف القرن السابع عشر (1640م) . ورزق عدوان بولدين هما حمدان وصبح , ورزق حمدان بثلاثة أولاد هم عدوان ونمر ومحمود الذين لم يلبثو أن انتزعوا لعشيرتهم العدوان زعامة البلقاء من أمير المهداوية في حينه المسمى جوده , وتوزعوا وأعقابهم الأراضي التي كانت للمهداويةِ فأخذ صالح وإِخوته أبناء عدوان أراضي شونة نمرين , وأخذ الابنُ الأكبرُ لعدوان المسمى كايد أراضي غور الكرامه , وأخذ أبناء نمر وهم قبلان وإخوته أراضي غور الكفرين .
وفي بدايات عهد الإمارة في شرقي الأردن ثار العدوان بزعامة شيخهم سلطان العدوان ضد الحكومة في 1923م , ولكن سلطات الانتداب البريطاني ساعدت حكومة الإمارة التي كانت برئاسة مظهر رسلان واستعملت الطيران الجوي في إخماد ثورة العدوان بسبب قوتها فاضطر الشيخ سلطان العدوان إلى اللجوء إلى جبل الدروز ثم لم يلبث أن عاد إلى شرقي الأردن.
وعطفاً على الروايه التي تقول إنَّ جَدَّ العدوان هو فائز بن الصُّويت زعيم قبيلة الضفير فإن الرواية تضيف بأنّ قبيلة الضفير اضطرّت إلى الهجرة من شرقي الأردن إلى بادية العراق بعد أن فشلت في مواجهة قبيلة بني صخر التي زاحمتها على زعامة المنطقة التي كانت تسيطر عليها , وإِنَّ فائز بن الصُّويت تخلفَ في شرقي الأردن ولم يرحل إلى بادية العراق وتشكلت من أعقابه قبيلة العدوان.
وتقول رواية أوردها الشاعر خير الدين الزركلي في كتابه (الإعلام) إن أصول العدوان تمتد إلى جدهم العدوان المسمى الحارث بن عمرو بن قيس وهو من قبيلة قيس عيلان من العرب القحطانية في منطقة الطائف بالحجاز , ومنها انتقلوا الى تهامه ثُمَّ توزَّعوا في بلاد كثيرة كان منها شرقي الأردن في منطقة البلقاء.
وتتوزع عشائر العدوان على عدة فروع هي فرع الصالح الذي ينتمي إليه الشيخُ الجدُّ سلطان العدوان ونجله الشيخ ماجد وحفيده الشيخ سلطان, وفرع العساف هم ابناء صبح العدوان, وفرع الوريكات وهم أبناء شديد العدوان , وفروع النمر والسُّكَّر والكايد وهم من فروع الصالح من أبناء حمدان العدوان.
وفي الجزء الرابع من كتابه (معلمة للتراث الأردني) يذكر الأديب المؤرخ روكس بن زائد العُزيزي أن قبيلة العدوان تعود بجذورها إلى قبيلة الضفير التي كانت مستقرة في جنوبي الأردن وأن صراعاً على النفوذ جرى بينهم وبين عشائر قبيلة بني صخر التي تمكنت من إجلاء العدوان من جنوب الأردن إلى مكان في منطقة الأزرق يدعى شجرات المحيلان , حيث تمكن الصخور من قتل شيخ الضفير سلطان الذي لا يزال قبره في المنطقة إلى جانب غدير للمياه سمي (غدير سلطان) .
ويذكر العُزيزي أن العدوان تفرقوا بعد أن حسم بنو صخر الصراع لصالحهم , واختار قسم من العدوان منطقة البلقاء التي كانت آنذاك تحت سيطرة قبيلة المهداوية (الأمهداوية) بزعامة شيخها ابن مهدي , وتزوج شيخ العدوان واسمه عدوان من إحدى بنات شيخ من شيوخ المهداوية أنجبت له ولدين أحدهما صويط والآخر صبح , وكان صويط يشارك أنسباءه المهداوية في غزواتهم , ويورد العُزيزي قصة طريفة تقول إن شيخ المهداوية أعطى صويطاً بعد إحدى الغزوات ناقة متورمة الإبطين, ويطلق العرب على الناقة المتورمة الإبطين اسم الناقة الضبطاء, وتفاجأ صويط أن الناقة التي كانت من نصيبه كانت تحمل أموال أمير العشيرة المغلوبة , فاستعان بالمال لتعزيز نفوذه ولم يلبث أن انتزع زعامة المنطقة من أخواله المهداوية.
ويذكر العُزيزي أن قبيلة العدوان تتشكل من عشائر السُّكر والعساف والكايد والنمر, كما يذكر أن للعدوان أحلافاً وهم من العشائر التي كانت قد وقفت إلى جانبهم في انتفاضتهم ضد المهداوية, وأحلاف العدوان هم:
.1 عشيرة الأقرضة التي تنحدر منها عشيرة اللوزيين وعشائر أبو تتوه وأبو درعان وأبو إسحيبان وأبو سويلم وأبو مغرز والحجاج والرِّيشة والسلامات والعنيران (الأعنيران).
.2 عشيرة الأقرضة التي تنحدر منها عشائر العودات والخطبا والنوفل.
.3 عشيرة المراهفة وهم فرع من عشائر البحارات في منطقة الطفيلة.
.4 عشيرة المشالخة التي تنحدر منها عشائر الدَّيَّات والربيع والسعيفان والضميدات والعلاقمة والغراغير والفاعور والمشاهرة.
.5 عشيرة النعيمات وهم الذين يقيمون في أم السماق.
ويعزز فردريك ج. بيك في كتابه (تاريخ شرقي الأردن وقبائلها) الرواية السابقة, ويذكر أن والد عدوان واسمه فائز كان قد أقام مع أخيه فوزان بين عشائر كنده بجوار جبل السامك في منطقة البلقاء وتزوج فائز ابنة شيخ كنده وولدت له عدوان الذي تزوج من ابنة أحد شيوخ المهداوية والتي أنجبت له ولدين أحدهما حمدان (والأصح صويط أو صويت) والآخر صبح.
ويورد فردريك رواية مختلفة عن انتزاع العدوان للزعامة من المهداوية, فيذكر أن صويطاً الذي يسميه في كتابه حمدان دخل في نزاع مع المهداوية قرابة عشرين عاماً انتهت بقتله وفرار رجاله إلى وادي الموجب وجبل عطروز جنوب مادبا ولكن أبناءه عدوان ونمر ومحمد استمروا في منازعتهم للمهداوية وتحالفوا مع قبيلة العجارمة وغيرها من القبائل المعارضة لزعامة المهداوية وجاءت الفرصة للعدوان للانتقام لمقتل أبيهم صويط عندما أراد شيخ المهداوية واسمه جودة الزواج من ابنة خوري الفحيص على غير رضا الفتاة وعشيرتها, فاستعانوا بعدوان وإخوانه أبناء صويط فأشاروا عليهم بإبلاغ جودة بموافقتهم ودعوته إلى حفل خاص لتسليمه العروس, فلما جاء جودة وفرسانه باغتهم العدوان وحلفاؤهم مع أهالي الفحيص فقتلوهم عن بكرة أبيهم وما تزال الشجرة التي شهدت مقتل شيخ المهداوية جودة ورجاله تسمى شجرة المهداوية ولم يتمكن ضمان الذي خلف والده على مشيخة المهداوية من الوقوف في وجه العدوان وحلفائهم الذين بسطوا سيطرتهم واقتسموا أراضي المهداوية فكانت أراضي شونة نمرين من نصيب صالح واخوته أبناء عدوان وأخذ كايد ابن عدوان الأكبر أراضي غور الرامة وأخذ قبلان واخوته أبناء نمر غور الكفرين.
وينقل فردريك عن الشاعر خير الدين الزركلي مؤلف كتاب (الأعلام) أن عدوان الجد المؤسس لقبيلة العدوان هو الحارث بن عمرو ابن قيس من قيس عيلان من العرب العدنانية, وأن منازل بنيه كانت بالطائف ومنها ارتحلوا إلى تهامة ثم تفرقوا في أفريقيا وغيرها.
كما ينقل فردريك عن أبي العباس أحمد القلقشندي مؤلف (بلوغ الأرب في معرفة أنساب العرب) أن العدوان والضفير هم من القبائل التي كانت تحت إمرة آل الفضل من عرب الشام.
وينقل عن الحمداني أن العدوان ينحدرون من عرب بريَّة الحجاز من أحلاف الفضل وأنه لم ينسبهم بقبيلة معينة, ويشير فردريك إلى أن رواة البدو ينسبون العدوان إلى الصويت (صويط) من أمراء عرب الضفير.
ويذكر فردريك أن قبيلة الضفير التي ينحدر منها العدوان ارتحلت إلى العراق بعد تغلب بني صخر عليهم واستقروا في منطقة المنتفق أو المنتفك كما يلفظها العراقيون وما زالوا يقيمون فيها, كما التجأ قسم منهم إلى السردية ويعرفون باسم عشيرة العون, وارتحل فريق ثالث إلى البلقاء وهم الذين تشكلت من أعقابهم قبيلة العدوان.
ويعزّز كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمّاري الروايات السابقة ويورد اسم عشيرة تحمل اسم العدوان تتبع عشيرة الصقر على ضفتي نهر الأردن , كما يورد اسم عشيرة فلسطينية تحمل اسم العدوان يسكنون في قرية فرعون القريبة من طولكرم.
ويذكر الدكتور أحمد عويدي العبادي في كتابه (العشائر الأردنية-الأرض والإنسان والتاريخ) أن قبيلة العدوان التي يسميها بني عدوان تتألف من الأقسام والفروع التالية:
} عشيرة الكايد ويشملون العرابي (أبو عرابي) واللامي واليعقوب والحسينات والعمامشة والذراوعة والمجارح والجروح.
} عشيرة النمر ويشملون الحمايل والشبيب.
} عشيرة الوريكات.
} عشيرة العساف.
} عشيرة السكر.
ويذكر العبادي أن من عشائر العدوان أيضاً عشائر الحجاج والدلاهمة والعنيزات واللوزيين والزبيديين والسويليين والرِّيشة وأبو الذرعان وأبو مغرز وأبو تتوه وأبو سحيبان والسويلميين.
ويورد كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرّاب أسماء ست عشائر وعائلات فلسطينية تحمل اسم عدوان تتوزع على غزة وصوريف وقلقيلية والبيرة ورفح وبربرة, كما يورد أسماء ثلاث عائلات تحمل اسم العدوان في الغور ونابلس وبيت حانون, ولم يتحدث عن وجود أو عدم وجود صلات قربى بين هذه العائلات أو بينها وبين قبيلة العدوان في الأردن.
ويرجح كتاب (العشائر الأردنية والفلسطينية ووشائج القربى بينها) لمؤلفه أحمد أبو خوصة الرواية التي اعتمدها القلقشندي والزركلي التي تنسب قبيلة العدوان إلى جدهم عدوان بن عمر الذي ينتهي نسبهم إلى قيس عيلان في منطقة الطائف التي ارتحلوا منها إلى تهامة ثم إلى الأردن, ويذكر أبو خوصة أن قبيلة العدوان تتألف من عشائر العساف والسكر والكايد والنمر والصالح والقرضة (منها عشيرة اللوزيين) والثوابية وهي من فروع عشائر الثوابية في منطقة الطفيلة, كما يذكر من قبيلة العدوان عشائر الوريكات والزبيديين والنعيمات والعميشات.
ويعزّز المؤرخ مصطفى مراد الدباغ في كتابه (القبائل العربية وسلائلها في بلادنا فلسطين) الرواية التي تقول إن العدوان الذين يسميهم بني عدوان هم بطن من بطون قيس عيلان من العرب العدنانية ويذكر أن عدوان الذي تسمت القبيلة باسمه هو الحارث بن عمرو, ويورد رواية تقول إن الحارث عرف باسم عدوان لأنه اعتدى على أخيه فقتله, ويذكر الدباغ أن العدوان ارتحلوا من الطائف بعد أن غلبتهم عليها قبيلة ثقيف إلى الساحل الحجازي (تهامة).
ويصف الدباغ العدوان بأنها من قبائل الأردن القوية ويشير إلى تحالفهم مع آل عبد الهادي في فلسطين الذين كانوا يمثلون العرب القيسيين في مواجهة آل طوقان وحلفائهم الصقور الذين كانوا يمثلون العرب اليمنيين في معركة خروبة عام 1858 بالقرب من جنين والتي انتهت بانتصار آل عبد الهادي والعدوان, ويشير إلى جماعة من العدوان ارتحلت إلى بيت حانون في منطقة غزة.
ويذكر المؤرخ الدباغ في الجزء الأول من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) أن بعض أهالي بيت حانون في فلسطين ينحدرون من قبيلة العدوان , ويرجّح الدباغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه أن العدوان من قبائل قيس من العرب العدنانية , ويعزّز الرواية التي تقول إن الجد المؤسس للعدوان هو الحارث بن عمرو بن قيس بن عيلان وإن اسم عدوان لحق به بعد أن عدا على أحد اخوته وقتله , ويذكر أن منازلهم الأولى كانت في الطائف ثم ارتحلوا عنها بعد أن غلبتهم قبيلة ثقيف إلى تهامة , وارتحل قسم منهم إلى أفريقيا.
ويشكك الدباغ في الرواية التي تنسب العدوان إلى قبيلة الضفير, وأشاد بالشيخ نمر العدوان كأحد أبرز شعراء البادية في عصره حتى لقب بأمير شعراء البادية وذكر أن شعره كان موضع اهتمام ودراسة العديد من المستشرقين كالمستشرق الألماني وتستاين قنصل بروسيا في دمشق في عام 1860م الذي نقل بعض قصائد الشيخ نمر العدوان إلى الألمانية, كما ذكر أن مجلة الشركة الألمانية الشرقية نشرت ترجمات بالألمانية لعدد من قصائده.
ويشير الدباغ إلى أن الكثيرين يطلقون على بلدة الشونة الجنوبية في غور الأردن اسم شونة العدوان لتمركز العديد من أبناء قبيلة العدوان فيها.
الوزراء العرب في الحكومات الأردنية
كان سقوط دمشق في أيدي الجيوش الفرنسية الإستعمارية في 24/7/1920م إيذاناً بنهاية عهد الحكومة العربية التي انبثقت عن المملكة الفيصلية التي أسسها الملك فيصل بن الحسين بن علي في دمشق بعد انسحاب الدولة العثمانية من البلاد العربية, وكان معروفاً أن الملك فيصل بن الحسين كان يعتمد في حكمه على العديد من الشخصيات العربية التي تجمعت في دمشق من العديد من البلاد العربية لتشكل حزب الإستقلال العربي الذي كان يمثل آمال العرب في تحرير بلادهم وإنشاء حكم عربي فيها, وبسقوط دمشق بيد المستعمرين الفرنسيين وجد رجالات الحكومة العربية الفيصلية وغيرهم من رجالات الحركة الوطنية العربية أنفسهم مضطرين إلى ترك سوريا واللجوء إلى أقطار عربية أخرى من بينها شرقي الأردن التي كانت في تلك الأيام تستقبل الأمير عبد الله بن الحسين, فاستعان الأمير عبد الله بهذه الشخصيات العربية في تأسيس إمارة شرقي الأردن, وشكَّلت هذه الشخصيات العربية التي تنتمي لبلدان عربية متعددة النواة لأول حكومة أردنية في عهد الإمارة ولعدد من الحكومات الأردنية التي تلتها قبل أن تصبح المشاركة في الحكومات الأردنية مقتصرة على أبناء شرقي الأردن وفلسطين الذين يشكلون ما يشبه الجسد الواحد بسبب التداخل الإداري بين شرقي الأردن وفلسطين الذي كان سائداً أثناء عهد الدولة العثمانية, وبسبب التداخل العشائري بين عشائر شرقي الأردن وفلسطين وعائلاتهما من حيث ترابط غالبيتها بصلات القربى والنسب والمصاهرة مع بعضها البعض, وكانت مشاركة شخصيات عربية من بلدان مختلفة في حكومة شرقي الأردن أمراً عادياً تماماً مثلما كانت مشاركة شخصيات عربية من بلدان مختلفة في الحكومات الفيصلية في سوريا, بل إن العديد من الشخصيات العربية التي شاركت في حكومات الإمارة في بداياتها كانت قد شاركت من قبل بشكل أو بآخر في الحكومة الفيصلية التي كان العرب يسمونها بالحكومة العربية تأكيداً على البعد العربي لها على حساب البعد الإقليمي.
ولقد ساهم في تقبل هذه الظاهرة ما كان غالباً في حينه من إطلاق اسم سوريا الطبيعية على ما يسمى اليوم بسوريا والأردن وفلسطين ولبنان, وكانت سوريا ولبنان تعرف باسم سوريا الشمالية وكانت شرقي الأردن وفلسطين تسمى سوريا الجنوبية, ولذلك لم تكن مشاركة شخصيات سورية أو لبنانية في حكومات الإمارة تثير في بادئ الأمر أية حساسيات, وكان الأمير عبد الله وانطلاقاً من الوحدة الجغرافية التي تربط بلدان سوريا الطبيعية ببعضها يخاطب المواطنين مستعملاً عبارة (يا أبناء سوريا) كما فعل في أول خطاب له بعد وصوله من معان إلى عمان.
رشيد المدفعي
ينحدر السيد رشيد المدفعي من جذور الأرجح أنها جذور كردية عراقية وقد شغل الوزير المدفعي منصبي وزير الداخلية ووزير الدفاع في حكومة الرئيس توفيق أبو الهدى المشكلة في 6/8/1939م.
وكان الوزير رشيد المدفعي واحداً من مئات من رجالات الحركة الوطنية العربية الذين تصدَّوا للمستعمرين الإنجليز في العراق والمستعمرين الفرنسيين في سوريا فطاردهم المستعمرون, ولما لم يستطيعوا القبض عليهم أصدروا أحكاماً غيابية بإعدامهم فلجأوا إلى شرقي الأردن حيث استقبلهم الأردنيون بالترحاب بسبب ما كانوا يتحلون به من مشاعر وطنية وعروبية لا تفرق بين عربي وعربي, وكان الوزير رشيد المدفعي وقريبه أو لعله أخوه جميل المدفعي من أبناء العراق الذين لجأوا إلى شرقي الأردن مع أحمد مريود ونبيه العظمة وعادل رسلان وفؤاد سليم ومحمود الفاعور من أبناء سوريا, وكانوا في غالبيتهم من المتأثرين بأفكار حزب الإستقلال العربي الذي كان يتبنى القضية الوطنية.
ويذكر كتاب (تاريخ الأردن في القرن العشرين) لمؤلفيه الباحثين منيب الماضي وسليمان الموسى أن رشيد المدفعي كان قائداً لفرقة المشاة الأولى التي تشكَّلت في عام 1917م لتنضم إلى جيش الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي, ثم تولى قيادة الفرقة ال¯¯¯¯ثانية ثم عُيِّن مفتشاً للمدفعية.
استدراك
رواية: عشيرة الشمايلة انفصلت عن عشائر البقور في تل شهاب
تحدثت في الحلقة (5) المنشورة في (المدينة) في 1/11/2005م عن وزراء عشيرة الشمايلة وعن جذورها.
وقد اطلعت مؤخراً على رواية أوردها الأديب المؤرخ روكس بن زائد العُزيزي في الجزء الرابع من كتابه (معلمة للتراث الأردني) تقول إن عشيرة الشمالية الكركية كانت تنضوي مع عشيرة البقور من قبيلة العبابيد (آل عبَّاد) ولكنها انفصلت عنهم عند ارتحالهم من بلدة تل شهاب في حوران بسوريا قبل حوالي (600) عام.
كما أورد نفس الرواية كتاب (العشائر الأردنية والفلسطينية ووشائج القُربى بينها) لمؤلفه الباحث أحمد أبو خوصة.
تعقيب
تلقيت من الدكتور موسى الحسيني نجل الشهيد عبد القادر الحسيني قائد الجهاد المقدس في حرب فلسطين في أواخر الأربعينيات وبطل وشهيد معركة القسطل التعقيبَ التالي:
السيد زياد أبو غنيمة المحترم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد,
أتطلَّع بشغفٍ إلى دراستكم القيمة في صحيفة (المدينة) الزاهرة, وأُشير إلى ما نشرتموه عن آل الحسيني بتاريخ 30/5/2006م وأوضح ما يلي:
إن النسبين اللذين أوردتهما في دراستكم صحيحان, ذلك أن عائلة الحسيني المعروفة في القدس الشريف تنتمي إلى الوفائيين البدريين ويعود نسبها إلى زيد الشهيد بن زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم, وقد نزل جدُّها بدر الدين في قرية شرفات بالقرب من القدس الشريف وبعضهم سكن في غزَّة هاشم وفي صعيد مصر, وأقرب الأنساب إليهم عائلة الحسيني في المدينة المنورة.
وإلى عائلة الوفائيين البدريين من آل الحسيني ينتمي الوزراء رفيق الحسيني ومحي الدين الحسيني وداوود الحسيني.
أما آل غضيَّة ومنهم آل جودة, وآل يونس الذين ينتمي إليهم الوزير أمين يونس الحسيني, وآل القدوة فهم ينتسبون كما ذكرتم إلى الرفاعي (الإمام أحمد).
أرجو أن أكون قد أوضحت اللبس الذي ورد في كتاب (سلالة آل غضيَّة) لمؤلفه عبد القادر أديب آل جودة الذي لم يستوفِ الدراسة اللازمة فخلط بين نسب العائلتين اللتين تنتسبان في النهاية إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما.
} الدكتور موسى عبد القادر الحسيني